مابين تناقضات ومختلفات النوازع البشرية..وبما يؤمن به الناس على إختلاف وتناقض معتقداتهم الدينية أو الدنيوية وفق ما تمليه عليهم إمكانياتهم التحليلية العقلية.فإن الفرق بين هذا وذاك،بين المجموع والمجموع،بين الكل والكل،بين الحق والباطل،بين الصدق والكذب،بين الشرّ والخير،هو إلإيمان الديني وألإيمان الدنيوي..ولأن ألإيمان الدنيوي يهتم بالماديات فيما تلمسه ألأيدي وتشاهده العيون فقط،فأن ألإيمان الديني يهتم باللامرئيات واللامحسوسات فيتبناها العقل ( الواعي ) ويحيلها الى محسوسات ومرئيات- رغم ندرتها – للدلالة على إمكانية ألاله(الخالق) الذي لا يُلمس ولا يُشاهد..وهنا جوهر الصراع مابين المادي واللامادي..بين المادة والروح..بين الوجود واللاوجود..فكلما تعمّقَ ألإنسان بالماديات،رفض ونكر كل وجود للروح وماحولها..وإعتبر ألإنسان كائن يعيش حيناً زمنياً لابد من التمتع بكل لحظاتها قبل إنتهائها، وهو- وهذا مهم جداً – يجهل حياة مابعد الموت!!
لكن عندما يتعمق ألإنسان بالماورائيات ويشاهد بعقله الواعي المعجزات ألإلهية..فهو أولاً يؤمن بما لاتشاهده العين او تلمسه اليد وهذا بحد ذاته صفة تأمّل عقلي غير متاحة للماديين..او بالأحرى هم حرَموا أنفسهم منها..وهذا التأمل والتبصر تتيح لهم النظر الى الماورائيات بتحليل دقيق وتبصر عميق لكل شيء من خلال المقارنة مابين الواقع واللاواقع ومدى الترابط بينهما..
ويرى الدُنيَوِيُون المادة فقط بينما يرى الدينيون ماوراء المادة إضافة للمادة وهذا مايجعل الدينيون أكثر ألَقَاً من الدنيويين..
ألدينيــــــون |
شجـــــاعة |
تعلق بالمــوت،صبــر بلا حدود،عقلـــي |
ألدنـــــيويون |
خـــــوف |
تعلّق بالحيـــاة،بلا صبر، لا عقلــــي |
وصراع الحضارات منذ بدء الخليقة وحتى يوم الميعاد،هو صراع ديني ودنيوي،مهما تمَّ تغليفه بعبارات ومعانٍ لمّاعة وبراقة فهي هي لا غير..فالدينيون يؤمنون بألأجل والميعاد،والدنيويون يؤمنون باليوم ولا يعلمون(يجهلون)لما بعده..
فالأوَّل يعمل اليوم ليكسب الغد.(الآخرة).
والثاني يعمل اليوم بلا كسب لما بعده..
ورغم تعلق الثاني(الدنـيويون)بهذا الهدف لكنهم-سراً-يستعلمون بما لدى ألأول(الديـنيون)لأنّهم يدركون-مادياً-بما يملكه ألأول في محاولة للإستحواذ على كل شيء..لكنهم-الثاني-لا يعلمون إن هذا محال رغم كل مايفعلون...والله أعلـــم.
د.عبد الفتاح مرتضى
هاميلتون-كندا