أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الحرب القذرة














المزيد.....

الحرب القذرة


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 19:56
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لم أُرد الحديث عما يجري في سوريا لأني كنت من الداعين والمشجعين على الثورة الشعبية وإلى رحيل الأسد عن السلطة ، ذلك لأن الحرية التي أومن بها شيء ثمين بل هي أثمن شيء في الوجود والظلم وحاكمية المخابرات والأقبية السوداء أتعب شيء في الوجود ، وثورة الشعب السوري التي بدأت بتظاهرات سلمية ومطالب إنسانية كنا معها من غير تردد وأيدناها من غير تحفظ ودعونا إلى - رحيل الأسد - ، وكنا نحدث أصدقاء لنا في العالم أهمية التغيير في سوريا ليكون مواكباً مع حركة التغيير في المنطقة ككل ، وكنا في ذلك من أشد الناس حماسة لبناء شرق أوسط جديد غير ذلك الذي ألفناه من حقبة العسكر وذيول المخابرات ..
لكن الذي يجري اليوم في سوريا شوه الصوره وخرب قناعات الشعب وبدد فيهم حلم الحرية ، فاللجوء للسلاح ليس مرجلة وليس قوة بين أبناء البلد الواحد ، كما إن الإستقواء بالأخر عمل مشين ، لهذا أعتبر مايجري في سوريا حرب أهلية مدعومة من جهات عربية حاقدة ، لاتعنيها الديمقراطية ولا حقوق الإنسان إنما فقط وفقط تدمير بنى الشعب الواحد والمجتمع الواحد ، وأغراض هذا النزوع معروفة فهناك في بلد الحرمين يجهد قليلي الذمة والضمير لجمع المال والرجال للحرب في سوريا ، وهناك في قطر العظيمة تسخر الأموال والإعلام لضرب وحدة الشعب وإذكاء روح الطائفية البغيضة ، الطائفية التي آلمتنا نحن في العراق فقسمتنا وفرقتنا وباعدت بيننا ، الطائفية هذه المدعومة من الأموال الخليجة شر مستطير ستعم بلواه كل أقطار الوطن العربي والإسلامي ، ولايظنن أحد إنه في مأمن من هذا الكابوس المرعب .
القضية في سوريا تحولت من مطالب شعبية ضرورية لتغيير سلمي في بناء الدولة والحكم ، إلى حرب طائفية بين السنة من السلفيين وبين العلويين ، وكلنا يعلم فتاوى الجهال والضلاليين في بوح دماء وأعراض العلويين ، من هذا المنطلق أقول : إن العالم الحر لن يسير بهذا الإتجاه إلى نهايته ، بل إنه سيتراجع عن دعمه لمشروع الإصلاح وسيتراجع عن مفهوم الحقوق التي تدنست من خلال المشاهد التي تُظهر الإرهابيين وهم يقتلون الناس ذبحاً وهم يكبرون ، هذه المشاهد المروعة هي طلقة الرحمة لهذه الحرب القذرة التي ظهر فيها سلوك العدوانيين من الإرهابيين والطائفيين جناة التاريخ .
أكتب هذا المقال مدفوع بهول ماأرى وأشاهد وإذا كان بشار لايستحق أن يحكم شعبه فإن هؤلاء الجناة لا يستحقون الحياة ، هؤلاء يثبتون بان سوريا لن يكون من الممكن حكمها من خلال او شبيه لما حدث في بلدان عربية أخرى ، سوريا مختلفة من الناحية الإجتماعية والسياسية والجغرافية ، وفي هذا الإختلاف يكون التفريط بسوريا لمن هب ودب أمر مستحيل وغير ممكن ، امريكا وأوربا تشعر بذلك تتلمسه لهذا هي تتراجع في ادائها وفق معايير التغيير بشرط الزمان والمكان ولنقل وفق الشرط الموضوعي .
الجماعات الإرهابية تختطف اليوم كل شيعي لبناني إيراني عراقي سعودي بحريني ، هدفهم هو هذا هدفهم العودة إلى حياة الملل والفرق والنحل ، لأنهم لايمتلكون البديل وكل مالديهم هذيان عن الزمن الجميل والتاريخ المشرق في عصر الغزوات وتسخير الناس بالقوة ، الحرب هذه في سوريا ليس حرب تحرير ولا هي حرب إستقلال بل هي حرب قذرة سوداء في هدفها وغايتها ومايخطط لها ، وكنت أمل من قمة مكة أن تقول شيء حسن يؤد الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد ، لكنهم أجتمعوا مع الأسف الشديد مدفوعين بالطائفية والمذهبية وكل مايهمه طرد العلويين وتبديد شملهم وتقسيم سوريا ، مدفوعين بمذهبية مقيتة وسوء سلوك مُنفر ، وتناسوا إن شعوباً عربية أخرى تطلب الحرية وتريدها من غير سلاح كما في البحرين ولكنها تقمع ، بل ويفتي المفتون بقتل الشعب البحريني لأن في بعض مسوحه شيعة وموالين لعلي وأهل بيت علي .
هي فتنة قبح الله شاعلها ومؤججها وهي وساخة وقذر في جبين كل مسلم ، الذي صار بفعل فعلات هؤلاء القتلة شر وجهل وتخلف ووضاعة وحماقة وإرهاب ، اقول قولي هذا : ونحن نستقبل العيد وأملي كل أملي ، أن يعود شعب سوريا إلى تظاهراته السلمية ويدع السلاح فإنه بأيدهم مضيعة وقتل وتفتييت ، شعب سوريا شعب متحضر وذو تاريخ نعرفه ، هو شعب الحضارات والتاريخ الطويل في الثقافة والفن والحياة والأمل ، ورجائي لهم في هذا العيد أن يكفوا أسلحتهم عن التدمير والدمار والقتل المتبادل ، كما أرجوهم أن لايعيشوا تجربة العراق المريرة والتي فعلها إرهابيي القاعدة وشذاذ الآفاق من نبذة الكتاب ، ويتركوا هذه الحرب القذرة وماتنتجه فخطرها ليس على وحدة المجتمع والشعب السوري فحسب بل وعلى عموم المنطقة ، والكيًس من أتعض بغيره ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار هو الحل
- إنتاج عقد إجتماعي جديد
- الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة
- الليبرالية الديمقراطية هي أساس الفضيلة
- الدكتور أحمد الكبيسي والعقلانية الدينية
- المرأة العربية والعالم الجديد
- رسالة الليبرالية الديمقراطية
- أرحل يابشار
- العرب وطبيعة التحول السياسي
- الفدرالية ونظام الأقاليم كيف نفهمه ؟ وكيف نفهمها ؟
- المنظمة الدولية - للعدالة والحرية والسلام –
- تطبيق الشريعة
- الديمقراطية الموهومة
- الوطنية الجديدة
- العرب إلى أين ؟
- كيف ننظر إلى المستقبل العربي ؟
- مسؤوليتنا التاريخية
- معنى الليبرالية الديمقراطية
- الليبرالية الديمقراطية قدر الأمة
- الليبرالية مذهب إنساني


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الحرب القذرة