أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هشام القروي - لم يبق لسوريا خيارات سوى الانسحاب من لبنان














المزيد.....

لم يبق لسوريا خيارات سوى الانسحاب من لبنان


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 10:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


وأنا اتابع مشاهد تشييع جثمان الفقيد رفيق الحريري, رحمه الله, على التلفزيون, وانصت الى التعليقات والأحاديث والشعارات والأصوات القادمة من الشارع أيضا, وبعد تصفح عدد من الصحف اللبنانية الصادرة فى نفس اليوم, أشعر بأن موت الحريرى بتلك الطريقة البشعة قد يجعل الكأس اللبنانية تطفح بما لا قبل لسوريا به. فلا شك أن الأمر الأول الذى نراه بوضوح جميعا, أن سوريا ـ بقطع النظر عن مسؤوليتها أو عدم مسؤوليتها فى الحادث ـ لم تعد مرغوبة بها فى لبنان. وقد كانت مسألة الانسحاب السورى التام من هذا البلد فى السابق مطلب بضعة قوى داخلية , اتهمها السوريون وأتباعهم والمتعاطفون معهم, بأنهم يمارسون ضغوطا تحركها مصالح خارجية "أمريكية واسرائيلية وفرنسية". وكان السوريون يشيرون بذلك خاصة الى بعض القوى المسيحية التى ينعتونها ب"الانعزالية" و"الاقليمية" وما الى ذلك من "الملصقات " السياسية , بالرغم من أن دمشق وضعت يدها بأيديهم فى يوم من الأيام, ضد منافسيهم من القوى اليسارية والقومية. ولكن لا نريد أن نجتر الماضي, بحكم أن الأوضاع تغيرت . وهذا التغيير يهم أيضا الخريطة السياسية اللبنانية الجديدة التى برزت مؤخرا, والتى جعلت قسما كبيرا من القوى التى كانت تتعامل مع دمشق من منطلق "التعاطف القومي" تغير موقفها, وتضم صوتها الى المطالبين برحيل القوى السورية من لبنان. كان رفيق الحريرى تحديدا أحد الوجوه البارزين فى هذا التيار, ولم يكن ذلك يعجب دمشق, الا أنه لم يكن وحده , بل لم يعد بإمكان أحد ان يدعى أن الاعتراض على الوجود السورى لا يهم سوى أتباع ميشيل عون أو بعض القوى "المسيحية المغرضة". أعتقد أن العديد من السنيين لهم هذا الموقف , وأكثر من ذلك : فقد كان رفيق الحريرى رحمه الله يتمتع بسمعة جيدة حتى لدى حزب الله, الذى يقال انه الأقرب الى دمشق . وقد صرح الأمين العام لهذا الحزب مؤخرا أن الحريرى كان بصدد القيام باتصالات دولية لتحاشى ادراج اسم حزب الله على قائمة المنظمات الارهابية, وهو ما يجعل الراحل شخصا عزيزا على قوى مختلفة الاتجاهات والمصالح. وليس الأمر غريبا, فالسلام الأهلى فى لبنان لم يكن ممكنا دون زعيم قادر على توحيد الناس حسب المصالح والأجندا الوطنية , فى الوقت الذى تدعوهم فيه المصالح الحزبية والمذهبية الى التناحر.
هذا ما يترك مجالا للحركة يضيق أكثر فأكثر كل يوم بالنسبة للسوريين فى لبنان. أضف الى هذا الشعور العام الجارف بعدم الرضا, والذى ربما كان خير تعبير عنه رفض عائلة الحريرى حضور الحكومة اللبنانية مراسم الجنازة ـ وهو ما لم يقع فى أى دولة اطلاقا, حيث أن رؤساء الوزارة شخصيات رسمية حين يموتون أيضا - , ينضاف اليه قرار الرئيس الفرنسى جاك شيراك بالحضور للتعزية دون إجراء مقابلات رسمية "الى حد كتابة هذه السطور", وسحب الولايات المتحدة الأمريكية سفيرتها من دمشق, وقد ربطت كوندوليزا رايس سحب السفيرة بعملية الاغتيال. وكانت السفيرة صرحت لسلطات دمشق بأن بلادها "تعبر عن قلقها واستهجانها الشديدين للعمل الارهابى الفظيع ". وفى نفس السياق يسجل طلب مجلس الأمن الدولى من سوريا أن تسحب قواتها من لبنان, ومن أمين عام الأمم المتحدة تقديم تقرير عاجل عن الجريمة , وقول آن بيترسون نائبة المندوب الأمريكى لدى الأمم المتحدة " كان لنا معهم "أى السوريين" تاريخ طويل من المحادثات, ويبدو أنهم لا يفهمون الرسالة. يجب أن يخرج السوريون من لبنان".
فى هذه الحدود, يبدو بوضوح أن سوريا أصبحت فى موضع حرج فى لبنان, قد يقود أطرافا دولية لم تكن راضية أبدا عليها بشكل عادى الى اجراءات قد تسيء الى نظام بشار الأسد, الذى لن يجد فى الوقت الحالى , بسبب الاحتقان الشعبى فى لبنان, أى دعم حقيقي.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال الحريري مثال لثقافة العنف السياسي
- الخروج من الدائرة المقفلة
- تهديد لايران ومناورات في باكستان وشكوك في السعودية ومصر
- الانتخابات العراقية في نظر الفرنسيين
- هل تزحزح رايس شارون؟
- ضرورات السياق السياسي في الصراع العربي الاسرائيلي
- هل أنت مع بقاء القوات الدولية في العراق أم لا؟
- محاسبة مجرمي الحرب في أفغانستان
- العالم الذي تعيش فيه: منتدى دافوس الاقتصادي
- رأي لوالرشتاين
- السودان: خطوات تستحق التشجيع
- حساب الربح والخسارة بين الاسرائيليين والفلسطينيين
- غزو ايران
- العراق كقاعدة للراديكالية الاسلامية
- الانتخابات الفلسطينية في تقرير عربي محايد
- استراتيجية جديدة للجيش الهندي
- الشرق الاوسط كما تراه وزيرة خارجية أميركا
- بماذا دخل العرب القرن الحادي والعشرين ؟
- محمود عباس في مواجهة شارون
- السودان يدخل عهد السلام


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هشام القروي - لم يبق لسوريا خيارات سوى الانسحاب من لبنان