برنار هنري ليفي في راديو مونت كارلو

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تدخل برنار هنري ليفي قبل ظهر هذا اليوم الأربعاء 15 آب 2012 في راديو مونت كارلو بمركزها الباريسي أثناء البرنامج
المعروف والذي يستمع إليه الملايين وهو Les Grandes Gueules
يتوجه إلى الرئيس فرانسوا هولاند طالبا منه التدخل جويا لحماية مدينة حلب ضد السلطة المركزية والأمنية. ولم يعترض عليه بشكل سياسي جدي أي من المشتركين أو محركي البرنامج.. وتركوا له المجال لمدة أكثر من 15 دقيقة ساد وماد فيها كمنقذ للشعوب العربية. وبعدها تدخلت سيدة فرنسية اسمها نــيــنــا, اعترضت على السيد ليفي وقرأت للملأ مقالا له منشورا في جريدة الفيغارو, يعلن فيه السيد ليفي بكل وقاحة أن جميع مداخلاته ومساعيه واتصالاته ودعمه للثورة الليبية وتحركاته مع الثورات الربيعية وفي الغرب والمشرق كانت لأنه يهودي يحمل راية الصهيونية العالمية وأن غايته الرئيسية حماية دولة إسرائيل ومصالحها.. ومصالحها أولا. نقطة على السطر.
يطالب رامبو ليفي, بقصف مدينة حلب بالطيران الفرنسي, خارج نطاق مجلس الأمن, حماية للثوار, كما يسميهم...حماية لهم من جيش بشار الأسد...مثلما أنقذوا مدينة بنغازي في ليبيا... كأنما قنابل الطيران الفرنسي حسب الماريشال ليفي سوف تميز بين موال أو معارض لبشار الأسد وتفتح طرق الحريات والديمقراطية أمام جيوش غليون وسيدا وحلفائهم من الأخوان وخصيان الأمريكان.
أتساءل... أتساءل كيف تقبل عناصر هذه العارضة المقاتلة وشخصياتها السياسية الوطنية منها.. أو من تبقى منها.. كيف تقبل أن يبرمج مخططاتها وسياساتها وبرامجها القتالية والإعلامية شخص مثل برنار هنري ليفي المعروف أنه رأس من رؤوس الحربة الصهيونية العالمية. إضافة أن تصريحاته العلنية في أكبر وسائل الإعلام العالمية.. الورقية منها والإذاعة والتلفزيون والعديد من وسائل إعلام الأنترنيت لا تخفي ميول هذا الإنسان وتفانيه لمصلحة دولة إسرائيل والصهيونية العالمية فوق وقبل أية مصلحة. ما تفسيرات هذه الشخصيات السورية أو العربية وقبولهم مداخلات هذا الإنسان ومطالبته بشكل مباشر من الرئيس فرانسوا هولاند التدخل العسكري المباشر والمفتوح, لإنقاذ مدينة حلب. وعندما يعطي أعداد الضحايا 25 الفا حتى اليوم. يعتبرهم كلهم من المدنيين الأبرياء. قصفتهم مدافع وطائرات السلطة فقط. ناكرا كاذبا صارخا ألا أية ضحية من قوات الجيش وحـفـظ النظام!!!..........
كيف نقبل أن يكون هذا المطبل الصهيوني نبي ثوراتنا وماريشالها؟؟؟... هل اختفت الشخصيات الوطنية والقومية من الشرفاء الحقيقيين السوريين, حتى يحمل لنا هذا الإنسان المغرض ليفتح لنا دروب الحريات الإنسانية الحقيقية؟؟؟!!!...وهل نقبل مخططه المشبوه بتوأمته مدينة حــلــب الشهباء الوطنية العريقة بمدينة بنغازي...طالبا مهاجمتها فورا بالطيران الناتوي أو الفرنسي, وحتى دون موافقة مجلس الأمن؟؟؟!!!... ولن تمضي أيام قلائل قبل أن نراه متجولا متخفيا مع (الثوار) في أزقة حلبية (مصنوعة في استديو قطري) ليصنع منها فيلما كما صنع في الماضي إثر الثورة الليبية............
*********
ملاحظة ضرورية
إثر مقالي الذي نشر في الحوار من يومين
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=319827
والذي أنتقد فيه صمت رابطة مراسلين بلا حدود الفرنسية
Reporters sans frontières
وعدم تدخلها من أجل جميع الإعلاميين السوريين المخطوفين والمقتولين والمفقودين بين أيادي مختلف المقاتلين من جنسيات مختلفة في صفوف المعارضة الجهادية في ســـوريـا.
جاء من هذه المنظمة الجواب البارحة مساء, بتصريح معتدل رسمي تطالب به بأملها المتزن أن يكف خطف وقتل ومضايقة جميع الإعلاميين السوريين...........
يعني أن هذه المنظمة التي تفتح جميع أبوابها ونوافذها وأضيق بواريها وأوسعها للعمل ضد سوريا وجيشها من سنين, وبعد مداخلات ـ حتما ـ من قبل منظمة سورية ـ فرنسية حــيــاديــة...قدمت أخيرا هذه المنظمة الحد الأدنى من واجباتها تجاه الإعلاميين السوريين المخطوفين. بالإضافة أن بعض وسائل الإعلام الفرنسية المختلفة بدأت تعطي بضعة دقائق, من وقت لآخر, لهذه المنظمات السورية الفرنسية الحيادية.. حتى تسمع صوتها وإعطاء رأيها في هذه المعمعة السورية المعقدة...
ولكن بالطبع غالب وسائل الإعلام الكبيرة المعروفة في فرنسا, مفتوحة بجميع طواقمها وبرامجها وطاقاتها للمعارضة السورية, بمختلف تشكيلاتها.
وإلى القارئات والقراء الكرام كل مودتي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة..حــزيــنــة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا
LYON, Mercredi 15 Août 2012

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات