أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - تأنيث سوريا














المزيد.....

تأنيث سوريا


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 10:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أدبيات السياسة السورية
(من تسييس الخرافة إلى خرافة السياسة)
بين شأن عام متخيّل وفرد لم يعترف بوجوده, تدور الأنشطة والممارسات الفردية والاجتماعية السوريتين في حلقة مفرغة, تحصر المجتمع والفرد خارجها.
تسميات" أدبيات المعارضة"و"أدبيات السلطة" و"أدبيات الجماعة الفلانية أو العلّانية " ما زالت أنسب تعبير سياسي عن النشاط السوري العام,وقد شاع استخدامها في العقود الماضية,و في تلك العبارات احترام فعلي للمتلقي واعتراف ضمني بقصورها الموضوعي عن المستوى السياسي القائم في العالم الواقعي المحيط.لكن ذلك التعبير الملائم بدأ يخرج من التداول السوري, بسبب أوهام ورغبات إرادوية تسقطها النخب والشخصيات على تجاربها, لغاية رفعها إلى مستوى الأفعال المؤثرة. الشان العام محظور, كذلك الحريات الفردية الأساسية والمعترف بها في جميع الدول الحديثة والثقافات الحية(الحظر ديني وأخلاقي وسياسي), سوى حيّز ضيق محتكر تماما لرجال الدين ورجال وعناصر الحزب القائد. وبما أن السياسة كفاعلية اجتماعية مباشرة ومحددة وواضحة, ونشاط إنساني يمارسه البشر لتدبر شؤون حياتهم اليومية قبل المصيرية , ما زالت في بلا دنا وثقافتنا محجوزة في المجاز والبلاغة والأدبيات المستهلكة, تشوّه الجمال والعلوم الإنسانية من جهة وتحجب وتزيّف حركة الواقع القائم من جهة مقابلة.
هل يوجد مشترك بين السوريين!؟
أعداء الداخل والخارج, الاستعمار, الرجعية, كذلك الوطن والأمة والجماهير, جميعها مصطلحات تجد معناها ومبناها في اللغة والمجاز واللاوعي, أو خارج الحدود السورية حصرا ويتعذر ضبطها وتحديدها لتصلح لبرامج ومطالب تخص البشر الفعليين.
بانتظار قانون أحزاب,قانون جمعيات, قانون إعلام, قانون مطبوعات, قانون أحوال شخصية عصري يتخلص من الشوائب العنصرية, بانتظار مشترك فعلي وواقعي بين السوريين, سنبقى ندور وندور في حلقة مفرغة سقفها تسييس الخرافة.

*

الاتفاق على الماضي مهمّة مستحيلة, مثلها الاتفاق على المستقبل, يبقى الحاضر المعاش وحده يحمل إمكانية التوافقات والحلول الوسطى الواقعية أو المنطقية. الحاضر مفقود مهمل وغير مفكّر فيه, في المشاريع والبرامج السورية المختلفة, كذلك في الثقافة, والاستثناءات فردية معزولة وفاقدة للفاعلية. لا يمكن اختزال أسباب إهمال الحاضر في عامل وحيد, على العكس توجد حزم متعددة من المسببات المؤدية لإهمال الحاضر, الثقافة السائدة ونظام الحكم وقبلها المنظومة الأخلاقية التي تحكم الفرد والمجتمع, جميعها تدفع باتجاه إنكار الحاضر وليس إهماله فقط. نعرف جميعا كم نحب أعضائنا الجنسية, وكم نتعرض للضغوط الجبارة والدائمة لقول العكس والادّعاء بالتعفف و المشاركة في أسطورة الأخلاق المزيّفة, وحده هذا العامل الأخلاقي يكفي لانهاك الدفاعات الفردية وبالتالي انشغال هذا الموجود البائس عن أسباب عيشه الفعلية.
تأنيث الثقافة والسياسة والأخلاق, أو مشاركة المرأة الفعلية, وحده المدخل المناسب للخروج من خيام الماضي وأوهام المستقبل, والدخول إلى ثقافة الحياة واحترام الحاضر, وهو السبب الأخلاقي في تجريد السياسة وتجويفها ومن ثم تحويلها إلى أدبيات رديئة, لا تصلح للقراءة حتى, يضاف إليها استبداد الدولة والأسرة واللغة, وكل ذلك حوّل الرجولة في بلادنا إلى حماقة خالصة وحوّل الأنوثة إلى هلامي بدائي يقتصر على التفريخ والإنجاب ومولّد دائم للزيف. وفي أد بياتنا السياسية المختلفة بتلويناتها الليبرالية واليسارية والدينية ما يغني عن الشرح والتفسير,أينما لمست السوري تجد لسانا. ويبقى السؤال المؤبّد: متى نتبادل الكلام!؟

حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هباء
- بلادنا الرهينة
- حديث ذو شجون
- محنة التحقيق
- مشكلة الرأي والاعتقاد
- مشارق الأرض ومغاربها
- سوريا تلك البلاد التي أحبببناها2
- تلك البلاد التي
- رائحة الموت
- فصل الحكمة
- كأس بثيينة
- بضاعة الأمل
- كرامة الوطن وتحقير المواطن
- 3 العدميون في بلادنا
- العدميون في بلادنا ظاهرة ياسين الحاج صالح
- الجسر
- كذبة بيضاء
- الأبلهان
- مطر في اللاذقية
- أزمة منتصف العمر_3


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - تأنيث سوريا