الرياضة للجميع

سمير عبد الرحيم أغا

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 11:52
المحور: عالم الرياضة
    

ماذا ستفعل لو كنت لا تعمل أو لا تدرس ؟ هل تجلس وتتابع التلفاز.. ؟ إذا كنت تفعل ذلك وهناك الكثير من الناس يفعلون مثلك . إن الناس في بريطانيا مثلا وفي إحصائية، أجاب تسعة أشخاص من عشرة إنهم يتابعون التلفاز من 17- 20 ساعة في الأسبوع ،ولكن الناس بدأ يتبدلون وأصبحوا يتابعون التلفاز اقل فأقل ، أنهم يريدون أن يفعلوا أشياء أكثر جدوى ، فإذا كانوا يقضون طوال النهار جالسين على المكاتب، منهم لا يرغبون بان يقضوا كل الليل جالسين على الكراسي إمام التلفاز ، إنهم يريدون أن يخرجوا ويركضون في الجوار . لأنهم يريدون أن يفعلوا أشياء أكثر جدوى. : أنهم يريدون أن يمارسوا الرياضة في بعض أجزاء بريطانيا ، إن من السهل فعل ذلك لأن هناك تجهيزات كثيرة في خدمتهم منها ملاعب التنس وساحات كرة القدم والمسابح ومجالات الركض ، ولكن بقية الأماكن هناك صعوبات كبيرة لعدم تيسر التجهيزات ، أن بعض المدن الكبرى في بريطانيا لا تمتلك الكمية الكافية من التجهيزات للناس الذين يعيشون فيها ، ليفربول واحدة من أسوءها أن ليفر بول مدينة كبيرة ، وهي ميناء عدد نفوسها( 600 ألف نسمة ) أنها من أشهر المدن الرياضية وفريق ليفر بول واحدا من أفضل فرق أوربا ولكن مدينة ليفر بول لا تحتوي على مراكز رياضية كبيرة لكل هؤلاء الناس ،
أن الأطفال يتقاذفون بالكرة في الشوارع المحيطة لعدم وجود أي مكان آخر للعب ، وهذا خطر حيث أن ألاف الأطفال يموتون سنويا على الطرقات ، بالطبع أن المراكز الرياضية تكلف أموالا كبيرة ولكن هناك الكثير من البنايات القديمة في ليفربول يمكن أن تكيف إلى مراكز رياضية وهي رخيصة تماما ،
وهناك المدارس وان الكثير منها في ليفر بول لديها الكثير من التجهيزات الرياضية الجيدة، ولكن عندما تغلق المدارس لا احد يستطيع استخدام تجهيزاتها بعد انتهاء الدوام وحتى طلاب المدرسة نفسها، إذن لماذا لا يستفاد من هذه التجهيزات، تقول إدارات المدارس
: أنها تحفظها من التخريب..
أنها حقيقة ، إن التخريب مشكلة في ليفربول ، في السنة الماضية كلف التخريب المدينة أربعة ملايين باوند ، فما الذي سيحدث إذا تركوا الأولاد يستخدمون تجهيزاتها الرياضية عندما يذهب الطلاب إلى بيوتهم ، أي بعد انتهاء الدوام ، إحدى المدارس في بريطانيا تبقى قاعاتها الرياضية مفتوحة في المساء وفي العطلة المدرسية ، فالناس في المنطقة يستطيعون اللعب بالريشة والتنس وغيره من الألعاب ، ويستطيعون حتى تعلم الغوص ، ويستطيعون ان يفعلوا كل هذا الأشياء في مدرسة ( فيرووتر ) جنوب ويلز ، بالطبع إنها مدرسة غير عادية ولكن في ( جونت ) مكان غير عادي فكل مدارسها الجديدة تحصل على تجهيزات رياضية ، إن ذلك ليس بمستغرب ، لأن اغلب الناس في بريطانيا تمتلك تجهيزات إضافية جيدة الآن ولكن المدهش ان كل شخص يعيش في ( جونت ) يستطيع ان يستخدم هذا التجهيزات ، وهو يستخدمونها فعلا ، ففي ( فيرووتر ) البالغ عدد نفوسها مائة وثمانون ألف شخص ، والشيء المدهش الآخر ان الأغلبية هم ليسوا مخربين فالناس لا يكسرون نوافذ شبابيك منازلهم ولا يكسرون شبابيك مدارس ( جونت ) فنحن نتطلع إلى الوجوه الموجودة في صور هذا الكتاب ، ونحن نشاهد الفائزون ينافسون النجوم المتألقون والذين وصلوا إلى القمة ولم يستطيعوا البقاء فيها ، نشاهد رجالا ونساء يبذلون الجهود الكبيرة : ليتفوقوا في رياضتهم، نشاهد رجالا ونساء يتعرضون للمخاطر ليتفوقوا ولكن ربما كان هذا الجزء هو الرسالة الأهم حيث ليس هناك نجوما وإنما مجرد ناس اعتياد يون يريدون أن يمارسوا الرياضة ، الرياضة ليست مجرد شيء نشاهده في التلفاز ، أنها ( شيء تصنعه بنفسك ) فكل واحد يجد المتعة في الرياضة ، فالرياضة متعة ، فهذا يعني إن كل واحد وخاصة الأطفال يحتاج إلى التجهيزات الرياضية . وان كل طفل له نفس الفرصة لمارسه الرياضة.. عندها نتكلم عن ( الرياضة للجميع ) وحتى ذلك دعنا نتذكر الأطفال الذين يتقاذفون الكرة في الشوارع وما هو مصيرهم ؟
............................................................................
المقال مترجم عن الانكليزية بعنوان ( sport for all ( من كتاب ( fair play )

#سمير_عبد_الرحيم_أغا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات