أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء السورملي - الفيل يطير ... يا جلال الصغير















المزيد.....

الفيل يطير ... يا جلال الصغير


ضياء السورملي

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في محاضرة مثيرة للجدل والسخرية إستمرت حوالي أربعين دقيقة تحث على الإساءة والتحريض على مقاتلة الكورد في وقت يتعرض فيه الكورد لهجوم بالطائرات والدبابات في تركيا ، وقتال عنيف وتشريد عوائل آمنة في سوريا وهجوم إعلامي ظالم موجه من الحكومة العراقية، وفي هذا الوقت بالذات ظهر علينا الشيخ جلال الصغير بمحاضرة لا تدل على الحكمة والكياسة وانما على العكس من ذلك فهي تحمل بذور التحريض على الكراهية والدعوة للحرب ضد الكورد .

بثت هذه المحاضرة من شريط فيديو منقول بالصورة والصوت والخرائط في وسائل الإعلام المختلفة ، محاضرة يندى لها الجبين ، تهيج المشاعر لمقاتلة شعب آمن بحجة ظهور إمام غائب يقود معركة وحربا خيالية تشبه حروب الفايكنغ أوالحروب الصليبية بقيادة صلاح الدين الأيوبي الذي دافع عن الاسلام ولكن هذه المرة يأتي إمام غائب ليحارب صلاح الدين الأيوبي وأتباعه الكورد في صورة الإنتقام .

أثار الشيخ جلال الصغير في محاضرته مجموعة من الأمور الغيبية مسنودة بأراء وافتراضات وتفسيرات من الخرافات التاريخية ، هذه الامور الغيبية والخرافات ربما نصدقها وربما نرفضها ، نصدقها ان كانت مسنودة على حقائق وبينات وأدلة وتتطابق مع الواقع وبعيدة عن كونها خرافات ، ونرفضها ان كانت مجرد تصورات وأوهام لا تتطابق مع الحياة الواقعية ، وربما يؤمن بها قلة من المضللين او المستضعفين وربما تجد لها مجموعة محدودة تعتاش وتنتفع من أوهامها مثلما يفعل السحرة والمشعوذين والبعض من صغار الشيوخ المعممين .

إن المنطق الذي إستند اليه الشيخ الصغير في محاضرته هو الخرافات والتصورات الوهمية ، يريد بها ومن خلالها أن يقنع الاخرين بأن شخصا غائبا سوف يخرج ليحارب الكورد ، هذا الشخص الغائب هو إمام العصر النووي في تصور الشيخ جلال الصغير. إن منطق الشيخ الصغير مثل الذي يريد ان يقنعنا بأن الفيل يطير وكلنا نعرف أن الفيل لا يطير ، يريد أن يقنعنا الصغير أن أذني الفيل هما جناحان يجعلان الفيل يطير ولكننا لا نراه عندما يطير ، والسبب هو قصر نظرنا وعدم فهمنا للقدرة الآلهية والتي تحجب عن عيوننا الرؤيا ثم نصاب بالعمى المؤقت أو اللحظي عندما يطير الفيل أمامنا ولكن بسبب كوننا جهلة وأميين لا نستيطع رؤية الفيل وبعد ذلك يسترسل الصغير ليشرح لنا طول وعرض أذني الفيل وسرعة الرياح وقابليتها على رفع الفيل الضخم ولكن عقولنا لا تتصور ذلك لان الشيخ جلال الصغير هو وحده العليم الفهيم والذي يفقه في علم طيران الفيلة.

لو قلبنا موضوع الفيل الذي يطير وربطناه بطروحات الشيخ جلال الصغير عن الامام الغائب الذي سوف يخرج لمحاربة الكورد في سوريا فقط ، ولم يخبرنا هذا الشيخ الداعية عن زمن ظهوره ، والسببب ان الشيخ الصغير وحده يعرف زمن ظهور هذا الامام الغائب الى العلن والقيام بحملته ضد الكورد في سوريا ! وعند ظهور هذا الامام الحنون ! سيتحول كل صغير الى كبير بقدرة قادر في هذا الزمن الملعون !

إن مسألة الإمام الغائب أو الإمام الحجة أو صاحب الزمان هي مسألة غيبية وخلافية لم يتفق عليها المسلمون فيما بينهم ، فكيف برواية خيالية مصحوبة بالشعوذة مثل الرواية التي عرضها الشيخ الصغير في محاولته التي اراد منها ان يشرح لنا ما يشبه قصة الفيل الذي يطير .

يتميز أهالي الديوانية ببراعتهم في استخدام تقنيات الحسچة في كلامهم ومخاطباتهم اليومية ، يصفون الشخص الذي يتكلم في امور المستقبل بانه يقرأ الممحي اي يقرأ الامور المخفية وغير المرئية ، من خلال محاضرة و قراءة الشيخ الصغير لقادم الزمان وتحليله معطيات الاحداث قبل حدوثها اصبح يقرأ الممحي ويتكلم عن تصورات المستقبل مثل اي عراف أو فتاح فال يقرأ الحظ والبخت للناس.

وكما يبدو من محاضرته دخوله في متاهات إمام غائب سوف يظهر ليحارب الكورد في سوريا ، ولكن بسبب نقصان الخبرة ولكونه حديث العهد بقراءة الممحي فأنه لم يتمكن من معرفة متى سيظهر هذا الامام الغائب وأين سيكون مكان ظهوره ولم يقل لنا لماذا اختار الشعب الكوردي في سوريا ولم يختر ملة السيخ او دراويش عزت الدوري في محافظة تكريت ، ولماذا يريد مهاجمة الكورد المساكين في سوريا ولا يهاجم الاميركان في هوليود ، وهل السبب هو خجل الشيخ الصغير من طرحه فكرة سلفه من علماء الشيعة الذين يعتبرون الكورد قوما من الجن لا يجوز مخالطتهم ونكاحهم وحتى يمنع التبادل التجاري معهم ، هل سيوظف الصغير جهودة البحثية لاعداد محاضرة ثانية أخرى يناقش فيها " لا يجوز نكاح ومخالطة الكورد الشياطين لأنهم من سلالة إبليس أو أن أصلهم من الجن " وبهذا فانه سوف لن يخرج ولن يخالف آراء مرجعياته وعلماء الدين الذين قالوها في كتبهم بكل صراحة وعلانية ومن دون خجل .

من السفاهة بمكان ان يحرض شخص يدعي انه خطيب اسلامي ويعمل في حزب اسمه مجلس إسلامي أعلى وعضو سابق في البرلمان العراقي ان يطرح افكارا لا يؤمن بها اي شخص لبيب او عاقل ، وفوق هذا يريد الشيخ الصغير ان يقنعنا ان الفيل يطير لان اذنيه كبيرتان بحجة ظهور الامام الغائب.

بوجود مثل هؤلاء الشيوخ الدعاة اصبح من المؤسف ان يوصف عصر الجاهلية بالجاهلية والعصر الاسلامي بالنهضة الاسلامية ، هل النهضة الاسلامية هي من انجبت لنا شيوخا مثل الصغير والضاري والقرضاوي والعرعور والزعرور والطرطور والبعرور بدلا من أمرؤ القيس واصحاب المعلقات ، وهل ان عصر النهضة الاسلامية التي تطرح لنا ظهور شخص غائب ويسمونه إماما ولكنه مغيب في عقول الوهم والمخرفين من امثال الشيخ الصغير يظهر ليقاتل شعب آمن هو الشعب الكوردي ، هل تريدوننا ان نؤمن بخرافاتكم ام بتعاليم بوذا الانسانية ، هل نؤمن بتصورات الداعية الشيخ جلال الصغير ام بالفيلسوف الصيني كونفيشيوس ، هل نؤمن بخرافات رجل لا يفقه من الدين الا تصورات موجودة في مخيلته ليفرضها على سذج القوم ويحاول تبريرها بعذر أقبح من الذنب وبتريرات أتفه من الطروحات الغيبية التي طرحها علينا .

لست مستغربا ان الشيخ الصغير لم يفز بالانتخابات السابقة بعد أن عرف الناس حقيقة أمره وأنه الوجه الثاني المشابه للشيخ عدنان الدليمي والوجه المعكوس للشيخ حارث الضاري ، هؤلاء ومن على شاكلتهم صور مشوهة ورؤوس معبأة بخرافات مغلفة ومزوقة بأطر الدين ، لا يفرق هؤلاء الثلاثة في التنظير والتحريض على القتل بأسلوب طائفي مقيت .كل واحد منهم أخذ له ركنا في صب افكاره السوداء ليحرق العراق من المكان الذي هو فيه . إن هؤلاء وأمثالهم سوف يحملون في توابيت الجهل وسيلفهم التاريخ بقماش أسود سواد افكارهم .



#ضياء_السورملي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياحة في كوردستان ودورها في تقليل الاحتقان السياسي
- حمزة الجواهري وشر المهربين (2-2)
- حمزة الجواهري وشر المهربين
- حدودنا الكوردية وحدودكم العربية !
- كاكه حمه ويس والشارع العراقي
- هل سيتم إحتلال الكويت مرة أخرى ؟
- معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 10 – 10
- توني بلير وملف الحرب على العراق
- معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 9 – 10
- معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 8 – 10
- معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 7-10
- معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 6 - 10
- معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 5 - 10
- معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 4 - 10
- معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 3-10
- التعذيب المنهجي والوحشي
- معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 2-10
- معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر ( 1 – 10 )
- لعنة الكورد الفيليين
- غزة والعراق – قتل وتدمير


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء السورملي - الفيل يطير ... يا جلال الصغير