أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق















المزيد.....

اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 261 - 2002 / 9 / 29 - 03:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الصبار آب 2002 عدد 155

 

"النقاش حول الحملة المتوقعة ضد العراق في أوجه. وتنطوي هذه الحملة، في حال خاضتها امريكا فعلا، على امكانية كبيرة لخلق نظام عالمي جديد. وسيكون لهذا النظام انعكاسات وتأثيرات جوهرية على الشرق الاوسط ايضا، وعلى النزاع الاسرائيلي الفلسطيني على وجه التحديد". هكذا افتتح شاؤول موفاز، رئيس الاركان السابق، مقاله بعنوان "العراق يهدد العالم" الذي نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" (13 ايلول).

في هذه الجملة القصيرة ملخص التوجه الاستراتيجي الاسرائيلي تجاه القضية الفلسطينية. ان ضرب العراق بهدف قلب نظامه، اصبح اليوم المفتاح لفرض حل جذري لاكبر خطر استراتيجي تواجهه اسرائيل. ان اقوال رئيس الاركان السابق تتعارض مع تصريحات رئيس الاركان الحالي، موشيه يعالون، الذي قال في مقابلة لصحيفة "هآرتس" (6 ايلول) ان العراق لا يشكل خطرا استراتيجيا على اسرائيل، بل الخطر كامن في النزاع مع الفلسطينيين. وصور يعالون هذا النزاع بانه "سرطان" من المفروض اجتثاثه من جذوره. بتصريحاته هذه يفضح يعالون الادعاء الامريكي الذي اصبح عنوانا اسرائيليا بان "العراق يهدد العالم". اذ كيف يمكن ان يهدد العراق العالم في حين لا تشعر اسرائيل بخطره، وهي المستهدفة الاولى دائما من قبله؟

لسنا هنا بصدد فضح الاكاذيب الامريكية، بل بصدد كشف الاسباب التي تجعل الحكومة الاسرائيلية تعلق آمالها على ضرب العراق. حسب تقدير الجيش من شأن الحملة العسكرية قمع المقاومة الفلسطينية ووقف العمليات الانتحارية، ولكن ليس بمقدورها تحقيق الاهداف السياسية: جلب الجانب الفلسطيني لطاولة المفاوضات، مهزوما راكعا.

هنا يدخل دور امريكا. فقد اجتهدت امريكا دائما في دعم حليفتها اسرائيل، فقاطعت عرفات، واشترطت الاعتراف بدولة فلسطينية باجراء اصلاحات داخلية تهدف الى قلب نظام السلطة. امريكا لا تريد عرفات بل عنصرا اكثر مرونة واستعدادا للتماشي معها دون اكتراث برأي ومصالح الشعب. ان عرفات مثل صدام حسين تحول من حليف الى عدو، واصبح عليه ان يدفع ثمن الانتفاضة. غير ان ادارة بوش فشلت في مساعيها لقلبه، وتوصلت لاستنتاج بان الطريق لقلب النظام في رام الله، يمر عبر قلب زميله في بغداد. حسب هذه النظرية فان الهزيمة العربية هي شرط مسبق لاخضاع الشعب الفلسطيني وارغامه على القبول بالشروط الامريكية.

ما يلفت النظر في مقال موفاز هو تصريحه بان الحملة ضد العراق تحمل فرصا كبيرة "لخلق نظام عالمي جديد". والسؤال: هل اصبح النظام "الجديد" الذي فرض على العالم بعد حرب الخليج الاول، قديما؟ لماذا على بوش الابن ان يجدد النظام الذي انشأه والده. ألم تستفد اسرائيل من هذا النظام؟ كيف يمكن تفسير اتفاق اوسلو والازدهار الذي حظيت به امريكا واسرائيل، اذا لم نر به نتيجة مباشرة للنظام الجديد الذي اصبح اليوم قديما؟

"النظام العالمي الجديد" الذي اعقب الحرب الباردة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، افتتح عقد التسعينات باهازيج السلام ووعود بالازدهار وحق تقرير المصير، والتقدم الاقتصادي، وعود بنهاية الفقر والفساد، الديموقراطية بدل الاستبداد، والمشاركة الحرة والمتساوية لكل دول العالم في اطار ما سُمّي "القرية العالمية".

اما اليوم، فاتضح ان هذا النظام كان مؤسسا على الكذب والخداع والتضليل. فلا الشعب الفلسطيني حصل على استقلاله بل اعيد احتلاله وامتهنت كرامته، ولا شعوب العالم الثالث ذاقت الازدهار بل المزيد من الفقر والجوع والامراض. النتيجة الحتمية كانت انقلاب الآمال العريضة الى خيبة عميقة من الدولة التي تحولت في نظر الشعوب الى المصدر الرئيسي للكارثة التي تعيشها. الترجمة لهذا الواقع كانت تراجع في الهيبة الامريكية وتزعزع مصداقيتها.

النظام العالمي الجديد الذي يريده بوش ويتكلم باسمه موفاز، هو اعادة لنظام الاستعمار القديم. هذا النظام لا يقدم الوعود، بل يتحدث باسم القوة. انه لا يتوانى عن استخدام التفوق العسكري، او النووي اذا لزم الامر، لافهام الشعوب بان عليها ان ترضى بان الفقر هو واقع ثابت، وان عليها السجود لامريكا، رمز الحرية وحامية الديموقراطية. من هنا، سيكون على الفلسطينيين القبول بما تقرر اسرائيل منحه لهم، حتى لو لم يكف هذا "الكرم" لضمان الاستقلال والديمقراطية ومصادر الرزق لهذا الشعب.

اسرائيل هي اكثر الدول حماسة للحرب ضد العراق، ولكن سيكون من الخطأ الاستنتاج بان هذه الحرب تخدم اسرائيل قبل امريكا. ان هذه الحرب تأتي اولا واخيرا لانها تخدم مصالح امريكا. فاسرائيل، كالانظمة العربية، يجب ان تكون جاهزة لخدمة امريكا، قبل ان تكون امريكا جاهزة لخدمتها.

كما اكد موفاز، ليس بمقدور اسرائيل، رغم جبروتها العسكري، ان تخضِع الشعب الفلسطيني وترغمه على قبول املاءاتها. ويعني هذا ان الشعب الفلسطيني يواجه عدوا اكبر بكثير من اسرائيل، وهي الولايات المتحدة الامريكية، التي لها مصلحة مباشرة في هزيمة هذا الشعب. ولكن الشعب الفلسطيني ليس وحيدا في هذه المواجهة، لان امريكا خلقت لها اعداء متمثلة بكل الشعوب العربية والشعوب المضطهدة والطبقة العاملة في اقطار الارض.

 



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين
- ايام رام الله الاخيرة
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية ...
- حوار : بعد انحسار الانتفاضة الشعب الفلسطيني في ارباك
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو
- حملة بوش ضد الارهاب النظام الامريكي ينزع قناعه الديمقراطي
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- دولة فلسطينية ورقة توت للسعودية


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق