سالم الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 01:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ألتقي كل يوم كثيراً من الناس المتشابهة سحناتهم من أبناء مدينتي المسالمة وحارتي المتواضعة ، بعضهم أعرفه بالاسم وآخرون بملامح وجوههم فقط ، وبحكم عملي المضني الذي سرق الكثير من عمري لا أجد وقتاً كافياً للثرثرة معهم إلا بما تسمح به إجازاتي المعدودة على أصابع اليدين ، من هؤلاء جاري أبو فايز صاحب محل لتصليح الأحذية ، استدرجني بالحديث الشاكي عن سوء الأحوال التي يعيشها الناس هذه الأيام : يا أخي والله الحالة لم تعد تطاق ، الله يعين الناس والبلد، الوضع لا يوصف ، كنا بألف خير... وسكت برهة ، العالم كله متآمر على هذا البلد ، وهنا قاطعته لمعرفة نظريته السياسية التي توضح سبب تردي الأوضاع بعد الثورة السورية : كيف ؟ ألا يكفينا إسرائيل ؟ هل ينقصنا سلفيون وقاعدة لتدمير البلد ؟ يارجل عمَ تتحدث ، أي سلفيين وقاعدة ؟ فاستنكر سؤالي : أما رأيت من أين يخرجون للتظاهر والتمرد ، من المساجد وهذا أكبر دليل . : ومن أين تريدهم يخرجون من السينما أم من المقاهي ؟ ، ثم كل هؤلاء سلفيون ، المكان الوحيد الذي يتجمع فيه الناس من غير موافقة المخابرات هو الجامع ، وأنت تعلم في بلدنا أي عمل أو نشاط فيه تجمع يحتاج لموافقات أمنية ليرخص له بالعمل ، المقاهي ، صالونات الحلاقة الرجالية ، حتى النسائية صالات التسلىية والألعاب ، صالات الأفراح .... ، عم نتحدث يارجل كأنك لست من البلد ؟. : يارجل ألم ترهم في التلفزيون ؟ كلهم ملتحون . أنت عجيب والله ، برأيك كل ملتحٍ سلفي ، هل تراهم يجدون الوقت لحلق ذقونهم أهذا هو الدليل عندك ؟ : أما سمعت أسماء الكتائب التي يسمون بها عصاباتهم . : اتق الله يارجل ...عصابات ؟ وهل أسماء الكتائب بأسماء الصحابة ورجال الأمة والشهداء أمر مشين ؟ : ألم تسمع شعاراتهم ؟ : وماهي ؟ : كلها شعارات دينية ؟ : هذا الكلام غير صحيح ، رفعوا شعارات الله والحرية والوطن ، وإذا قالوا يالله مالنا غيرك أهذا دليل على السلفية ، ألا تقول أنت عندما تقع في ضيق يا الله ؟ ممن تطلب المدد ؟، هذه فطرة الإنسان المسلم في بلادنا ، فصمت ولم يجب .. وأردف : هذا ما عرض في التلفزيون . وقتها تذكرت الحكمة القائلة ( لا تجادل الأحمق ، فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما ) وأدركت أيضاً أن مهنة الشخص تنعكس على طريقة تفكيره وقناعاته ، فتعللت بضيق الوقت ، وانصرفت نادماً على الدقائق التي ضيعتها معه
#سالم_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