|
مشتركات الوعيين الاسلامي - السوفييتي
سامي العباس
الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 11:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يهيمن في العالم العربي وعيان : 1- حديث يغلب عليه الطابع السوفييتي بسبب الصداقة المديدة التي ربطت هذا الأخير بشعوب المنطقة و أنظمتها و...ما أتاحته هذه الصداقة المديدة للطرفين من فرص تبادل المؤثرات الثقافية . 2- تقليدي اسلامي تضخم بعيد هذا الخروج العارم للثقافة الاسلامية المكتوبة من مستودعاتها ‘ بسبب الفرصة التي أتاحها محو الأمية على نطاق واسع ‘ والتغطية المالية لنفقات هذا الإنبعاث التي أتاحها ظهور النفط ودخوله في حالة تناغم مع الأيديولوجيا الاسلامية( كثروة هبطت من السماء على عبادها المؤمنين) . يتشاطر هذان الوعيان موقفاً معادياً من الغرب . فهو لدى الأول : رأسمالية وصلت إلى مرحلة الإمبريالية ( اخر مراحلها ) ينبغي مواجهتها لإسقاطها و فتح الطريق إلى جنة الإشتراكية . وهو لدى الثاني الذي يقسم العالم إلى فسطاطين ‘ ( حرب – سلام ) ‘ فسطاط حرب ينبغي تحويله إلى فسطاط سلام إن لم يكن بالتجارة و القلم فبالسيف و الحزام الناسف . إلا أن هذا الموقف المشترك ليس تقاطعاً عابراً ، بل يمتلك جذوراً تغوص في البنية المشتركة (للعقل الدوغمائي ) الذي رفع عنه الغطاء المفكر الأمريكي (ملتون روكيش ) (1) ينطلق روكيش في رحلته داخل هذا العقل مما يسميه مفهوم ( الصرامة العقلية ) لكي يصل إلى بلورة نهائية لمفهوم الدوغمائية ووظائفية العقلية الدوغمائية و آليات اشتغالها . وقد عّرف روكيش الصرامة العقلية كما يلي : ( عدم قدرة الشخص على تغيير جهازه الفكري أو العقلي عندما تتطلب الشروط الموضوعية ذلك ، وعدم القدرة على إعادة ترتيب أو تركيب حقلٍ ما تتواجد فيه عدة حلول لمشكلةٍ واحدة ، وذلك بهدف حل هذه المشكلة بفاعلية أكبر ) (2) ثم يميز روكيش بين الروح المنفتحة و الروح المغلقة و البنية التركيبية لكل منهما ، وارتباط الثانية بالعقلية الدوغمائية . ثم يدرس علاقة الأنظمة الأيديولوجية ( بغض النظر عن مضامينها ) بالروح المنغلقة و العقلية الدوغمائية . تشتد حاجتنا إلى روكيش في هذا الوقت لنتلمس مفاتيح هستريا العداء للغرب التي استعادت حيويتها منذ منتصف القرن الماضي ، وبلغت في العقدين الأخيرين مستويات فانتازية في العالم العربي – الإسلامي . ذلك أن روكيش يملك على نحوٍ حاذق قيادتنا إلى وضع اليد على المشتركات - التي لا تراها النظرة العابرة - بين نظامين أيديولوجيين متفارقين إلى هذا الحد حيال سؤال الوجود ( نظام التفكير السوفييتي – نظام التفكير الإسلامي ) . ( إن الموضوع الذي يهم روكيش ليس مضمون الايديولوجيا – هل هو مضمون ديني أم فلسفي أم أيديولوجي حديث ... إلخ...