أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامر أبوالقاسم - على النخبة السياسية المغربية السلام














المزيد.....

على النخبة السياسية المغربية السلام


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 17:10
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المقام اليوم، لا يتسع لرصد وقراءة وتأويل تاريخ الأفكار والوقائع والأحداث والمؤسسات والأسر والشخصيات، بالقدر الذي لا يتسع لتعويم الخطاب والبحث عن سبل إسقاط الطائرة في بلاد البنغال لمحاولة سبر أغوار الانعكاسات السلبية أو الإيجابية للأزمة الاقتصادية والمالية العالمية على حالتنا ووضعيتنا الوطنية.
المقام اليوم، لا يصلح لكل تلك المراوغات والمناورات والفدلكات الخطابية والسجالية والسياسية ذات النفحات المصلحية، التي ليس بإمكانها القيام لا بتقديم ولا بتأخير أي حدث ولو كان من حجم الأحداث الصغيرة غير المؤثرة سوى في دائرة جد ضيقة داخل مجتمعنا العزيز.
المقام اليوم، هو مقام إعادة طرح التساؤل الذي سبقنا إليه غيرنا، وهو ما يجعلنا مصرين على أن تاريخ البشرية ملكية غير قابلة للخوصصة، بل في تعميمها قد تكون الفائدة أعم وأوفر، والتساؤل لا يخرج عن نطاق: ما العمل؟
بمعنى آخر؛ هل يمكننا أن نكون في خندق واحد للاستماتة في الدفاع عن الحقوق والحريات، ومحاربة كافة أنواع وأشكال الفساد المستشري، والعمل على تحرير طاقات المجتمع في كل المجالات والمستويات، لمواجهة مستوى جديد من الأمية والجهل المتصلين بكيفية تدبير وتسيير الشأن العام من الموقع الحكومي؟
فغياب التصور والقدرة على التخطيط الاستراتيجي وإمكانية البرمجة الدورية للمفاصل العامة للاستراتيجية الحكومية، كل هذا يؤشر بشكل دال على أن بؤرة التوتر داخل بلادنا ستزداد تفاقما مع هذا الجهل التام بمعرفة طرق الإجابة عن معضلات التشغيل والسكن والصحة والتعليم والعدالة، وقبلها الجهل بكيفيات توفير الأجواء السياسية المناسبة للشروع في مباشرة ذلك.
فالوطن يسير إلى الخلف، ويعرف تراجعات خطيرة على كافة المستويات، والمؤشرات كلها تفيد أننا في الطريق إلى تذوق طعم آخر من التحكم بنكهة التدين الإسلامي الحنيف، ونتائج صناديق اقتراع 25 نونبر 2011 أخطأت الموعد مع التاريخ، من حيث توفير الشرط السياسي للإصلاح القانوني والمؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي.
والمواطنات والمواطنين الذي بوأوا حزب العدالة والتنمية رئاسة الحكومة الحالية أخطأوا الموعد مع الفرصة التي كانت سانحة لمباشرة طرق وكيفيات معالجة الاختلالات وتجاوز التعثرات، وصوتوا لفائدة من هو اليوم متردد بين الإعلان عن عجزه في إدارة الشأن العام وبين الاستمتاع بموقع رئاسة الحكومة والاستئناس بإمكانية تحكمها في الدولة والمجتمع وتسلطها على شعب بما من نخبه متعددة المشارب، وبين عدم مبارحة التوظيف السياسي للدين بهدف إدامة مبدأ الطاعة الواجبة على المحكوم تجاه الحاكم، هؤلاء المواطنون والمواطنات هم اليوم في حيرة من أمر إصلاح شؤونهم العامة والخاصة.
والحقيقة هي أن المغاربة حين سينتبهوا ـ بفعل استدراكي متأخر ـ إلى أكبر عملية سرقة موصوفة وقعت في تاريخهم؛ من حيث سطو الجماعات الدينية السياسية على ما تراكم على المستويات الحقوقية والسياسية والاجتماعية، وحين سيستوعبوا أنهم هم من سهل عملية السطو هاته، في نكران تام لكل الجهود والتضحيات الجسام التي قدمتها القوى الديمقراطية والتقدمية على مر العقود والسنوات منذ الاستقلال إلى الآن، سيكون الوقت قد فات، وأن الحكم أصبح قائما على أساس الحق الإلهي أو العناية الإلهية.
لن نخفي حقيقة توجساتنا من خلال هذه الخلاصات غير المرعبة التي تنبعث من عملية تفكيرنا في حاضر ومستقبل هذا البلد المهدد في أمنه واستقراره، لكن نود بالأساس التنبيه إلى ما ينبغي القيام به قبل فوات الأوان، بحيث لا يمكن لأي عاقل اليوم، وأمام ما نعيشه من تخبط، ألا يجعل في المقام الأول التأكيد على المنظور التكاملي للفعل السياسي كمسؤولية مشتركة لمختلف الأحزاب السياسية.
كما لا يمكنه بطبيعة الحال أن يزيغ عن سكة التأكيد على تملك القدرة على وضع تصور مندمج لدور الأحزاب في النهوض بالفعل السياسي في هذه المرحلة الدقيقة والمفصلية من التاريخ السياسي المغربي الحديث والمعاصر، واستعادة دور المثقف والفاعل السياسي في غرس القيم والاتجاهات والميول والمواقف والسلوكات السياسية الإيجابية.
علما بأن كل ذلك سيبقى ناقصا ما لم يكن مصحوبا بإيلاء الأهمية اللازمة لدور التصورات السياسية الاستراتيجية والبرامج السياسية المرحلية في الفعل والتنشئة السياسيتين، والتركيز على الجدية والمسؤولية في الخطاب والممارسة، للحفاظ على ما تبقى من مصداقية تجاه الموطنات والمواطنات.
ولِمَ لا، تجاوز عقدة التصنيفات السياسية الماضوية، وتبادل الأحزاب للخبرات فيما بينها، في مجال الفعل والتنشئة السياسيين، والاطلاع على التجارب الريادية العالمية في مجال الأداء السياسي المتفاعل مع كافة متغيرات المحيط السياسي الداخلية والخارجية.
فدون الفعل في الميدان، ودون ربط الوشائج والصلات، ودون الانخراط الجدي في الدفاع عن قضايا الفئات والشرائح الاجتماعية، المعوزة منها على وجه الخصوص، ودون إيقاف زحف الانتهازية والوصولية التي اجتاحت الأحزاب يمنة ويسرة، دون ذلك فعلى النخبة السياسية المغربية السلام.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء ما على غير العادة
- الكرامة مفهوم إنساني
- أسباب ومظاهر قصور المنظومة التربوية حسب تقرير الخمسينية
- الكرامة ليست شعارا ولا مطية ولا قضية للمزايدة
- المزيد من إضعاف المدرسة العمومية
- المغاربة وتحدي الحد من إضعاف المدرسة العمومية
- الحرية وأكذوبة التمييع
- المؤسسات التمثيلية وإشكال الديمقراطية
- ضرورة ارتباط الزواج بسن الرشد أو سن الترشيد
- اختلال التوازن وفقدان الثقة وقود تجدر حكومة الإسلاميين
- المرأة وفقدان مقوم تقدير الذات واحترامها (الطفلة أمينة نموذج ...
- توظيف المقدس الديني من موقع قيادة العمل الحكومي
- هل يقبل حزب العدالة والتنمية الاحتكام للقواعد الديمقراطية؟
- هل لحزب العدالة والتنمية رغبة في بناء مغرب ديمقراطي متنوع وم ...
- واجهة التعاطف الإنساني مع مسلك النبل في الأداء السياسي
- حزب التقدم والاشتراكية والسلوكات الانتهازية واللاديمقراطية
- منظور حزب الأصالة والمعاصرة للتغيير
- دسائس حزب التقدم والاشتراكية ما عادت تنطلي على مكونات المشهد ...
- العدالة والتنمية ومعاداة كل الأحزاب السياسية
- شرط التواجد السياسي وتنامي الاهتمام بالبعد الإنساني


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامر أبوالقاسم - على النخبة السياسية المغربية السلام