تعنت المسيحيه في التطليق وتداعياته

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 05:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم ورحمة الله: العلاقه الزوجيه علاقة يجب ان يسودها التفاهم والاتفاق والقبول والرضا بين الزوجين وان تكون علاقه تخلوا على قدر الامكان من المشكلات التي تضر بحياة الاسره والتي لاتعكر صفو الحياة بين الزوجين ويجب ان يسود تلك الحياة السكن والموده وكما ذكر الله في كتابه الكريم:{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
اما اذا تحولت العلاقه الزوجيه الى جحيم وانتفت فيها السكن والموده فتصبح حياة عقيمه مجدبه قاحله ممله وقد تدفع البعض الى الانتحار مثلا لان الامر قد يوصل الى الكآبه ومن نتائج الكآبه الانتحرام او قد تدفع باحد الزوجين للاجرام بقتل احدها الاخر او تدفع البعض الى هجران الاخر وكل هذه الاشكالات والمشاكل وجد لها الاسلام مخارج ومنها اباحة الطلب الفردي للتطليق من احد الزوجين او كلاهما وبعد فشل جهود الاهل والاقارب الى اصلاح ذات بينهما ولم تحدد الشريعه الاسلاميه اسباب التطليق بشكل قطعي ونهائي ولكنها وضعت الاسباب الموجبه والتي تبيح للقاضي الشرعي التطليق بينهما بعد تحويل قضيتهما الى المرشد الى الاجتماعي او الى التحكيم(حكم من اهلها وحكم من اهله) واذا لم تثمر كل تلك الجهود للاصلاح فيتم التفريق بينهما
ففي الاسلام لايتم التفريق بين الزوجين لااتفه الاسباب كما يتصور الكاتب جهاد علاونه(خلاف على ملح الطعام اوعدم كوي الملابس وغيرها من الخلافات العاديه)
وليس التطليق بهذه السهوله وكم من السنوات طالت قضايا التطليق في المحاكم الشرعيه في الاسلام
والتطليق فقط في حالة اذا اصبحت الحياة بين الزوجين لاتطاق
اما المشكله في الحياة الزوجيه ومشكلة التطليق وتعنت المسيجيه فيه هي من اخطر المشاكل التي تعرضت لها الكنيسه في المسيحيه لان الديانه المسيحيه لاتسمح بالتفريق بين الزوجين الا لعلة الزنا فقط مما جعل الكثير من الازواج في المسيحيه سواء من طرف الزوج اوالزوجه الى تغير مذهبهما او ديانتهما لان هذا المذهب يسمح بالتطليق لااكثر من سبب وقد يدفع هذا التعنت والتزمت في اسباب التطليق ان يدعى الزوج ان زوجته زنت وهي لم تزني اي يتهمها بالباطل لكي يفوز بالتفريق او ربما تدعى الزوجه على نفسها بهتانا ان قامت بالزنا حتى تفوز بالطلاق
ونعلم ان هنك في المسيحيه مسيحيون شرقين ومسيحيون غربيون
فالمسيحين الشرقين ملتزمون بالعادات والاعراف وبالشرف فلا يقبلون ان تكون بين الفتاة المسيحيه والفتى المسيحي علاقه تجربيه بدون رابط زواج كما في الغرب فالغرب يقيم الفتى والفتاة المسيحين علاقة زوجين بدون اي رابط كنسي او مدني ليختبرا علاقتهما وهل هما متوافقان لااقامة علاقه زوجيه ابديه وان حياتهما القادمه بعد الزوج لن تعتريها المشاكل بعد الزواج وحتى اذا توافقا يتفقا على الانجاب ليتأكدا من قدرتهما على الانجاب ثم بعد ذالك يرتبطون بالزواج الكنسي ومن ثم بالزواج المدني واذا ما اتفقا وما انسجما ممكن ان يقطعا علاقتهما التي استمرت سنين ويعيدا الكره كل مع اخرى وهكذا دواليك وهذا لاتقبله لااخلاق وطباع ولاعوائد ولاتقليد المسيحين الشرقين ولحل الاشكاليه عمدت الكنيسه القبطيه الكاثوليكيه في مصر في العام 1938 لااضافة اسباب لقيام التطليق غير الزنا سميت بلائحة38 للاحوال الشخصيه للمسيحين وفي شروط واسباب التطليق وعلى النحو التالي كما وردت في اللائحه الايعتبر هذا خروج على النص الانجيلي وعلى تعاليم المسيحيه ولايعني هذا قصور في التشريع المسيحي الذي لايلبي ولايعلج المشاكل الزوجه الناجمه عن هذا التعنت في التطليق وادناه بنود لائحة ال38 التي اضافت اساب وشروط اخري غير الزنى لفسخ العلاقه بي الزوجين في الديانه المسيحيه
أــ الزنى حقيقة وأسباب حصوله.
ب ــ مبيت المرأة فى بيت غير بيت أهلها، إلا إذا كان الرجل هو المتسبب فى ذلك بأن أخرجها ليلا ولم يكن أحد من أهلها قريبا لها فباتت فى بيت أجنبى.
جـ ــ ذهاب المرأة إلى محال الفجور والمواخير والحال التى لا يؤمن فيها على عفتها متى كان ذهابها بمفردها، فما أن أصبح زوجها معها سواء كانت عارفة أو غير عارفة فالتبعة على الزوج.
دــ سكر المرأة مع الأجانب ومؤاكلتهم إلا إذا كان برضى زوجها واطلاعه.
هـ ــ وجودها مع أجنبى فى محل خصيصا بها ولم يكن معهما أحد.

3ــ وما يلحق بذلك:
أــ تدبير أحد الزوجين على حياة وعفة الآخر.
بــ اشتراك أحدهما فى المؤامرات السياسية أو مع قطاع الطريق.
جـــ انضمام الرجل إلى فئة المؤنثين أو السكيرين واعتباره مفروزا من الكنيسة.
دــ الأسباب التى توجب عدم الزواج كالإمراض القاطعة والعنة والخصاء، إذا عقد مع وجودها، أو حدثت بعده فسخ الزواج لعدم وقوع الآخر فيما لا يرجوه، والسبب فى التشديد على المرأة أكثر من الرجل لحدوث جرائم كثيرة من وراء الزنى إن لم يكن القتل وعلى الأقل حرمان النسل الحقيقى من الإرث وتحويله إلى غير مستحقه فضلا عما تصاب به من الأمراض الكثيرة ولذلك كان التشديد على المرأة كثيرا
وقامت الكنيسه لاحقا بايقاف العمل بهذه اللائحه والعوده الى التطليق فقط بسبب علة الزني ولكن الشباب المسيحي في مصر يطالب اليوم للعوده للعمل بهذه اللائحه وتشكلت رابطه من اقباط مصر اطلق عليها رابطه اقباط 38
تطالب باعداة العمل ببنود هذه اللائحه
ووصف احد اعضاء هذه الرابطه وهو نادر الصيرفي مانصه:ان لائحة 38 التى تبيح الطلاق لعشرة اسباب احترمت الاديان الاخرى وعملت على احداث الاتزان المطلوب الى ان جاء وقت قامت الكنيسة بالغاء اللائحة وعادت الكنيسة الى التضييق
ويسعي مجموعه من الشباب المسيحي وخاصة من المحاميين تطلق على نفسها حركه الحق في الحياة المسيحيه اضافة الى حركة اقباط 38 باعداد مشروع قرار يسمح للمسيحي بالتطليق
وقال المحامي طارق رمضان حول هذا الموضوع مانصه: في تصريحات خاصة لبوابة الشباب إن هناك مجموعة أخري تطالب بالعودة للعمل بلائحة 38 والتي كانت تقر 9 أسباب للطلاق أهمها استحالة العشرة والزنا وعدم الانجاب ولكن قام البابا شنودة الثالث بالغائها عام 2008 وأقر الطلاق لسبب واحد فقط وهو الزنا ، وأكد علي ضرورة وجود دليل مادي علي وقوع فعل الزنا لاتمام الطلاق داخل الكنيسة ، وأضاف أن مشروع القانون كان مقدماً إلي مجلس الشعب المنحل لمناقشته وطرحه ولكن الأمل الآن في أن يقوم البطريرك الجديد بتغيير القانون الحالي لايجاد حل لعشرات الألاف من الأسر المسيحية التي تعيش في حالات طلاق مع ايقاف التنفيذ أولدي السيدات والرجال علاقات أخري بسبب عدم موافقة الكنيسة علي طلاقهم وأوضح رمضان أن هناك اتجاهاً آخر بإبعاد الكنيسة عن مسألة الزواج تماما وجعل الزواج المدني عن طريق الشهر العقاري والعقود الموثقة هو الحل والطريق لزواج كل المسيحين خاصة وأنه يكفل حقوق الطرفين حقوق كما أن عليهم واجبات ولكن هذا الزواج يمنعهم من حقهم في ممارسة عباداتهم الدينية داخل الكنيسة مثل الاعتراف أو حضور القداسات مما يسبب أزمة لدي عدد كبير من الأقباط ويجعلهم يرفضون الزواج المدني وأكد أن المشروع سوف يكون أول الموضوعات المطروحة أمام البطريرك الجديد عقب انتخابه
ومما تقدم يتوضح عدم رضا اتباع المسيحيه عن التعنت في التطليق وانه ماعالج المشاكل الزوجيه التي تحصل بين الزوجين وتعكرصفو حياتهما الزوجيه وتلقي بظلالها على الاولاد وهذا مايؤكد ان الاسلام عالج الامر بكل حكمه ودرايه

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات