أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - عودة الروح..والضياع الافتراضي














المزيد.....

عودة الروح..والضياع الافتراضي


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجودنا الافتراضي ينمو ويشغل مساحة متعاظمة من اوقاتنا ،هناك لذة ومتعة اكيدتان يدفعان الى تشكيل عاصفة الهروب الجميلة...قطيعة من نوع جديد تحدو بنا الى افتراق مخدر عن واقع مأفون تزكم رائحته الانوف وتصدم النفوس والعقول. نهرب الى جماليات الافتراض ناسين دوائر الرعب والتجاوز والانهيار.. لابأس ان نكون مواكبين لتطورات العلم وان نسحب استخداماته الى حياتنا.. لا اعتراض على ذلك لكن ضياع الساعات يوميا في صناعة اللايك عند صفحات الفيس بك انما هو ضياع مضاعف لضياعنا وعدم انتباهنا لما يراد بنا ولنا ، لست في معرض بيان لنوعية اطروحات الفيس بك انما اشير الى حاجتنا الماسة للوجود الواقعي الملموس في مساحات حقيقية كالاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والروابط والنقابات والاتحادات والجمعيات والتي تجمعنا على اساسات علمية وموضوعية وحياتية ..ان وجودنا في كروبات افتراضية انما هو تجميع مصطنع باهت لا روح فيه.. اسهم عن قصد او عن غير قصد الى تردي مظاهر الحيوية لاننا افرطنا في اعطاء الامر اكثر من اهميته ..فهو اداة لا غير.. وسيلة اتصال واخبار واعلام وليس عالما صار البعض يفترشه صباح مساء يفرغ فيه شحناته السالبة و الموجبة.. قد تكون بساطة حياتنا وخلوها من عوالم المعاصرة واتساع دائرة التحريم والافتاء المدعومين بقوة السلاح سبب يدفع اكثر الى التواجد في الفيس لكن نسيان وجودنا الواقعي يكف مداخلاتنا فيه ويضعف مراقبة تدهوره وسوءه ويسمح لدوائر الحكومة في الانفراد به استثمارا وتدميرا.
ان مسؤولية الدولة في تطبيق الديمقراطية أكبر من مسؤولية الشعب فهي التي توزع الادوار وتسهم في توسيع مشاركة الشعب في ادارة الامور وتسنم المواقع المختلفة في ميادين السلطات ..لكنها تخون هذا الدور حين تلوح فرصتها بغياب الشعب فتشبك يديها على مقاليد السلطة والثروة ولا تفتح ثقبا الا بمقدار ما يؤدي الى مضاعفة جبروتها واسترسال الناس في خدمتها والخضوع امام قدميها واستجداء حقوقهم بحياء وذلة من مقامها المتفرعن فهي تضغط على الناس بقوة جبارة تزيدهم املاقا لجعلهم يزدادون تملقا ارضاء لنوازعها السايكلوجية وامراضها السلطوية المتوارثة.. حينها لا يغدو الشعب شعبا انما قطيعا هائما يبحث عن اشباع غرائزه قي مختلف السبل والوسائل ...ان عشرة اعوام من الانفراد بلذة وشهوات السلطة ونشر استثنائي للخراب والفساد واللامعقول كافية لاعفاء الشعب من التزاماته وتعهداته امام الوثائق والقوانين وفي مقدمتها الدستور الذي لم يحم حقوق وحريات وثروات هذا الشعب.. بل حماية نصوصه ومحتواه ..لانه لم يفرز وسائل تقييد وتحجيم السلطات وانفلاتاتها ..فكان ذا دور احادي الجانب قونن للسلطة وسائل المرح والطيش واللفط والشفط ولم ينتج وسائل الرقابة على السلطة ، لذا فان الديمقراطية التي وردت في نصوصه انما هي ايغال شديد في تعمية الشعب عن مقاصده واهدافه وامانيه في حياة حرة كريمة. فلابد من العمل الدؤوب في سبيل انتاج دستور جديد حر يضمن وحدة الشعب والوطن ويصون الحقوق والحريات والحياة الحقيقية ولا يكون صهوة جواد يعتليه الاقوياء لتأبيد بقائهم في دست الحكم.. تلك مسؤوليتنا كشعب.. انهم يمارسون دورهم بدقة وايجابية وعلينا ان نمارس دورنا بدقة وايجابية.. لنفرض رقابتنا الحقيقية واختيار نهج واسلوب حياتنا الذي يليق بآدميتنا وثقافتنا وتاريخنا ليعمر وجودنا بين الموجودات الادمية .. نؤثر ونتأثر ونخرج من هامشيتنا المرة واستهلاكيتنا المؤبدة لنصنع لانفسنا ملابسنا الداخلية وجواربنا والعاب اطفالنا واقراص الاسبرين والسرنجات ونصنع سيارتنا اللاسائبة وننتج غذائنا وبيضنا وحليبنا وننقي مياهنا ونكف عن استيراد مياه الصحراء ...وبعد ... حين يكون الدستورحركيا عاملا يديم عناصر الانتاج فانه سيكون محطا لاحترامنا والتزامنا ..لانه سيمنحنا فرصة ان نكون مواطنين لا رعايا ولا قطعان سائبة. انها دعوة لإعادة الروح والوعي في انساقنا المعرفية والثقافية والسياسية والتربوية بما يضمن صناعة فرصة التجدد والتوقف عن ضياعات مركبة فرضتها البرامج الكولونيالية عبر تاريخنا الحديث ..فتاريخنا الحديث ماهو الا توثيق التدخل الخارجي الدائم ..لنضحي بجرأة ولو مرة واحدة ..لنخسر اوهامنا وصداقاتنا الكاذبة واصدقائنا المستعارين ونربح وعينا الحقيقي الذي يؤهلنا ساعتها في رأ ب الصدوع والرضوض في ايقونتنا المهشمة ويمكن ان نعيش حاضرا عقلانيا لايقربن ابنائنا لشهوات الماضي الفاغرة فاها لابتلاعنا ..حاضر يمدنا بالحقائق والواقعية واللحظات السعيدة .ربما هي فرصة لاستعادة الروح.. فالوقت ثروتنا في الوصول الى ثروتنا ومشروعنا الحقيقي.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرير-قصة قصيرة جدا
- كذبة صحفية-قصة قصيرة جدا
- البدون-قصة قصيرة جدا
- الطوفان -قصة قصيرة جدا
- اشتغالات انطباعية- قصة قصيرة
- احلام متبادلة –قصة قصيرة جدا
- نومي بصرة -قصة قصيرة
- حداء الكلك - قصة قصيرة
- الدستور دليل عمل دائم وليس شاهد حسب المزاج. قراءة في اختراقا ...
- هل أتاك حديث التظاهرة ؟
- العلق - قصة قصيرة
- حديث في مفهوم المواطنة والهويات الفرعية
- جماهير اليسار في العراق بين استبداد الماضي وتعسف الحاضر
- لائحة الارهاب العراقية- وسائل تعرية الملثمين
- ديخوخرافيا
- المعجزة و مقامُ النوّرِ
- الثديال- قصة قصيرة
- عدم إرتقاء العقل العراقي الى التمثل الابستمولوجي لصناعة الحا ...
- اعادة انتاج وحدة الوجود العراقي عبر الربط بين طرفي الزمن– ال ...
- اعادة انتاج وحدة الوجود العراقي عبر الربط بين طرفي الزمن– ال ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - عودة الروح..والضياع الافتراضي