أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - تعليم المسلمة على الرقص














المزيد.....

تعليم المسلمة على الرقص


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 10:04
المحور: المجتمع المدني
    


مثلما سعينا وسعى غيرنا إلى تعليم المرأة القراءة والكتابة فإنه بات علينا من اللازب أن نُعلم المرأة العربية المسلمة أصول الرقص على أنغام الموسيقى الهادئة وأبجدياته البدائية وبأن نفتخر بأننا ألغينا الأُمية في الرقص كما ألغينا وقضينا على الأُمية في الكتابة والقراءة ف تسعٌ وتسعون بالمائة من النساء العربيات المسلمات ما زلنا أُميات في الرقص مع الرجال والأصحاب والأصدقاء ويجب أن يأتي ذلك اليوم على المرأة المسلمة لتفتخر أمام أبوها وأخوها وعمها وخالها بعدد الرجال الراغبون في الرقص معها أو بعدد الذين رقصوا معها بكل هدوء طوال حياتها.

والرقص عند بعض القبائل الإفريقية يكون أحيانا من أجل جلب المطر أو من أجل جلب الخير ودفع الضرر والأرواح الشريرة,ولكل أمة من الأمم هدفٌ للرقص حتى الحيوانات وبعض أنواع الطيور ترقص من أجل إثارة الطرف الآخر أو من أجل جلب انتباهه وبعث السرور إلى داخل قلبه سواء أكان ذكرا أم أنثى وهو أسلوب نداء وإغراء وتودد وتحبب ورسالة تصل إلى مستقبلها من خلال رموز وشيفرات وإشارات تدل فيها كل حركة على جملة طويلة وكل مدة يد تدل على استغاثة أو طلبا للنجدة من هموم الحياة اليومية ولست أدري كيف تعلمت الحيوانات والطيور والأسماك الرقص في الوقت الذي يعجزُ فيه عقل العربي المسلم على فهم واستدراك الرقص كما تفهمه الحيوانات الأليفة وغير الأليفة فلماذا لا يوجد عندنا مجتمع راقص متحضر كالمجتمعات الغربية هل أن عقولنا متحجرة ومتصلبة لهذا الحد؟ إذا كانت الحيوانات فهمت وتعلمت الرقص ومعانيه الكبيرة فكيف بنا إلى اليوم لم نصل إلى مستوى ذكاء الحيوانات وسليقتها السليمة!, وفي المجتمعات المتحضرة يجلب الرقصُ الانسجام بين أرواح البشر من ذكرٍ أو أنثى ويهذب النفس الثائرة ويحد من مستوى التوتر العصبي وتفتخر المرأة الأوروبية في عدد الرجال الذين يطلبون الرقص معها وتعدد أسماءهم أمام صويحباتها وأوصافهم وأشكالهم والمرأة التي لا يرغب أحد بالرقص معها تذهب إلى طبيب نفسي لمعرفة السبب لتجد عنده حلا لهذه المشكلة التي تُعتبر عويسة جدا وحين تجدُ من يطلب يدها للرقص تتأكد بأنها مثيرة وجميلة وعليها طلب وبأنها أُنثى مثلها مثل أي أُنثى ولدت ولادة طبيعية في مجتمعها المحلي وتتحسن صحتها النفسية والجسدية وتنام نوما هادئً ومريحا بعد ليلة أو ساعة قصيرة من الرقص وتبقى طوال حياتها تتذكر ذاك اليوم العظيم وذلك المشهد المثير الذي طلب به أول رجل في حياتها أن يرقص معها مثل فيلم الراقص مع الذئاب تماما كما تفتخر المساجد الإسلامية بعدد المصلين فيها الذين يجيدون الرقص على جثث الموتى وملاحقة المثقفين أمنيا وتشديد الحصار عليهم ومراقبتهم حتى وهم نائمون في غرف نومهم.

