|
مصطلح العلمانيه 2
محمد عبدالحكيم
الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 23:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما نبحث عن العلمانيه من حيث المعنى لا يجب علينا أن نتوقف عند المعاجم اللغويه ، بل يجب علينا في البحث عن العلمانيه من منظور فلسفي و إجتماعي و تاريخي حتى نعرف العلمانيه بصوره أشمل و أعمق . و أقدم لكم بعض من تعريفات العلمانيه من زاويه لغويه و إجتماعيه و فلسفيه .
* قاموس اكسفورد الانجليزي يوضح معنى كلمة علمانيه 1- عصر او مده زمنيه طويله مثل الالعاب و العروض العلمانيه اي التي تقام كل فنره زمنيه طويله 120 عام في روما قديما 2- اعضاء الكهنوت الذين يعيشون في الدنيا لا في عزله الأديره ، او العوام . كلمه سيكولار secular في قاموس اكسفورد : 1- ينتمي للحياة الدنيا ، مدني و زمني و علماني كلمات مترادفه . 2- و كانت الكلمه تطبق على الادب و الفن و التاريخ ، فالكتاب و الفنانين العلمانين تعني غير معني بخدمة الدين ، اما المباني العلمانيه فهي المباني الغير مكرسه للاغراض الدينيه . 3- في مجال التعليم المدرسه العلمانيه هي المدرسه التي تعطي تعليما غير ديني . 4- العلماني هو كل ما ينتمي لهذا العالم الآني المرئي ، تمييزاً له عن العالم الازلي الروحي . فالعلمانيه هي منظومات قيميه و معرفيه حسب ما جاء في القاموس من تعريف للعلمانيه "هي العقيده التي تذهب إلى أن الأخلاق لابد ان تكون لصالح البشر في هذه الحياه(الدنيا) ، و إستبعاد كل الاعتبارات الأخرى المستمده من الإيمان بالإله أو الحياه الأخرى (الأخره) . وهذا يتم عن طريق وضع الاخلاق على أسس نفعيه أي على أسس ماديه علميه و صبغ العلوم و الفنون بالعلمانيه .
* التعريف المعجمي لمصطلح العلمانيه في المعاجم العربيه و العالم الثالث العلمانيه بكسر العين نسبه للعلم العلمانيه بفتح العين نسبه للعالم الدنيويه اي الايمان بالحياه الدنيا الزمنيه الانشغال بالامور الحاليه دون الانشغال بالامور الميتافيزيقيه
* قاموس المجتمعات الحديثه ج . م . ينجر : "من الأكثر حكمه في تقديري أن نستخدم كلمة علمانيه لنشير الى الاعتقاد و الممارسات التي لا علاقه لها بالجوانب الغيرنهائيه للحياه الانسانيه ، لذلك العلمانيه ليست معاديه للدين ، و ليست بديله للدين ، وإنما هي مجرد قطاع واحد في الحياه" .العلماني هو العقلاني او النفعي بشكل خالص . و يمكن إستخدام كلمة علماني كمعنى لملحد كما ذكر بيتر جاي "مؤرخ حركة الاستناره" حيث سمى العلمانيه "الوثنيه الحديثه" ، و قام بوصف التحليل النفسي في كتابه فرويد و الالحاد و تأسيس التحليل النفسي" علم علماني ، لا علاقه له بالدين ، بل هو معاد للدين يهدف لتحطيمه "
* تعريف العلمانيه عند المفكرين في العالم العربي
*محمد احمد خلف الله : حركه فصل السلطه السياسيه والتنفيذيه عن السلطه الدينيه ، و ليست فصل الدين عن الدوله.
*حسين احمد امين : محاوله في سبيل الاستقلال ببعض مجالات المعرفه عن عالم ما وراء الطبيعه ، و عن المسلمات الغيبيه ( و هو ما يعني بقبول بعض المسلمات في مجالات اخرى) .
* فؤاد زكريا : إن ما تريده العلمانيه هو إبعاد الدين عن عن ميدان التنظيم السياسي للمجتمع و الإبقاء على هذا الميدان بشرياً بحتاً ، فأساس المفاضله يجب أن يكون بين "العقل و المنطق و القدره على الأتيان بالحلول الواقعيه الناجحه" فأية دعوه للارتكاز على سند سماوي في هذا الصراع إنما هو تضليل يخفي ورائه رغبه دفينه في إللغاء شروط هذا الصراع أصلا .
* محمود أمين : العلمانيه هي رؤيه و سلوك و منهج ، هذه الرؤيه تحمل الملامح الجوهريه لإنسانية الإنسان ، و تعبر عن طموحه عن الروحي و المادي "الثنائي" للسيطره على جميع المعوقات التي تقف في طريق تقدمه و سعادته و ازدهاره .
* محمد رضا محرم : التحديث هو مسار التاريخ للمستقبل ، و هو عمليه تراكميه ، فليس غير الحديث الا ما هو أحدث منه ، و ليس من سبيل للمستقبل غير الأستمرار في تعاطي الحداثه ، و النموذج الكامن وراء التحديث هي العلمانيه ، فالعلمانيه هي العلم المعاصر ، و هي التي تأتي بالتحديث ، و العلمانيه من العالم ، و العلماني هو المنشغل بأمور المعاش في الدنيا و يقابله الكاهن ..... و يسترسل محرم الى ان يصل للاسلام ، فحسب ظنه بما أن الاسلام ليس به كهنوت فأن كل المسلمين علمانيين ، بل أن الانسان بصفه عامه هو علماني بالفطره ، وأن العلمانيه مسأله لصيقه بالطبيعه البشريه ، و هي المسار الطبيعي للحضاره الأنسانيه .
* عبدالسلام سيد أحمد "كاتب سوداني" : العلمانيه في صوره مجازيه عباره عن ثلاث دوائر متداخله ، الدائره الاولى هي العلمنه السياسيه و هي فصل الدين عن الدوله ، و الدائره الثانيه هي العلمنه الفكريه و تعني بروز الفكر العقلاني المادي الطبيعي ، ثم الدائره الاكبر العلمنه الاجتماعيه و تعني تطبيق الرؤيه العلمانيه الشامله على النشاطات التي تجري في المجتمع ، و يعرفها بإحلال منظومه من القيّم و الأخلاق و العلائق الأنسانيه "أو الإنسيه" مقابل الأخلاق الدينيه .
* عادل ضاهر"اردني" : فصل تعريف العلمانيه عن الظروف التاريخيه المصاحبه لها ، ووضع تعريفاً لها على المستوى الفلسفي و قال إن طبيعة المعرفه العمليه المطلوبه لتنظيم شئوننا الدنيويه لا يمكن أن تجد أساسها الأخير في الدين ، بما فيها القيّم حيث أنها إحدى المكونات الرئيسيه للمعرفه العمليه . و بما أن الدين ليس هو المرجعيه النهائيه فهذا لا يجعله فوق النقد أي يخضع لمعايير العقل . و العقل هنا هو العقل المادي و لذلك العلمانيه لا تقبل إلا الأمور النسبيه و ترفض المطلقات و الغيبيات و الماهيات .
*هاشم صالح"سوري" : وضع تعريفاً مادياً للعلمانيه قال فيه إن الصوره العلميه هي صورة الكون الفيزيائي الموحد الخاضع للقوانين الصارمه للفيزياء الرياضيه ، و هذه الفيزياء الرياضيه تُفسر الظواهر كافه سواء في مجال العلوم الطبيعيه أم في مجال العلوم الأنسانيه.
*مراد وهبه : فصل الدين عن الدوله هو معلول لعله و إجراءات تحتاج لتفسير ، هذه العله هي الرؤيه الشامله الكامنه وراء الأجراءات . فالعلمانيه هي ظاهره واحديه نسبيه ، فهي تحديد للوجود الإنساني بالزمان و التاريخ ، نصل إلى انها هي التفكير في النسبي بما هو نسبي و ليس بما هو مطلق . العلمانيه هي المسار الانساني في حضارتنا .
*عزيز العظمه : العلمانيه تستند للنظره العلميه بدلاً من الرؤيه الخرافيه إلى شؤن الكون و الطبيعه و العلوم ، و الأخذ بالايمان العقلي بدلا من الأعتبار الأيماني و الخرافي للأمور. وجه العلمانيه المعرفي عند د العظمه "نفي الظواهر الخارقه عن الظواهر الطبيعيه و التاريخيه" أي الاكتفاء بالاسباب المحسوسه الماديه و قوانين الحركه. مرجعية العلمانيه هي " إن المعرفه في إطار العلمانيه تتحرر من القيود الدينيه ، و تستند إلى الطبيعه و التاريخ و النظره العلميه و إعمال العقل ، لا الكتب المقدسه كنقاط مرجعيه . و العلمانيه هي إفتراض الكون مستقلا ، تفسره قواه و أنماط انتظامه الخاصه و الحركه غير المنقطعه للطبيعه و المجتمع ، و مقالة التطور المستمر الذي ينتفي معه ثبات القيم الأخلاقيه و الروحيه". و العلمانيه تؤكد "أولوية اللانهايه" أي أعتبار حركة المجتمع حركة مستمره لا نهايات و لا غائيات لها . الكونيه الفكريه أو الزمانيه العالميه مؤسسه على مركب علماني مركب من النفعيه و العلمويه و التطوريه .
نكتفي بهذا القدر من بعض تعريفات العلمانيه من مرجعيات لغويه و فلسفيه و إجتماعيه ، و في المقاله القادمه نبحث في العلمانيه من منظور تاريخي .
#محمد_عبدالحكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إتفاقية رودس
-
مصطلح العلمانيه 1
-
طه حسين مثال للصراع بين الأصوليه و العلمانيه
-
أولاد النهارده
-
العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها!! 3
-
اكذوبه النموذج الباكستاني في مصر
-
ما بين الدوله المدنيه و العلمانيه
-
الثور الهائج
-
التحالف مع الاصوليين من رابع المستحيلات
-
العلمانيه ضروره حضاريه 6
-
العلمانيه ضروره حضاريه 5
-
عيشوا بشرف جتكم القرف
-
العلمانيه ضروره حضاريه 4
-
العلمانيه ضروره حضاريه 3
-
العلمانيه ضروره حضاريه 2
-
العلمانيه ضروره حضاريه 1
-
الإسلام لا خير فيه
-
الملحد والحنين إلى الدين
-
إطلالة على الماضي بعين الحاضر -حادثه محمد وتأبير النخل-
-
ما بين العالم الافتراضي و الواقعي
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|