جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 19:25
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
لقد تشبعت و تعقدت و تغيرت مهنة التعليم و التدريس على مر السنين و تغيرت ايضا العلاقة بين التلميذ او الطالب و المعلم او المدرس. جميع هذه العبارات لها اسبابها الدينية و الثقافية و مبرراتها فالتلميذ (جمع : تلامذة وتلاميذ) هو طالب صغير و هو (التلميذ) عبارة دينية قديمة من اليهودية من الثلاثي العبري (lmd) قارن Talmud (التعاليم اليهودية) يعني التدريس و التعليم او مناقشات رهبانية و يأتي بعد التوراة. لا يستعمل التلميذ فقط في المدرسة الابتدائية بل ايضا عند تعلم صبي حرفة معينة لذلك فان عبارات التلميذ و المعلم اكثرها شائعة المعنى.
للطالب ايضا كالتلميذ جذور دينية و لكن الاستاذ فارسي الاصل قارن مقالي السابق (نتعلم عند الاسطة) و العربية العراقية تميز بين المعلم (الابتدائية) و المدرس (الثانوية) من حيث المهنة و لكن التدريس يشير الى عملية التلقين من الاعلى (المدرس) الى الاسفل (الطالب) و المحاضر الجامعي (الاستاذ) حديث نسبيا فهو فقط يحضر او يحضِّر (لا يعلِّم و لا يدرِّس) و نحن نتشرف بحضوره.
هذه العبارات و بسبب التطورات العصرية التي تحوِّل جميع المهن الى بضائع في سوق المزاد تصبح قديمة بالتدريج لدرجة يتهيأ لك عندما تسمع كلمات مثل teacher و pupil الانجليزية (خاصة pupil) بانها احيلت على التقاعد منذ فترة.
تحولت مهنة التعليم الى بضاعة اي ليس هناك معلم و تلميذ او طالب و استاذ بل بائع و مشتري في سوق التعليم و التثقيف. فالمعلم او الاستاذ لا يستطيع ان يرسِّب الطالب بسهولة لانه يقوم بذلك بتدمير العلاقات الاقتصادية بين الطرفين و قد يعني بطالته و هو اي الاستاذ يخضع بشكل متواصل للتقييم من الطالب و مؤسسة التعليم. لقد ودعت الانجليزية لهذا الغرض كلمة teacher منذ مدة و عوضتها بـ facilitator اي مهمة الاستاذ ليس الا تسهيل عملية معينة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