وتتعلم المرأة هنالك الرقص على أصوله مثلما تتعلم القراءة والكتابة ويبعث الرقص بين المرأة والرجل روح الحياة المدنية والعصرية التي لا تجعل من جسد المرأة مركزا شهوانيا لإثارة الجنس مثلما هو الرقص الشرقي الذي ينظر في جسد المرأة كمثير للشهوة الجنسية ولا يبعث في الرجل وفي المرأة إحساسا بقيمة الإنسان كإنسان يشعر بالراحة وهو يضع كتفه أو رأسه فوق صدر الآخر, وعندنا على الصعيد الشرقي الإسلامي لا يوجد نظام تعليمي يعلم المرأة على الرقص أو يُعلم الرجل على كيفية الإمساك بالمرأة من خصرها لكي يرقص معها رقصة رومانسية مرة يضع رأسه على كتفها ومرة يضع رأسه فوق صدرها ليشعرا بالهدوء التام كالهدوء الذي يحدث في الطبيعة بعد سكون العاصفة وسقوط المطر.. وإنما النظرة للمرأة جنسية فقط لا غير ولا توجد معاني حقيقية للصداقة أو لتحرير المرأة, ولو كنت في بلدٍ عربي وطلبت في إحدى الحفلات أن ترقص مع زوجة عربي مسلم أو مع زوجة صديقك لقامت الدنيا وقعدت ومن المؤكد أنك ستخرج من الحفلة في أكياس وعبوات مقطعاً أكثر من عشرين قطعة جزاء على فعلتك أو جرأتك في الطرح, ولكن المرأة في البلدان المتحضرة تفتخر بعدد المعجبين بها وبعدد الذين يتزاحمون على الرقص معها وتفتخر بعدد أسماء عشاق الرقص معها لأن التربية هنالك تختلف أصولها عن أصول التربية في مجتمعاتنا التي تجعل من الرقص زنا وفاحشة وفجورا, وفي الدول المتقدمة الرقص ثقافة وتاريخ وتراث وفي الشرق لا توجد ثقافة للرقص ومن هنا ومن هذا المنطلق أطالب الأنظمة العربية بتوفير مادة الرقص كمنهاج تربوي يتعلمه طلاب المدارس في مدارسهم وهم في صفوف الدراسة كما يتعلمون الصلاة وأركان الإسلام الخمسة,حيث يجب أن يرتكز الإيمان أيضا على الرقص والإيمان به كحالة علاجية تُخرجُ النفس من الأسوأ إلى ما هو أفضل من ذلك بدل الذهاب إلى شيخ دجال يقرأ عليك المعوذتين لكي يطرد الشيطان من جسدك.. يجب أن تتعلم المرأة المسلمة على الرقص لكي تكتمل مسألة تحريرها وهذه النقطة يغفل عنها الجميع ولم أقرأ في حياتي عن مفكر عربي بحث مسألة الرقص,ولا يوجد أندية في المدن العربية تعلم المرأة على أصول الرقص إلا بعض الأندية الليلية التي تجعل من الرقص دعارة ومن جسد المرأة سلعة تباع وتشترى وينسى الجميع أن المرأة تحرر الإنسانية من وحشيتها ومن هنا أيضا أطالب بقراءة ملحمة الملك جلجامش حين أرسل جلجامش بالبغي إلى الرجل المتوحش (أنكيمدو) حيث أخرجته البغي من خلال الحياة معها من وحشيته وجعلته إنسانا مهذبا صافي الذهن والقلب والوجدان.

والرقص عندنا على الصعيد الشرقي كله حركات عبارة عن لا شيء وهو ليس كالرقص الأجنبي الرومانسي الذي يكون مزدوجا بين اثنين يتعلمون من خلاله أن هنالك شيء يسمو على الجنس نفسه وهو الاسترخاء وتبادل المشاعر والأحاسيس,ومن النادر جدا أن تجد عائلة منفتحة تعرف أصول الرقص ومتدربة عليه, وما هو معنى أن ترقص مع امرأة أنت معجبٌ بها وهي معجبة بك, والراقصة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية منبوذة جدا والرقص عندنا ليست له مدارس أكاديمية وهو تهمة وعار وأغلبية الراقصات يجب أن يكن من طبقة العاهرات ولا ينظر للراقصة إلا كما ينظر للعاهرة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضل المسيحيين على المسلمين
- أزمة الإنسان العربي المسلم
- سيدة فاضلة
- الجهل قابل للزيادة
- الأخلاق الإسلامية بين القوة والضعف
- ثلاثة شروطٍ للتغيير وخمسةُ شروطٍ للثورة
- الإسلام يعذب المرأة نفسيا
- قصة معراج وكالة ناسا
- كيف كنا وكيف أصبحنا
- خادم السيدين
- الإسلام نظرة من الأفق
- عائلة آل برونتي الشهيرة في الأدب
- لماذا لم يقاتل عمر بن الخطاب في معارك الرسول؟
- بين المرأة والبيئة
- الثقافة المنزلية
- الهوية الضائعة
- العلاج بالقرآن2
- الشعور بالذنب بين المسيحي والمسلم
- الافكار البسيطة تنتشر بسرعة
- الإسلام ينتهز الديمقراطية


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - تعليم المسلمة على الرقص