أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن ميّ النوراني - نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (6/6)















المزيد.....

نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (6/6)


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 12:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في المدينة، صار الوحي الإلهي النازل على قلب النبي محمد، مدافعا متحمسا سريعا، عن رغبات النبي الجنسية. لاحظت عائشة ذلك، قالت للنبي: مالي أرى ربك يعجل لك في هواك.
تدخل الوحي لينقذ النبي محمد من حرج وقع فيه، عندما فاجأته زوجته حفصة، وهو يضاجع ماريا القبطية في فراش الأولى. وعد يومها، أن ينهي علاقته الجنسية مع ماريا، لكن الوحي عاتبه، فرجع عن وعده: كانت ماريا بالنسبة له، موضوعا جنسانيا أثيرا، كان يغريه لقضاء جلّ يومه بصحبتها! تأثير ماريا الجنساني، لا يعود فقط لأهليتها الشخصية، ولكن مسيحيتها، تفتح شهوة النبي على أفق روحي، يمتد لتخيل مريم المسيحية، التي قال إنها ستكون زوجة له في الجنة! مريم في الأرض، كروح، كانت أمه لكونها أم أخيه عيسى المسيح. أفق مريم الأم يمتد إلى العالم المتخيَّل بعد الموت، فتتحول فيه الأمّ غلى زوجة!
قد يكون النبي محمد، بعلاقته مع ماريا القبطية، يعيش نشوة جنسانية عميقة، تمتد جذورها إلى العلاقة الجنسانية العميقة التي عاشها اخوه عيسى مع عشيقته ماريا المجدلية؟! قد يحمل اسم ماريا، أو: مريم، سحرا خاصا يجذب الأنبياء، ويمنحهم نشوة جنسانية عالية وعميقة؟!
وتدخل الوحي تدخلا سافرا، في موضوع زينب بنت جحش، بعد أن دخلت دائرة الشهوة النبوية. وأمر الله محمدا أن لا يخفي ما الله مبديه، إشارة لمشاعر رغبة النبي في زينب، بعدما شاهدها من باب بيتها المفتوح، بصورة أثارته. وتزوج النبي محمد، زينب، بعد أن طلقها زوجها لإفساح المجال أمام زواجها من النبي. القرآن، قال أن غاية زواج محمد من زينب هي إبطال ما درج عليه العرب من امتناع الرجل عن الزواج من مطلقة الابن بالتبني.
محمد، واجه الأبوة لذكر، من جديد، كحضور سلبي، في سياق رغبة دفعته نحو إحدى جميلات العرب، فعالج مشكلته الأبوية المتجددة بقرآن حاسم: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم.. هو ليس أبا لأحد من الرجال. هو، بيولوجيا أو روحيا أبو بنات، أما ابناؤه الذكور، إذا صحّ أنه أنجب أبناء ذكورا، فقد ماتوا.. البنات في حياة الرجل، امتداد لخبرته الأنثوية المبكرة مع الأم، المستمرة مدى الحياة.
ساحة عقل محمد الباطن، لم تشهد نزاعا يتعلق بالأمومة، كما نزاع الأبوة. لذا، لم يكن لديه نفور من قبول مريم أما له ولعيسى معا. أمّ محمد لم يغيبها الموت قبل ولادته. أمّ محمد موجودة في خبرته الطفولية. صحيح هي بعيدة، لكن وجودها البعيد، هو وراء قلق غياب الأنثى الأم الذي يعاني منه الأطفال المنفصلون عن أمهاتهم. وجود أمه البعيد، باعث منشط لحلم عودته من جديد لصدرها.
عاد محمد لطفولته مع أمه، بزواجه من الطفلة عائشة. كان يلهو مع عائشة، كاشفا عن حاجة باطنية قديمة، ترتبط بطفولته المنجرحة باليتم من الأبوين، بالتوالي.. عندما قال النبي محمد عن عائشة بنت الست سنوات: تصلح لي؛ كان يكشف حاجة دفينة، لطفولةٍ آمنة، مبتهجة.. كان قوله أيضا يكشف حاجة مكبوتة، لامرأة زوجة، يمنحها حبه الروحي والجنساني، إلى أقصى المدى!
عائشة عشق اشتعل في قلب محمد النبي المتقدم في السن، إلى درجة غفران لا يقدمه الأزواج في العادة، لامرأة يعتقدون أنها خانتهم.. وجرح الخيانة يقسو بقدر الحب المكنون في الصدور، وبقدر المكانة التي يتبوؤها الزوج الذي يصدق أو يشك، أن زوجته خانته، مع رجل من أتباعه.. قست شكوك النبي في زوجته عائشة، قسوة زائدة الإيلام، لأن خيانتها التي تصورها محمد، تعود إلى أنه كبير في السن، والمكانة، وأن المتهمة فيه عائشة، شاب من أتباعه!
ظل محمد المكلوم بحديث أتباعه عن خيانة عائشة له، يتمزق بين عشقه وتخيلات ترسم له، أن زوجته الفتية، لا تمتلئ من رجولته. إلى أن حكم القرآن ببراءة عائشة من قصة الإفك التي حاكها المنافقون، كما حكم القرآن في قصة غرامه بزينب. حُكم القرآن، أنهى عذاب النبي الذي كان يتمزق بين عشقه لعائشة، وانجراحه بخيانتها المزعومة!
الوحي، يرعى جنسانية محمد، ويعيد له اعتباره المعنوي، الذي كان يفتقده شعوريا، قبل نبوته، الذي – الوحي – تنزل على محمد ليداوي انجراحاته.
الوحي (الروحية) هو الذي اختص محمد بامتيازات جنسانية خاصة، وسّعت أمامه أفق العلاقات بالنساء.
الوحي أعاد الهيبة لمحمد. وهيبة الذكر في البيئة الذكرية العربية، ترتبط بحجم نسائه، ومدى إخلاصهن له. لكل مؤمن أربع زوجات. للنبي تسع زوجات ومحظيات**.
في مرحلة المدينة، توحد الإلهي مع الجنسي. هذا التوحد، تكشّف جليا في أخر لحظات حياة النبي: طلب من عائشة أن تدنو منه، وضع رأسه على صدرها، وتمتمت شفتاه المثقلتان باحتضاره: بل الرفيق الأعلى.. من صدر عائشة.. إلى ربه، رحل النبي محمد. وكان رجل من صحابة محمد قال للنبي: سأتزوج عائشة بعد موتك؛ فنزل الوحي، يقضي أن زوجات النبي أمهات للمؤمنين.. بذا، لن تتزوج أي من نسائه بعد مماته.. بذا، ضمن النبي، بإرادة روحية سبق لها أن حفظت كرامته وهيبته الذكورية، بتبرئة عائشة؛ أن هيبة ذكورته لن تنتهك بعد مماته أيضا، إلى أبد الآبدين..
زوجات النبي أمهات المؤمنين.. النبي من المؤمنين، بل هو أولهم.. بذا، تكون كل زوجاته، أمهات له.. فإذا كان فقد أمّا واحدة في طفولته، فقد امتلك أمهات عديدات في مرحلة انتصاره على انجراحه القديم.
جنسانية النبي، رحلة طويلة قضاها عائدا إلى صدر أمه المفقود.. ألم يتوج حياته بالموت فوق صدر عائشة؛ أي: باستعادة صدر الأم المفقود؟! وفي اللحظة التي استعاد فيها صدر أمه، ورأسه فوق صدر عائشة، تحاور النبي مع ذاته للمرة الأخيرة: جاء ملك الموت يعرض عليه البقاء في الحياة، أو الالتحاق بالرفيق الأعلى؛ فاختار النبي المنهك بمرضه، المثقل بخبرة حياة منجرحة بفقدان الأم الأولى؛ اختار الرفيق الأعلى.. صعد من جديد لغار حراء، وعلى أجنحة ملك الموت هذه المرة، انطلق من صدر عائشة، إلى أفق الروح المطلق..
أحسبه، في لحظات النزع الأخير، اكتشف هوان الإنسان الحقيقي: مريض منهوك خائر، ذهبت كل قوته، فلم يستطع أن يحرك لسانه ليطلب مسواكا من رجل جاء لعيادته. لاحظت عائشة أن النبي يريد المسواك فتخذله قوة الكلام، ولا يستطيع مد يده. أخذت عائشة المسواك، النبي لا يقدر على تطريته، عائشة استاكت المسواك في فمها، ووضعته في فم النبي، فكان آخر ما دخل جوف النبي، هو ريق عائشة. من فقدان حليب ثديي صدر آمنة الأمّ المفقودة.. إلى ريق عائشة وصدرها، ابتدأت حياة محمد وانتهت: فقد الأمن بفقدان أمه آمنة. آمنة لم تمنح طفلها أمنها، وهو في ضعفه.. عائشة لم تسعف النبي في نزع الموت.. لم ينفعه ريقها ولا توسد صدرها.. هذه لحظة مواجهة الحقيقة: من هوان إلى هوان نمضي.. وفي هوان أيضا: أهانه أهله في قريش، وكانوا يلقون الزبالة عليه وهو يصلي.. أهانه أهل الطائف حين ظن فيهم أنهم سينصروه؛ فقال مكلوما: "اللهم إني أشكو إليك هواني على الناس".. في نهاية الرحلة، بعد أن هزم قريش والطائف والنساء، ما عاد جدوى من الشكوى.. فقد أمّا لم تمنحه من أمنها أمنا.. فقد فحولة قهر بها النساء.. وهذا صدر عشيقته يتحداه.. فانهزم بالموت صاعدا من جديد، إلى غار حراء، ملتحقا بروح خديجة.. المرأة التي صنعت منه نبيا!
على صدر عائشة، بِريقها في فم النبي، انتهت النبوة المحمدية. وتركه صاحباه الكبار ، أبو بكر وعمر، وقد شغلهما الصراع مع المهاجرين على إمارة الدولة.. ترك المسلمون جسد النبي يأسن.. ولم يطيعوا أمره في لحظاته الأخيرة، حينما طلب منهم أن يأتوا بكتاب ليكتب لهم فيه، وصية تهديهم الطريق، فتنازعوا بينهم، وانتهى أمرهم على تجاهل طلبه، فأمرهم أن يخرجوا من عنده.. فه شعر في هذه اللحظة، أنه انتهى إلى مستوى الضعف القديم القاهر الجارح، وأنه لم يعد قادرا على تحديه، فاختار الرفيق الأعلى، فخرج إليه من فوق صدر عائشة، الذي هو بدوره، لم ينجده في محنة مرض مميت؛ خرج أو صعد إلى الله الذي فتح صدره له، ابتداء من "إقرأ..".. الله، الذي وصفه القرآن، بالقاهر فوق عباده.. فكان "الله القاهر فوق عباده"، هو التعبير الدقيق، عن حاجة محمد لقوة يواجه بها انقهاره المسئول عن انجراحه، الممتد حتى لحظة حياته الأخيرة! خرج محمد من تجربة انكسار انقهاري اضطهادي، إلى الله ذي الجنات الباقيات، الذي يشتاقه ويحتاجه كل مضطهد مسلوب القوة في عالم يغتصبه الطغاة الظالمون!
أما أنا، كاتب هذه المقالة، فقد استوحيت من "أقرأ بسم ربك.. الذي علّم بالقلم.."، منهجها.. وروحانيتها..
---------------
*راجع مقالتنا: "النبوة المحمدية – رؤية نقدية" على الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=12986
** ناقشنا المسألة الجنسية في الإسلام في المقالين التاليين:
- رباعيات الجنس الإسلامية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=42101
- الإباحية الجنسية في الإسلام
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=147756
*** اقرأ مقالتنا: الدين والنورانية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=317987
- كاتب المقال هو إمام دعوة النورانية الروحي ومؤسسها.
بيت لاهيا في 7/8/2012م.



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (5/6)
- نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (4/6)
- نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (3/6)
- نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (2/6)
- نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (1/6)
- اجتهاد نوراني: إفطار رمضان مباح في الحر الشاق
- الحب أنا ربك نورك أيها الحرّ المجد الكريم.. فابتهج وانطلق!
- رسالة ال 68: الحب أنا ربك نورك أيها الحرّ المجد الكريم.. فاب ...
- الدين والنورانية
- خاب فيه رجاء مواطني غزة.. مرسي يتوج هنية زعيما لفلسطين!
- أحبب نفسك والشياطين.. الحب بين الإسلام والنورانية
- رسالة النورانية
- صيام المسلمين فسق وجوع وعطش وخمول وجشع!
- هل أهل الجنة مصابون بالتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم والكولس ...
- الله يخبز لأهل الجنة بيديه الأرض رغيفا.. والبؤساء يموتون تعا ...
- سها وموت عرفات وشقيقته والجزيرة وعين الهوى والرغبة!
- هاني الحسن وفاطمة البدوية وعرفات يعين الكذابين وزراء!
- الدين والعقل والجامعة الإسلامية بغزة ويحيى رباح في صنعاء
- هل خطباء المساجد، عميان وبهم صمم؟! نهاية القذافي نصر من الله ...
- الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين انتصار للإنسان


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن ميّ النوراني - نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية (6/6)