أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الفشل في تحقيق الذات وانعكاساته السلبية على المجتمع














المزيد.....

الفشل في تحقيق الذات وانعكاساته السلبية على المجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 11:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتألف المجتمع من الكيانات الإنسانية الساعية للتعبير عن وجودها بصور متعددة من أجل المساهمة في عملية الحراك الاجتماعي، وتلك المساهمة تعمل على خلق أواصر متعددة بين الكيان ذاته والمجتمع. وهذا بدوره يؤدي لتحقيق الدور المنشود للفرد في المساهمة الفعالة في الصراع الاجتماعي. وبالضد من ذلك تضعف الأواصر بين الكيان والمجتمع، وتقل فرص الفرد في المساهمة في الحراك الاجتماعي مما يولد لديه حالة من الإحباط والعزلة والإحساس بضآلة أهميته في المجتمع.
هذا الإحساس بالفشل وما يطال الكينونة ويعيقها عن تحقيق الذات أو إيجاد دور لها في المجتمع، نتيجة احتدام المنافسة أو العجز في خوض المنافسة. يولد شعوراً بالذنب لدى الفرد، وهذا الشعور ينخر الذات ويدفعها أكثر نحو الحقد والحسد، وعندما تتراكم حالة الحقد والحسد بشكل كبير في داخل الذات تتحول تدريجياً إلى حالة من العدوانية ضد أفراد المجتمع.
وحينها يتصرف الفرد بحالة من العدوانية ضد محيطه، وقد يلجأ إلى ابتكار أساليب الخداع والتدليس واستخدام العنف مع أفراد المجتمع من أجل تفريغ شحناته السلبية الكامنة في الذات لطردها نحو الخارج.
يعتقد ((مصطفى حجازي))" أن فشل تحقيق الذات (فشل الوصول إلى قيمة ذاتية تعطي الوجود معناه) يولد أشد مشاعر الذنب إيلاماً للنفس وأقلها قابلية للكبت والإنكار. هذه المشاعر تفجر بدورها عدوانية شديدة تزداد وطأتها تدريجياً بمقدار تراكمها الداخلي. وعندما تصل العدوانية إلى هذا الحد، لابد لها من تصريف يتجاوز الارتداد إلى الذات وتحطيمها لتصل إلى حد الإسقاط على الآخرين".
يولد الفشل في تحقيق الذات، حالة من الوهًّم لدى الفرد ويعمل على اختلاق الأكاذيب والأحداث الوهمية وينسب لنفسه وقائع غير صحيحة من اجل الإيحاء الكاذب للآخرين بأنه لديه دوراً مهماً في المجتمع. وإن المجتمع غير قادر على الحراك الفعال دونه، بل أنه يشكل رقماً صعباً في معادلة الصراع الاجتماعي.
وأية مكاشفة بالحقائق وتعرية زيف الادعاء للفرد الفاشل، تجعله ينفجر بصورة هستيرية ضد الآخرين. لاعتقاده في اللاوعي أنهم يسعون لانتزاع دوره (الوهمي) من المجتمع، مما يؤدي لاحقاً إلى تنامي نوازع الحقد والكراهية والانتقام منهم باعتبارهم منافسين له على أدوار لايستحقونها وأنه هو الوحيد المؤهل للعب هذا الدور في المجتمع.
ويرى ((روسو))" أنه عادة ما تؤدي المنافسة الحرة في المجتمع إلى حالات من الحسد والحقد والخداع الزائف والتواضع المقيت. وهذه الحالة تدفع البعض إلى تأدية بعض الأعمال المخالفة ليحضوا بمكانة اجتماعية، فأن فشلوا تتولد لديهم نوازع من الحقد والانتقام من المنافسين لهم في المجتمع".
في المجتمعات الغربية تزداد حدة المنافسة، لتحقيق الذات وتتزاحم المعايير وأسس المنافسة لاحتلال دور ما في المجتمع. مما يؤدي إلى خروج العديد من الأفراد من دائرة المنافسة الحرة على الأدوار الأساسية وبالتالي يدفع قسماً كبيراً منهم للعب أدوار هامشية والقسم الآخر يستسلم لقدره المفترض بالمساهمة الجزئية في الحراك الاجتماعي. ولكن هناك من يرفض حالة الاستسلام، ويتولد لديه حالة من العجز والوهن في خوض المنافسة مما يؤدي إلى تنامي الحقد والحسد لديه ولربما يقدم على الانتقام من المجتمع وبطرق متعددة.
وبالضد من ذلك تقل حدة المنافسة في المجتمعات المتخلفة لاحتلال الأدوار المناسبة بسبب انعدام معايير المنافسة الحرة واختلاف منظمومة القيم الاجتماعية والسياسية والإدارية.
عموماً سعي الفرد لتحقيق الذات حالة سوية في المجتمع، لأنها إحدى الغرائز الإنسانية لتلبية الرغبات وإيجاد دور للكينونة في الحراك الاجتماعي. ولكن الفشل في تحقيق الذات يولد حالة مرضية (نفسية) لها انعكاساتها السلبية ليس على الفرد ذاته وإنما على سائر فئات المجتمع.
إن تحول الغريزة من الحالة السوية إلى الحالة غير السوية، تعني اختلالاً ذاتياً بنظام التحكم ألا وهو العقل البشري وما ينظم سلوك الإنسان ويتحكم بالغرائز الطبيعية بما يحقق التوازن بين تلبية الرغبات وإمكانية تحققها دون اللجوء إلى أساليب منافية للقيم الاجتماعية.
يعتقد ((هوبز))" إذا كانت الغرائز تجعل الفرد مندفعاً لتحقيق رغباته وإشباع حاجاته دون أن يعبأ برغبات الآخرين أو احتياجاتهم، يقود ذلك إلى تضارب مصالحهم واصطدامهم بعضهم بالبعض الآخر. والعقل يهذب طبيعة الإنسان وجشعه ويرشده إلى طريق حل مشاكله مع الآخرين دون الحاجة إلى التضارب والتطاحن".
وبالرغم من أن العقل أساس التحكم بالفعل الغريزي للإنسان لايمكن التعويل عليه لضبط السلوك الغريزي لأن العقول البشرية ليست متكافئة كما أنها لاتمتلك نفس الآلية التحكمية لجميع أفراد المجتمع، وهذا ما يفسر تنامي حالات الحقد والحسد والانتقام واستخدام العنف. وعليه فأن العقل بالرغم من أهميته في التحكم في السلوك الغريزي للبشر، لكنه غير قادر لوحده على فرض نظام رادع للحد من التجاوزات على الآخرين.
لذا يتطلب الأمر نظام أخر موازياً للتحكم العقلي ألا وهو القانون الرادع الذي ينظم حياة البشر ويحفظ الحقوق ويحد من التجاوزات الغريزية الساعية لتحقيق الرغبات المنفلتة من نظام التحكم العقلي وعلى حساب الآخرين. ويشكل القانون الرادع صمام الآمان لتنظيم الفعل العقلي للتحكم بالغرائز من خلال فرض عقوبات صارمة على الساعين لفرض توجهاتهم الغريزية أو سعيهم غير السوي لتحقيق الذات وعلى حساب أفراد المجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصر الثالث لدعم الاستقرار والتوازن الاجتماعي
- سلطة القانون في المجتمع
- مواصفات الرئيس وشروط الرئاسة
- شروط وآليات العقد السياسي والاجتماعي في كتابة الدستور
- المرأة والحب في عالم الفلاسفة والأدباء
- انعدام سُبل الحوار والنقاش مع الإنسان المقهور
- النزاعات العرقية والمذهبية في المجتمعات المقهورة نتاج سلطة ا ...
- تنامي ظاهرة الحقد والعدوانية في المجتمعات المتخلفة
- شرعنة العنف والقتل في الدولة الإرهابية
- العنف والإرهاب نتاج طبيعي للتخلف والاستبداد
- سلطة القانون وآليات الضبط الاجتماعي في المجتمعات المتخلفة
- الطاغية المستبد والشعب المقهور
- الاستبداد والعنف وانعكاسه على المجتمع
- الشعوب المقهورة والزعيم المنقذ
- العسكرة والأدلجة في الثقافة والإبداع
- نتائج العنف والاستبداد على الشعوب المقهورة
- الحثالات والرعاع في المجتمع المادة الخام للإرهاب
- موقف الفلسفة من الشعر والشعراء
- سلطة الطغاة والشعوب المضطهدة
- السياسيون وراء قضبان العدالة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الفشل في تحقيق الذات وانعكاساته السلبية على المجتمع