- وإنما آلية ارتباط العقلية الدوغمائية بنظام أيديولوجي معين . إنه يحذف من دائرة بحوثه مسألة المحتويات والمضامين لمصلحة الأشكال و الوظائف و الآليات و طرائق الإشتغال ) (3) {فالمنطق الذي يتحكم بالعقل الدوغمائي على نحوٍ فظ يرتكز أساساً على ثنائية ضدية حادة هي : الإيمان اللا إيمان ... و يتحدد هذا النظام ( من الإيمان اللا إيمان ) بالنقاط الثلاث التالية : 1- إنه عبارة عن تشكيلة معرفية مغلقة قليلاً أو كثيرا ومشكّلة من العقائد اللا عقائد الخاصة بالواقع 2- إنه متمحور حول لعبة مركزية من القناعات اليقينية ذات الخصوصية الخاصة و الأهمية المطلقة 3- إنه يولد سلسلة من أشكال التسامح اللا تسامح تجاه الآخر . تعالوا لنطبق هذه المعايير على كلّ من الوعيين السائدين الآن في العالم العربي ( الوعي السوفييتي الوعي الإسلامي ) سنجد أنهما (حفر و تنزيل ) كما يقال في سوق المهن اليدوية . يقترح روكيش لقياس درجة دوغمائية تشكيلة معرفية ما ، خمسة معايير سنستعرضها و أرجو من القارئ أن يضع عينه على الوعيين الآنفي الذكر ( الإسلامي – السوفييتي )
1- تكون التشكيلة المعرفية أكثر دوغمائية كلما وضعت حاجزاً كثيفاً معتماً بين نظام الإيمان اللا إيمان الخاص بها . وهي عادةً تلجأ إلى أربعة أساليب لتحقيق هذا الفصل : أ?- التشديد التكتيكي على أهمية الخلافات بين طرفي النظام : الإيمان اللا إيمان ب?- التأكيد باستمرار على عدم صحة المحاججة التي تخلط بينهما ت?- إنكار وإخفاء الوقائع التي تكذب أو تناقض هذه اليقينيات ث?- القدرة على قبول تعايش التناقضات داخل نظام التفكير دون الإحساس بوجود أية مشكلة 2- تكون التشكيلة المعرفية أكثر دوغمائية بقدر ما تقوي من حدة الخلاف و الشقة الواسعة بين نظام الإيمان اللا إيمان وهناك ثلاثة طرق لذلك أ?- الرفض المستمر و الدائم لكل محاولة توفيق أو مصالحة بين النظامين المذكورين ب?- اليقين الدائم و المتزايد بأننا وحدنا نمتلك المعرفة الحقيقية ت?- اليقين المرافق بخطأ نظام اللا إيمان المذكور 3- تكون التشكيلة المعرفية أكثر دوغمائية كلما كانت لا تميز بين العقائد و الإيمانات التي ترفضها إنها ترميها جميعها في سلة الخطأ . 4- تكون تشكيلة معرفية أكثر دوغمائية كلما زاد اعتماد اليقينيات الهامشية على اليقينيات المركزية الأساسية . ويتم ذلك عن طريق إعادة تأويل الوقائع المنحرفة لكي تصبح مطابقة للمبادئ الأساسية . وذلك باستخدام التقليص و التضييق وتجنب كل ما ينبه إلى أو يحفز على زعزعة تماسك النظرية أو التشكك بها . أي عقلنة ما هو غير عقلاني ... إلا أن أهم الوسائل المستخدمة في هذا السياق هو موضعة الهيبة أو السيادة في المنطقة المركزيةللنظام الإيماني ( النبي محمد – الإمام علي ...) كمثال في الوعي الإسلامي . ( ماركس – لينين ...) في الوعي السوفييتي . وتستطيع هذه السيادة المهابة أن تغير و تحول العقائد الهامشية أو الثانوية المحيطة كما تشاء و في أي جهة تشاء . وهذه الظاهرة يدعوها روكيش ( الإخلاص لخط الحزب )
