كذابون في وضح الفضائيات

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 08:58
المحور: عالم الرياضة
    

في سبعينات وثمانينات القرن الماضي كنا ننتظر السيد مؤيد البدري ليطعلنا على بعض الأخبار الرياضية العالمية من خلال برنامجه الاسبوعي المعروف "الرياضة في اسبوع"، ولأن وقت البرنامج ساعة واحدة فقط فقد كان البدري يختار أهم الأخبار والأحداث التي حصلت خلال الاسبوع، لذا كان يفوتنا الكثير من الأحداث الرياضية العالمية فنحن لا نشاهد ماذا قال زيكو، مثلا، بعد خسارة منتخب البرازيل أمام ايطاليا، أو بعد الفوز على الأرجنتين .
أيضا نحن لا نعرف مقدار عقده مع ناديه سواء في البرازيل، أو في اليابان، أو أوزبكستان، ولا يفوتنا أن نذكر أنه من البدهي أن لا نعرف ان كان زيكو قد استلم راتبه الشهري أم لم يستلمه، لكن اليوم، وبفضل تكنلوجيا الاتصالات التي حُرمنا منها سنوات طويلة بسبب رفض " القائد الضرورة " دخولها الى العراق، أصبح من السهل جدا أن نعرف، مثلا، أين تناول زيكو وجبة الغداء، أو العشاء ومن قيمة وجبة الغداء، أو العشاء ومن مكان المطعم نفهم أن كان قد استلم راتبه هذا الشهر، أم لم يستلمه .
في الأزمة القائمة الآن بين الاتحاد العراقي لكرة القدم ومدرب منتخبنا الوطني زيكو حول قضية التهديدات التي أطلقها زيكو بعدم عودته الى تدريب المنتخب العراقي الا بعد تسوية رواتبه التي لم يستلمها منذ خمسة أشهر من جهة، ونفي رئيس الاتحاد ناجح حمود لرواية زيكو من جهة أخرى، أجد أنه ليس من حقي اتهام زيكو بالكذب لأنني لم أسمعه يكذب، ولم أشاهده يكذب فالذي عرفته عنه، فضلا عن كونه نجما كرويا كبيرا فانه كان صريحا معنا الى أبعد الحدود. لقد وعدنا الرجل بالتأهل عن مجموعتنا وتأهلنا، بل أتذكر أنه بعد خسارة منتخبنا أمام الأردن في مباراته الأولى ضمن تصفيات كأس العالم وعدنا بالفوز على المنتخب الأردني على أرضه وبين جمهوره وأوفى بوعده .
وثمة تساؤل أضعه أمام نفسي هو: لماذا يكذب زيكوفي هذا الخصوص بالذات ؟ فان كان قد استلم رواتبه فمن المؤكد أن الاتحاد يمتلك ما يؤكد ذلك من خلال وصولات الاستلام، أو اية صيغة حسابية أخرى .
لقد خرج زيكو عبر شاشات الفضائيات العالمية وآخرها قناة العربية، التي تصل لسوء حظ ناجح حمود، الى زاخو والفاو والقائم ومندلي وحتى مدينة الكوفة التي يزورها حمود لفترات محدودة في السنة بسبب سفره المتواصل خارج العراق بأموال الاتحاد العراقي لكرة القدم، خرج زيكو قائلا : " لم أستلم أي مبلغ مالي من الاتحاد العراقي لكرة القدم طيلة الأشهر الخمسة الماضية " .
أميل الى تصديق زيكو، ليس للسبب السابق الذي ذكرته حسب، بل لأن سجل الاتحاد العراقي يشير الى سوابق عديدة في مواضيع عديدة ومنها هذا الموضوع، لاسيما مع المدربين الأجانب الذين أشرفوا على تدريب منتخبنا الوطني فمن مشكلة المدرب البرازيلي فييرا الى مشكلة المدرب النرويجي أولسن التي انتهت بقرارات ملزمة ضد الاتحاد صادرة من المحكمة الرياضية الدولية دفع فيها مئات الالاف من الدولارات، فضلا عن غرامة اضافية قدرها 100 ألف دولار وهو الأمر الذي ساهم في تشويه صورة العراق والرياضة العراقية في المحافل الدولية .
هذه الحقيقة يرفض فهمها ناجح حمود وشلته من الحرس القديم في الاتحاد، أو الأصح يريد منا أن نعيش وفق الكذب الذي يعيش فيه، مع أنه يعلم أن الجميع ( أستثني المنتفعين والانتهازيين من هذا التصور ) فقد الثقة فيه منذ زمن طويل .
الأيام القادمة ستكشف ورقة جديدة من أوراق الخديعة التي يمارسها ناجح حمود وشلته من الحرس القديم ويبقى عجبي على بعض أصدقائي من أعضاء الاتحاد الذين أعتقد أنه آن الأوان كي يرفعوا الكارت الأحمر بوجه هؤلاء الذين فضحوا العراق في وضح الفضائيات .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات