|
نتائج الانتخابات: مبروك للعراقيين .... مبروك للفائزين
مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 10:55
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أعلنت المفوضية المستقلة نتائج الانتخابات العراقية التي انتظرناها بشغف لنرى أحلامنا تأخذ مكانها في الجمعية الوطنية العراقية القادمة ، وليدخل النواب قاعة البرلمان بقوة ورقة الناخب العراقي الذي تحدى خطر الموت وغامر بحياته من أجل ايصال ممثليه الى مقاعد الجمعية الوطنية. لاشك ان النائبَ المنتخبَ يعرفُ أن العراقي الذي منحهُ صوته باختياره ، دون رقيب ، ودون خوف من دكتاتور أو شرطي ، يأمل أن يحقق له النائب آماله وأحلامه ، وهي ليست أحلاما طوباوية ، ولا آمالا مستحيلة، فالامل الذي تنشده الأمُ العراقية التي اصطفت أمام أبواب قاعات الاقتراع ، هو عودة أبنائها الى البيت سالمين ، فالامل بالامان غاية يجب أن تتحقق للعراقيين باسرع وقت ، ولا اظن ان انقاذ الشعب العراقي من فلول النظام الصدامي البائد مستحيلا ، فهاهي كردستان ترفل بالامن والسلام ، والسبب بسيط ، هو تعاون المواطن الكردي مع رجال الشرطة الكردية والبيشمركة وقوى الامن ، هذا التعاون خلق مناخا من الثقة المتبادلة بين المواطنين والمؤسسات الامنية، و ساعد على منع وتقليل العمليات الارهابية في كردستان. شكلت الارقام المعلنة للقوائم الفائزة حالة فرح لدى الذين حصلوا على نسبة عالية من الاصوات ، وهو أمر طبيعي لن ينكره أحد على الفائزين ، وتبقى الانتخابات الحالية احتفالا، تظاهر فيها الشعب العراقي اولا ضد الارهاب ، وثانيا ضد فلول الصداميين المجرمين ، ولذلك نشعر بالفرح لنجاح ابناء الشعب شيبا وشبابا ، نساء ورجالا ، في الوصول الى صناديق الاقتراع واصرارهم على الادلاء باصواتهم ، ولا موجب اليوم للحزن بسبب عدد المقاعد القليلة التي حصل عليها الحزب الفلاني او الكيان الفلاني ، فالجميع عراقيون ، ولن تكون هذه الانتخابات هي الاخيرة في العراق ، المهم أن نؤمن بصناديق الاقتراع ونجعل منها الفيصل في الوصول الى سدة السلطة ، مادامت السلطة للعراقيين جميعا. إن على من يريد تحقيق نتائج أكبر مما حقق في هذه الانتخابات ، البحث عن الطرق التي تكفل له الوصول الى المواطنين وكسب قلوبهم وعقولهم ، كي يصوتوا له ، ولامجال للاعتماد على العاطفة فقط ، لان للمواطن اولويات وبديهيات يعتمد عليها في تحكيم عقله وعواطفه حين يقف أمام صندوق الاقتراع ليختار الاسم الذي يؤمن به، الاسم المحقق لآماله وأحلامه. وقد تتغير الاولويات بين انتخابات واخرى ، فعلى سبيل المثال، انتخب المواطن الشيعي قائمة الائتلاف الوطني لشعوره بالحيف طوال سنوات الحكم الطائفي الصدامي ، لذلك يحتاج الى افراغ شحنة القهر التي ولدها ذلك الحيف بابسط وسيلة اتاحتها فرصة الانتخابات ، وهي اختيار قائمة الشمعة ، ولكن ستكون له مطاليب اخرى في المستقبل أبعد من الشعور بالحيف ، ستكون له آمال أكبر من طائفته او قوميته يعمل على تحقيقها، وهكذا هي كل انتخابات ، يرتفع سقفها عاما بعد آخر ، ويزداد وعي المنتخب باستمرار ، فتطور العملية الانتخابية الانسان المنتخب ، والمطالب الانتخابية . ويذكرني ذلك بمثال الطالب والملا ، إذ يروى ان طفلا أخذه ابوه الى الملا ، وأراد الملا تعليمه الالف باء ، فاستمر لايام يطلب منه أن يقول الف فيمتنع الطفل ، حتى عجز الملا عن تعليمه حرف الالف ، فطلب من ابيه ان يأخذه لعدم فائدة تعليمه، وفي طريق عودة الاب وابنه الى البيت ، سأل الاب ابنه قائلا : ابني لماذا لم تستطع ان تتعلم الالف ،هل هو صعب عليك ؟ اجاب الطفل : لا يا ابي استطيع ان اقول الف ، ولكني اذا قلت له ذلك فسيقول لي قل باء ومن ثم جيم ، وسوف يستمر في هذه العملية المرهقة ، لذلك من الافضل ان لااقول له الف واغلق الموضوع . تشبه قصة هذا الطفل مع الملا ، قصة الدول العربية مع الانتخابات ، فهي لاتريد أساسا أن تكون في بلدانها انتخابات ، فتستعيض عنها تارة بالشورى واخرى بالاستفتاء في محاولة لعدم فتح باب ممارسة الحق الانتخابي امام المواطنين ، ولذلك فهي تتحايل على شعوبها كي تدخلهم في متاهات لاتؤدي الى الوصول الى حقيقة الديمقراطية ، لان الخطوة الولى في الديمقراطية هي الانتخابات ، وستاتي بعدها المطالبة بالحقوق الاخرى ، من حقوق المرأة الى حقوق العمال والاطفال والسجناء والطلقاء والحيوان ووووو... ومن المفيد أن نذكر ان الشعب العراقي بدأ الخطوة الاولى بشكل حضاري وجميل ، فخرج عن بكرة أبيه بنظام وهدوء واحتفال بهيج الى مراكز الاقتراع ، وظهر تصميم النساء قبل الرجال على تلقين الارهابيين والصداميين درسا بليغا ، درسا ألقمهم حجرا أخرسهم الى الابد ، فنالوا جزاء ما اقترفت أيديهم الملطخة بدماء الابرياء عقابا أفظع من اي عقاب ، عاقبهم الشعب العراقي بعقاب حضاري ، فالقى بهم الى الحضيض . إن وعي الشعب العراقي تجلى بالاسلوب الهادئ الذي صوت به ، وبالاحتفال الذي ذهب به العراقيون في الخارج الى مراكز الاقتراع البعيدة ، بحماسة جديرة بالتقدير ، لا من اجل ان يصوتوا لفلان او للحزب الفلاني ، وانما ليذهبوا ويصطفوا امام صناديق الاقتراع وليهتفوا : نحن هنا من أجل الديمقراطية أولا . لا أستطيع النظر لمن حصل على نسبة قليلة من الاصوات بعين الشماتة، لان الحصول على نسبة عالية لم يكن الهم الاول للعراقي ، فالهم الاول كان هو انجاح العملية الانتخابية ، ولم يكن الصراع بين القوائم على أساس البرامج التنموية او البرامج الاجتماعية او البرامج الاقتصادية ، بل كانت القوائم الانتخابية في اغلب الاحيان لاتستطيع الكشف عن أسماء أعضائها بسبب الارهاب ،اضافة الى اسباب اخرى كثيرة لامجال للخوض فيها في هذه التهنئة ، ولكن يمكننا القول ان عجلة الديمقراطية ستقود المواطن ان عاجلا او آجلا الى خيارات دقيقة ، واصطفافات اخرى ، سينجح من يعرف تحقيق المكتسبات للمواطنين في الفوز في تلك الخيارات ، وللجميع أجمل التهاني في هذه النتائج ، وللشعب العراقي البطل نحني اجلالا بهذا الفوز والنجاح.
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من اغتال رفيق الحريري
-
الشعب العراقي مدعوالى تأييد ترشيح المناضل جلال الطالباني لمن
...
-
أصابع بلون البنفسج .... دبكات كردية
-
النخبُ الاول من أجل الانتخابات
-
تضامن الكورد في الانتخابات دليل على وعيهم السياسي لتحقيق أما
...
-
لماذا خرجت قناة الجزيرة عن طورها
-
لماذا لاتنتخب بعض المحافظات العراقية
-
تطوير ثقافة الاكراد الفيلية مساهمة في تطوير الثقافة العراقية
-
لا دفاعا عن ايران..... ولا زغرا بالشعلان
-
آفاق استخدام اللغة الانجليزية في كردستان
-
الانتخابات والدول المجاورة للعراق
-
شهادة حب لكردستان
-
السياسة بين الجد والهزل : دردشة مع القشطيني في حله وترحاله
-
اقتراح بشان الانتخابات
-
امرأة من ورق
-
رحيل الابطال في الايام العصيبة
-
عرفات رهينة سهى أم فرنسا
-
رحل عرفات فمتى سيرحل شارون
-
الكاميرا الخفية ....حين يتنكر الممثل بزي الشرطي
-
نجاح في اوانه
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|