أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مجدى زكريا - الفنان المنسى فى زمننا ( 2 )














المزيد.....

الفنان المنسى فى زمننا ( 2 )


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 21:22
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


" الطبيعة هى فن الله. " - السير توماس براون , طبيب عاش فى القرن ال17.
ليوناردو دافنشى , رامبرانت , فان جوخ , - اسماء يعرفها ملايين الاشخاص. وحتى لو لم تسنح لكم قط فرصة مشاهدة لوحة من لوحاتهم الاصلية , فأنتم تعرفون ان هؤلاء الاشخاص فنانون عظام. ويمكن ان نقول فنهم خلد اسمهم.
لقد رسموا على القماش ابتسامة محيرة , صورة معبرة لشخص . مشهد يبرز الجمال فى الخليقة , ولا تزال هذه الرسوم تترك اثرا فى خيال المتفرج. وما اسر لبهم يأسر لبنا ايضا - مع ان قرونا نفصل بيننا وبينهم.
قد لا نكون فنانين او نقادا فنيين , ولكننا نستطيع تمييز الروعة الجمالية. وكالفنان الذى يعجبنا عمله , نملك نحن ايضا حسا جماليا. قد نعتبر قدرتنا على ادراك اللون والشكل والتصميم والضوء امرا مسلما به , ولكنها جزء من حياتنا. فنحن نرغب دون شك فى زخرفة بيوتنا بأشياء او لوحات تبهج العين. ومع ان الاذواق تختلف , فهذه القدرة على ادراك الجمال هى هبة يتمتع بها معظم الجنس البشرى , ويمكن لهذه الهبة ايضا ان تقربنا اكثر الى خالقنا.
الحس الجمالى هو احدى الصفات الكثيرة التى التى تميز الانسان عن الحيوان. يقول مؤلف ( بحث شامل فى الفن - تاريخ عام للفن ) انه " يمكن تعريف الانسان بأنه الحيوان الذى يملك قدرة جمالية. " فلأننا مختلفون عن الحيوانات , نرى الخليقة بمنظار مختلف. فهل يعجب الكلب مثلا بغروب جميل للشمس ؟
فمن ذا الذى صنعنا هكذا ؟ يوضح الكتاب المقدس ان " الله خلق الانسان على صورته , على صورة الله خلقه. " لا يعنى ذلك ان ابوينا الاولين كانا يشبهان الله فى الشكل , بل ان الله وهبهما الصفات التى يتمتع بها. واحدى هذه الصفات هى القدرة على الاعجاب بالجمال.
ان الدماغ البشرى يدرك الجمال بعملية غامضة. ففى البداية تنقل حواسنا الى الدماغ معلومات عن صوت ورائحة ولون وشكل الاشياء التى تلفت انتباهنا , ولكن الجمال هو اكثر بكثير من مجرد مجموع هذه النبضات الكهركيميائية التى لا تعمل الا على انباءنا بما يحصل حولنا. فنحن لا نرى شجرة او زهرة او عصفورا كما يراها الحيوان. ومع انه لا منفعة عملية فورية تعود علينا على الارجح من هذه الاشياء , فهى تمنحنا السرور. فدماغنا يمكننا من تمييز قيمتها الجمالية.
وهذه القدرة تؤثر فى مشاعرنا وتغنى حياتنا. لا تزال مارى التى تعيش فى اسبانيا تتذكر احدى امسيات شهر تشرين الثانى قبل سنين عديدة حين وقفت على ضفة بحيرة بعيدة وراقبت غروب الشمس , تقول : " كان يطير نحوى سرب بعد اخر من طيور الكركى وهى تنادى واحدها الاخر. وكانت الاف الطيور ترسم على صفحة السماء القرمزية اشكال كخيوط العنكبوت. ان هجرتها السنوية من روسيا واسكندنافيا حملتها الى هذا المكان فى اسبانيا لترتاح. كان هذا المشهد جميلا بحيث جعلنى ابكى. "
فى نظر اناس كثيرين يدل الحس الجمالى على وجود خالق محب يريد ان تتمتع خليقته الذكية بابداعه الفنى. وكم هو منطقى ومقنع ان ينسب حسنا الجمالى الى خالق محب. يوضح الكتاب المقدس ان " الله محبة. " وجوهر المحبة هى المشاركة. ويسر الله ان نشترك معه فى فنه الابداعى. فاذا لم تسمع قط معزوفة موسيقية رائعة او لم تر قط لوحة جميلة جدا , يضيع جمالهما. والفن وجد لكى يشارك فيه ولكى يتمتع به - وهو عقيم دون مشاهدين.
نعم , اوجد الله الاشياء الجميلة من اجل قصد معين - لكى يشارك فيها ويتمتع بها. وفى الواقع كان موطن ابوينا الاولين حديقة فردوسية واسعة دعيت عدن - وتعنى " سرورا " ولم يملأ الله الارض بابداعه الفنى فحسب بل منح الجنس البشرى ايضا القدرة على ملاحظته والاعجاب به. وما اكثر الاشياء الجميلة التى يمكن ان نمتع عيوننا بها. وكما ذكر بول دايفيز " يبدو احيانا كما لو ان الطبيعة قصدت ان توجد كونا مثمرا ومثيرا للاهتمام. " ونحن نجد الكون مثمرا ومثيرا للاهتمام تماما لان الله قصد ان يخلقنا بالقدرة على درسه والتمتع به.
من غير المدهش ان ادراك الجمال الطبيعى - والرغبة فى تقليده - امر شائع فى كل الحضارات , ابتداءا من فنانى الكهوف الى الانطباعيين. فمنذ الاف السنين رسم سكان شمال اسبانيا صورا حية لحيوانات على جدران الكهوف فى ألتاميرا , كانتابريا. ومنذ اكثر من قرن خرج الرسامون الانطباعيون من " استوديوهاتهم " وحاولوا ان ينقلوا الى لوحاتهم الالوان الزاهية لحقل من الزهور او الانعكاسات المختلفة للضوء على الماء. وحتى الاولاد الصغار يدركون جيدا الاشياء الجميلة. وفى الواقع عندما تعطونهم اقلام تلوين وورقة , يحب معظمهم ان يرسموا كل مايستحوذ على مخيلتهم من الاشياء التى يرونها.
وفى ايامنا يفضل الراشدون ان يلتقطوا صورة فوتوغرافية ليتذكروا مشهدا جميلا اثر فيهم. ولكن عقولنا قادرة . حتى بدون كاميرا , ان تتذكر صورا جميلة ربما رأيناها قبل عشرات السنين. فمن الواضح ان الله صنعنا بالقدرة على التمتع ببيتنا الارضى الذى اتقن زخرفته. ولكن الله منحنا هذا الحس الجمالى لسبب اخر ايضا.
" يتبع "



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الفنان الاعظم ( 1 )
- هل تعول الارض الاجيال المقبلة ؟
- حرية القول فى البيت هل هى قنبلة موقوته ( 3 )
- حرية القول هل يساء استعمالها (2)
- حرية القول هل يساء استعمالها (1)
- اديان كثيرة جدا . . من اين جاءت ؟ (2-2)
- اديان كثيرة جدا . . من اين جاءت ؟ (1-2)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (4)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (3)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (2)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (1)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (4)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (3)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (2)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (1)
- الحق وهو يعمل ( 3 )
- لماذا البحث عن الحق ؟ (2)
- ماهو الحق ؟ (يتبع)
- هل ينبغى ان يكون الزواج مدى الحياة؟
- حقائق عن الذين يضربون النساء ( 4 )


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مجدى زكريا - الفنان المنسى فى زمننا ( 2 )