أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مشعل التمو - محكمة اقواس الطوارىء














المزيد.....

محكمة اقواس الطوارىء


مشعل التمو

الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 10:47
المحور: القضية الكردية
    


ثمة تساؤل متجدد , لماذا محكمة امن الدولة , ولماذا أحكام زرع الشقاق والحقد في المجتمع السوري , ولاحقا اسأل , الم يحن الوقت للتوقف , التوقف عن زرع ثقافة التصميت وإلغاء الآخر , السنا بحاجة الآن , واشدد على الآن , بحاجة إلى ثقافة الحوار التي بالضرورة يجب أن تنبثق عن قراءة الواقع , قراءة منطقية , سياسية صحيحة .
مؤسف أن الاستبداد المزمن واحتكار المجتمع والدولة في سوريا , لم يعد يستطيع الرؤية , إلا بمنظار كيفية ديمومة الاستبداد , رغم كتلة المتغيرات التي تحيط به , إقليميا ودوليا , فهو لا يمتلك إلا إصراره على إعادة إنتاج ذاته , بغض النظر عن ما وصل إليه المجتمع من حال يرثى لها , من فوضى عامة وتلاشي الانتماء الوطني , وانتفاء القيمة الإنسانية , بمعنى اختلالات رهيبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , ومع ذلك السلطة ليست هنا , ويبدو أنها لم تعد تمتلك ميزة الإنصات , وعندما أقول أنها ليست هنا , فانا اعني ليست موجودة في خانة الحل وتصحيح الاختلال , وإنما هي موجودة على المواطن , تمعن في تفتيت انتمائه الوطني وتزيد من احتقانه , وتجرده من إنسانيته وحقه في الحرية والحياة .
أن موجة الأحكام غير القانونية الأخيرة , التي أصدرتها محكمة أمن الدولة بحق خمسة عشر كورديا , حتى وان كانت تندرج في سياق حملة الخصاء الجديدة بحق الشعب الكوردي في سوريا بخاصة , وبحق الشعب السوري بعامة , إلا أنها تأتي في مرحلة عصيبة على السلطة في سوريا , فهي جاءت بعد يوم على اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري , وما رافق ذلك من معطيات ومواقف سياسية جديدة , إقليمية ودولية , تؤسس لقادم مجهول الهوية إذا كان السياق الرسمي السوري هو ذاته , بمعنى في ظل التداعيات المتلاحقة , الم يكن من الأجدى للسلطات السورية أن تسارع في مصالحة شعبها , وتطلق سراح سجناء الرأي والضمير كخطوة أصلاحية أولى .
اعتقد بان السلطة وعبر أحكامها , المهزلة , تحاول أن تتسق مع فعلها الميداني بحق الشعب الكوردي , والذي يأخذ أشكالا انتقامية متعددة , سياسية واقتصادية وحتى وظيفية وإدارية , ووفق فهمها القاصر , المبني على ضرورة تلقينه درسا تدريجيا يستند على عقلية – الكل منبطحا – وكل هذا على خلفية انتفاضة القامشلي في 12 آذار الماضي , حتى أن غالبية الأطر السلطوية تنكر مقولة الرئيس الأسد بوجود قومية كوردية في سوريا , إثناء حديثه لقناة الجزيرة , وهي الكلمة التي نشرتها أجهزة أعلام السلطة نفسها , بمعنى كلمة وموقف رئيس الجمهورية , لا تعترف به بعض هذه السلطة وتنكر حدوثه أصلا , بمعنى نقض رؤية الرئيس والضرب الصريح في مصداقيتها , وبالتالي لنا أن نخمن فعلها اليومي بحق الشعب الكوردي في سوريا .
أن الإصرار على الثقافة العدائية وتجسيدها إجراءات يومية وزجرية بحق معتقلين كورد أبرياء , يساهم في خلق فوضى تأويلية للواقع السوري , لعل ابرز قراءاتها , الاستمرار في إنكار الواقع , وتشكيل وعي حدي , أفقي , لا يحمل انتماء وطني , بل يكرس دوامة يصعب التكهن بنتائجها , حتى أن المفردات المستخدمة في كليشة الحكم الأمن دولتي , هي مفردات شطب شعب يعيش على أرضه التاريخية , بالضد من الكم الهائل من المعطيات السياسية والثقافية , النافية بواقعيتها لحكم المحكمة غير الدستورية , ولعل أهم ما يميزها هو قبضها على أدوات استبدادية , أُخرج اغلبها من حيز التداول الإنساني .
أن الراهن بتجلياته وضرورة إيجاد موجبات داخلية لمواجهته , يتطلب ليس عبث محكمة امن الدولة , وإنما الكثير من الخطوات الشجاعة والهادفة لتغيير الراهن الداخلي وتحويله من داخل ضعيف إلى أرضية قوية , لها فضاء واسع يزخر بالمواطنية والحرية , يعيد السكة إلى انتماءها , ويؤسس لعلاقة صحية تفصل فيها الدولة عن السلطة وما يستتبع ذلك من تحولات نوعية , وهو ما اعتقد بأنه الضمانة وضوء نهاية النفق الذي تتخبط السلطة بين جدرانه .

قامشلو 18/2/2005
كاتب وسياسي كوردي , ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا



#مشعل_التمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مروان عثمان يقطف الياسمين
- هشاشة الواقعية 3
- 5 هشاشة الواقعية
- هشاشة الواقعية 4
- هشاشة الواقعية وصحة النهج
- هشاشة الواقعية
- منع ومحاكم خاصة
- صدقية الباحث عن الحق في نفيه حق الاخرين 6
- قافة الوهم ونوازع التخزين
- المعارضة السورية وخطورة انتظار المنقذ
- نمرود سليمان والتحريض العاري
- يوميات رحلة 5
- إحداثيات أولية في جدل العلاقة العربية الكوردية
- المقدس السكوني في مقولة رفض تغيير الدستور
- يوميات رحلة 4
- يوميات رحلة --3
- صدقية الباحث عن الحق في نفيه حق الآخرين
- يوميات رحلة 2
- يوميات رحلة 1
- صدقية الباحث عن الحق في نفيه حق الاخرين - الحلقة الثالثة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مشعل التمو - محكمة اقواس الطوارىء