5- تكون تشكيلة معرفية أكثر دوغمائية كلما كان منظورها الزمني موجهاً بشدة نحو نقطة محرقية أو بؤرية : فالحاضر محتقر دائماً لصالح ماضي ( عصر ذهبي ) أو مستقبل ( يوتيبيا ) تتحقق فيه الأحلام الوردية } (4) هذه باختصار نظرية روكيش فيما يخص العفلية الدوغمائية . وهي كما أرى فعّالة في مقاربتنا المعرفية لظاهرة الإصطفاف المشترك لكلًًّ من الوعيين : السوفييتي – الإسلامي في مواجهة وعي جديد يرتب بتعثر أدواته المعرفية ، نافضاً يديه من المطلقات واليقينيات ( أيّاً كانت مرجعيتها ) و معلقاً الآمال على قدرة العقل البشري على تجديد ادواته للإستمرار في مغامرته وراء المعنى . على هذه الطريق يستحضر هذا الوعي الجديد كل الملفات الممهورة بكلمة مقدّس ، و يعيد وضعها على الطاولة للنقاش الحر المفتوح على نتائج لا علاقة لها بالمسبقات اكانت مدججةً بالإكراهات أم مزينةً بالإغراإت ... و في هذا الإطار يمكن القول أن مثل هذا الوعي الجديد عليه أن يعيد النظر ليس فقط في اليقينيات الوافدة عبر الفلتر السوفييتي ، أو الخارجي من بطن التراث الشفهي – الكتابي للإسلام بل وأيضاً ( و هذا هو الأهم ) أن يدرج في أولويات اهتماماته الهموم التي تطرحها السياقات التاريخية لعملية التحول الرأسمالي الجارية على الصعيدين المحلي – الكوني ... وهو حتى يمتلك الأدوات المعرفية اللازمة عليه أن يشرّع أبوابه و نوافذه على ما يجري في العالم من قفزات على صعيد المعنى تحرزها هذه الأمة أو تلك هذا المجتمع أو ذاك بلا عقد نقص ولا تنفج كاذب . وهو إذ يفعل ذلك لا يفلت قبضته المشدودة على راية المطامح و الآمال والتطلعات التي تعصف بالمجتمعات العربية .ذلك أن النجاح في هذا يعطي لهذا الوعي الجديد موطئ قدم راسخ داخل الإتجاهات الراديكالية للامة يمكن البناء عليه لاحقاً في عملية التغيير الجذرية التي ستطال المستويات الأعمق من البنية ( الفكرية – النفسية ) و ( الاقتصادية – الاجتماعية ) لمجتمعاتنا العربية . * * * يكشف الشهد العراقي حجم الخواء الذي يعانيه الوعي المهيمن في العالم العربي بشقيه الوعي التقليدي الإسلامي _ و التحديثي السوفييتي . يكفي أن يتبنى الخارج جزءاً من روشيتة الإصلاح الثقافي – السياسي في العالم العربي تحت ضغط مخاوفه( الخارج ) التي رفعت عنها الأغطية احداث 11 أيلول حتى ينبثق داخل شقي الوعي و بتوقيت واحد ما لا يمكن تسميته بغير ( فقه النكاية ) لم تعد الديمقراطية ضرورةً بل ترفاً يمكن تأجيله ريثما تفرغ الأ مة من تنظيف مقدّساتها من رجس الإحتلال الأجنبي . لكأن الديمقراطية لا يمكن أن تدرج نفسها في هذا السياق ( سياق ممانعة الأمة للإحتلال و المطامح الخارجية ) . أو لكأن غيابها – الديمقراطية – لم يكن مسؤولاً البتة عن استدراج الخارج للتدخل في الشؤون الداخلية للبيت العربي . تغيب البنى الإجتماعية – الاقتصاديةالتي تعيد انتاج الاستبداد و تدفع السياسة في هذا الفضاء الثقافي الإسلامي – السوفييتي إلى أن تأخذ أشكالاً من حرب المتاريس . حيث لا أحد يقوى على مغادرة متراسه ليرى الأخر ويكتشف المشتركات التي تؤسس عبر الحوار السياسي : التفاهم المثري لا عقد الصفقات . الجميع يغوصون في أوحال هذه الحرب المضمرة ، ويدفع فاتوراتها تخريباً لما قد أنجز – على قلته – واستنقاعاً يقتل الوقت و يقفل على الروح شرنقتها ، لتجتر على مهل محفوظاتها من الأفكار المسبقة عن الذات و عن الآخر ... في هذا الطراز من الوعي لا يستطيع أيّ معنى الوصول بدون أن تمارس عليه الأفكار المسبقة - المثبتة على الطريق إلى العقل كمرايا – المط و التقليص و الحذف و الإضافة ... و في هذا الطراز من الوعي تصبح صورة الآخر ،لا علاقة لها به ، بل بما تريد الروح المنغلقة أن ترى فيه ... لا ترى الروح المنغلقة – على طرفي المتراس – بشراً مختلفين و يديرون اختلافهم بالسياسة ، بل ترى ملائكةً و شياطين يتبادلون القصف و الكراهية حتى يوم الدين ... لا مكان في قاموس الروح المنغلقة لأحرف تفتح نوافذها على الشك ( لعل ... يمكن ... ربما ...) بل تحتل مكان الصدارة أحرف صارمة كالسيف ( إن .. لم ... لا...) و هكذا فإن مواصفات اللغة المستخدمة من قبل الروح المنغلقة تسمح لها فقط بالعمل كمخافر حراسة ، تمنع الغريب من المعاني أن يدنس قدس الأقداس . أو لكأنها جسورٌ من خشب غارقةٌ تحت ظلال لافتات التحذير من عبور الحمولات الزائدة ... تسمح اللحظة الراهنة في العراق برؤية البنى المفوتة عاريةً كما خلقها الرب ... مع ذلك لا تستطيع رؤية عريها ، ذلك لأن البنى المفوتة لم تذق بعد طعم الديمقراطية المحرم ، ليمسح الرب براحته على عيونها فترى سوأتها و تطرد من جنة الحمير ...
* * * *
سمح المشهد في العراق بإخراج ما لم يخرج إلى العلن ... كان الخارج يتولى مهمة تأجيل هذه اللحظة ،لحظة الكشف عما يتلطا تحت السطح وصولاً إلى الأعماق من قوى الفرملة و الشدّ إلى الخلف . مصالح و أساليب إدارتها و التعبير عنها يانعةٌ لاتذبل ولا تموت كنباتات غرست على أكتاف السواقي ... أنماط تفكير و سلوك ، وقنوات بعمر القنوات الرومانية شقّت لتصريف التململ و أشواق الخروج من القوقعة ، التي لابد أن تجد دروبها و لو كانت بضيق دروب الماعز ، إلى مجتمعٍ أشبه بمتاهة المينوتور ... تضيع الحداثة دروبها وتفقد زخمها ، وتتحول من الهجوم إلى التلطي تحت الشرفات و الزوايا الميتة من الازقة ، لتتفادى الحجارة و الزيت المغلي و كل ما يقع تحت اليد من أسلحة مجتمعٍ ينتفض في وجه التغيير دفاعاً عن عفنٍ رفع إلى مرتبة الشرف . و فوات تاريخي تموضع في اللب من المقدس ... تدخل الروائح و المذاقات و أنواع الأطعمة و فنون الطبخ ، الطرق الملتوية لتصريف اللوبيدو ، و مناطع قتل الوقت و الروح والمواهب . يدخل الجميع المعركة : أسلحةً تدافع و تعبر بذات الوقت عن الهويّة التي تماهت مع الذات ، فإذا هي... هي كما خلقها الرب و أوقفها على رجلٍ واحدة أمام حائط التاريخ لا يرتعش لها جفن ، ولا تبدل قدماً بقدم ، في محنةٍ أين منها محنة إبليس . سمح المشهد في العراق بإعادة ..لم يعد للذات مشجبا تعلق عليه خيبتها ..خرج المشجب من اللعبة وترك الذات امام مسؤولياتها ,عربة تقرقع على الطريق من طراز الف وتسعمائة وخشبه...