حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 10:52
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
إذا كانت ذاكرة البعض من دعاة المصالحة، مع قتلة أبناء الشعب العراقي ضعيفة الى هذا الحد ، فأن ذاكرة أبناء العراق وخاصة، من الذين ضحوا وتضرروا وتعذبوا، وكذلك أهالي ومحبي الشهداء ، لا زالت نشطة وحيوية ، ولا يمكن أن تنسى سنوات حكم الدكتاتورية الظالمة. بكل إرهابها وحروبها وسجونها وإعداماتها ومقابرها الجماعية والى مانحن فيه الآن .
ونريد أن نسأل هؤلاء ... من دعاة المصالحة ، دعاة نسيان كل هذه الجرائم وآثارها التي لايمكن أن تنسى بهذه السهولة ، لأنها تركت أثرا داميا وجرحا عميقا في قلوب أغلب العراقيات والعراقيين.
نريد أن نسألهم ....؟؟ .
من يصالح من ؟؟ .
ومع من تريدون أن نتصالح ؟؟ .
وهل تريدون منا، أن نمد أيادينا ، الى تلك الأيادي التي تلطخت بدماء أبناء شعبنا العراقي ؟؟ .
وهل تريدون منا أيضا، أن نكافئ هؤلاء القتلة،على ما إقترفوه من جرائم بحقنا جميعا ، بدلا من تقديمهم الى المحاكم ؟؟ .
وهل يعقل أن يتساوى الضحية والجلاد في هذا العراق الذي نريد ؟؟ .
ومن خولكم أن تتحدثوا بإسم الضحايا والمتضررين ؟؟ .
ومن أعطاكم الحق أن تتصالحوا بإسمنا مع القتلة والمجرمين ؟؟ .
وأن تعملوا من أجل أعادتهم مرة ثانية، لكي يساهموا في العملية السياسية تحت يافطات ومسميات جديدة ، بعد أن غيروا يافطاتهم القديمة الدموية المخزية .
إذن لا يمكن الحديث عن المصالحة ، لأن الصراع كما تعرفون، كان بين الأغلبية الساحقة من أبناء العراق وأحزابه وقواه السياسية الوطنية من جهة ، وعصابة من المجرمين الذين سطوا على السلطة بالضد من إرادة الشعب من جهة إخرى ، وليس بين طرفين متخاصمين لكي يتصالحا.
فعلى من يكافح ويعمل، من أجل سعادة الشعب وبناء الوطن ، أن يطالب ويعيد كل حقوق الضحايا والمتضررين وفق العدالة والقانون ، بدلا من أن يجعل من الضحية جلاد ومن الجلاد ضحية !! أو أن يتساويا في الحقوق .
ومن المعروف، أن المتضررين والضحايا، لا يطالبون بالثأر والرد العشوائي على هؤلاء القتلة ، بل يريدون تقديم، كل من ساهم وإرتكب جرم بحقهم، أن يقف أمام القضاء لكي ينال جزاءه العادل .
فكل من يدعو الى مصالحة القتلة، لا مكان له في صفوف جبهة العمل والنضال من أجل عراق الأستقلال والأمن والعمران ، جبهة الشعب من أجل القضاء على الإرهاب والجريمة ، وبالتالي إنتصار دولة السيادة والقانون واليمقراطية ، التي تحفظ حقوق الجميع دون تمييز .
وأخيرا ، لا مصالحة مع الجلادين. ولا تهاون مع من يريد أن يتصالح معهم ، على حساب ضحايا العراق ومتضرريه وشهداءه الأبرار .
فعلينا جميعا أن نطالب وبقوة ، الإسراع بمحاكمة المجرمين، وفي مقدمتهم السجين صدام ، والعمل الجاد من أجل القاء القبض على المجرمين الآخرين، في داخل العراق وخارجه، وأحالتهم الى القضاء.
لأن صورة العراق الذي نريد ، العراق الجديد، لايمكن أن تكتمل، وقتلة أبناءه ، يسرحون ويمرحون من دون عقاب.
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