كل مافيها يحتاج الى نفض و تغيير من الحمير الذين تعاقبوا على مقودها وحتى المرآة التي يبصبص الحمير فيها على بعضهم . لم يعد الاستعمار و الإمبريالية و ربيبتهما الصهيونية لباناً تعلكه الذات و تفرقعه تحت أضراسها كعاهرةٍ تمارس هوايتها في الإعلان عن بضاعتها... خرجت العلكة من الفم فإذا هو أدردٌ خلوفٌ يأكل نصف الكلام ويبصق نصف الحقيقة ، ويرطن بما تبقى من محفوظات الأجداد مخلوطةٌ بمقولات حديثة منتزعةٌ من سياقها . لم تعد المسؤولية حكراً على الخارج : رياح في مواجهة الأشرعة ، و سفنٌ تنتظر في الموانئ تبدل اتجاه الريح . ظهري السفن خشباً خوّخ تحت شمس اليابسة و تناهبته القوارض الوطنية أولاً . لم تعد الريح المعضلة ، حلت محلها الخرائط و البوصلة و عزيمة المجذفين . رفع المشهد في العراق الغطاء عما يجري فإذا نحن نعيد إنتاج بضاعتين لا ثالث لهما : الجهل و الإستبداد ... توارى صدام حسين في جحرٍ لأشهر قبل أن يخرجه الأمريكان ليمارس البستنة و قرض الشعر ... ترى لو أن صدام قد أجبر منذ يفاعته على ممارسة البستنة و قرض الشعر ، هل كان العراق سيعدم من يحلّ مكان صدام في الثلاثين سنةٍ الأخيرة ويمارس ممارساته؟ أصبحت أشك في ذلك ... أصبحت أشك في ذلك مذ قرر الخارج ( لأسبابه ) أن يغير وظيفته كمشجبٍ نعلق عليه عجزنا عن إدارة شؤوننا . وهو إذ يفعل ذلك يبرهن على قدرته ( الخارج ) على إعادة ( ترتيب حقل تتواجد فيه عدّة حلول لمشكلة بهدف حلها بفاعلية ) هذه المشكلة لمن يفوته التقاطها ( إدارة مصالحه في المنطقة بفاعلية ...) لقد تبدلت الشروط الموضوعية السائدة في العالم العربي التي سمحت للخارج بالسكوت على غياب الديمقراطية ، بل و المساعدة على تغييبها . وهي شروط تناولناها و غيرنا في غير مكان ، و بالتفصيل الممل . الا يستدعي هذا أن تغير النخب العربية ( اليسارية ) التي تظن نفسها في خندق الحداثة أجهزتها الفكرية و نظامها العقلي ، لتكتشف أن لإشكالية العلاقة مع الغرب الإمبريالي حلولاً خارج الحقل الذي دأبت على حراثته – منذ نصف قرن – بالثيران إياها ؟ لقد فاقم غياب الديمقراطية في العالم العربي جميع المشكلات : فمن معضلة التنمية إلى معضلة العدالة إلى معضلة الأقليات ... ومن المشكلة الفلسطينية إلى آخر الرتل من مشاكل العرب مع بعضهم البعض و مع جوارهم الإقليمي ... ومن مكانة المرأة إلى مكانة المواطن إلى مفاهيم العروبة و الإسلام و الهوية الوطنية و الهوية القومية و العلاقة مع التراث ومع الغرب و مع المقدس ومع الآخر المختلف ... ومن النظرة إلى الكون و الوجود إلى حل معادلة رياضيات من الدرجة الاولى ... لدرجة أننا نشتهي عرساً لا يكون للديمقراطية فيه قرصٌ كيف لمسألة تندرج في كل هذه المسائل أن نخرجها خارج الضرورة ، فقط لأن ( العلج الأمريكي ) أدرجها كاذباً أو صادقاً في سياق استراتيجيته حيال المنطقة ؟ لا أظن العداء لأمريكا – الذي يجمع بين وعيين بينهما كل هذه الكراهية - إلا غطاءاً لعداوةٍ أشد يضمرهما كلٌ من الوعيين حيال الديمقراطية . ولا أظن أنني أكتشف البارود . ولكنني من أمةٍ تعيد اكتشاف كل شيء لأنها لا تريد أن تتعلم من الآخرين ...أمةٍ إخلاصها للأجداد يدفعها الى اعادة انتاج خلافاتهم بحذافيرها ..امة اعطت للاجداد حق مصادرة الحاضر والمستقبل ..امة مشدودة الى المقابر لانها مشدودة ثقافيا الى الاخرة..اليست هذه الدنيا زائلة وان العاقبة للمتقين ؟..يرضعها الوليد مع لبن امه ويجلد بها في نومه ويقظته وحله وترحاله وعند كل عطفة يضطره اليها لوبانه اليومي وراء لقمة عيشه.. لاتعيش امة من الامم تحت كل هذه الاثقال من االماضي كما تعيش امتنا..مع أنه ليس مشرفا الى هذا الحد..يعيد من يستفيد من سيطرة الماضي – لاحكام سيطرته على الحاضر - تزويق الماضي ليظل مثار دهشة وإعجاب وقبلة للتقليد والمحاكاة ومستودعا للعداوات العابرة للقرون..ينبثق الماضي من بين يدي المستفيدين من توظيفه:شيخ كتاب صارما ..يتحكم بتلاميذه عواطف وألبسة ومذاقات طعام..حراما وحلالا ومستحبا ومستكرها وقنواة لتصريف اللوبيدو وتصريف العنف وتصريف كل يرتئي تصريفه لحكمة تلتقط عن بعد المخاطر الكامنة في رحم المستقبل.. يغيب من هذا الماضي المستولد جدله وتاريخيته وسيرورة التأنسن والتعقل فيه ..المغامرات التي خاضها المعنى تصوفا وعلم كلام ومسارات شقها توق الاجداد لتوسيع مساحة الحرية ,وفسحة العدالة وهامش التحليق خارج الفضاء العقلي الذي حددت تخومه أديان الوحي..ويستحضر فقط الشتاء الجاف المديد الذي دخلته الحضارة العربية – الاسلامية بعيد قرونها الخمسه ا ليانعة ..لا يستحضر من الفقهاء الا ابن تيميه..ومن المؤرخين الا الشهرستاني ..ومن المتصوفة الا ابن قيم الجوزيه..يكتفى من البقرة بحوافرها.ويرمى ماعدا ذالك.وعلينا ان نتصرف ونهضم الحوافر ونزود اجسادنا بما يلزم..فالعقل السليم في الجسم السليم كما يقال.. يكشف المشهد في العراق كم تقلصت مساحة التنوير وتراجعت نوعيته..تقلص الغرب الى الاتحاد السوفييتي الصديق ..اعطيت للمصالح السياسية صلاحية الفيتو على المصالح الثقافيه..فإذا الفضاء العقلي للغرب يقطره لنا الفلتر السوفييتي مصلا فقيرا لكل ما يحتاجه العقل ليعيد تجدبد ادواته المعرفية .. قلّصت الغابة الى شجرة,وشذبت الشجرة من اغصانها اليانعة,فوصلت الماركسية زيتونة شائخة لاتطرح زيتا ولازيتونا..و..من لايصدق فاليراجع الادبيات الفكرية – السياسية للاحزاب الشيوعية والقومية – الاشتراكية في العالم العربي ليكتشف ماذا فعل الفلتر السوفييتي بعقل اليسار العربي وجعله الوجه الاخر لليمين الاسلامي!!! المراجع: -1-استعراض هاشم صالح لابحاث روكيش نقلا عن ديكونشي –محمد اركون –الفكر الاسلامي قراءة علمية –ص -5 -2-نفس المصدر -3-====== -4-======
#سامي_العباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رد على لؤي حسين
-
قصة من مجموعة -ابطال من هذا الزمان
-
بيان من اجل الليبراليه
-
الماركسيه في الاستخدام
-
أزمة الرأسمالية ثانية
-
ملاحظات حول مسودة الورقة السياسية للجنة الوطنية لوحدة الشيوع
...
-
أزمة اليسار السوري – محاولة للرؤية
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|