|
الأرهاب واحد في كل مكان
زهير كاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 10:38
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
نفس الاسلوب ونفس المخطط ونفس الخسة الهادفة الى سلب الانسان حياته ، وبث الرعب والخوف في نفوس الناس ، الوسيلة البدائية الاجرامية التي تنهجها منظمات الارهاب بسبق أصرار ، بل الوسيلة الوحيدة التي تجيدها في التعامل ضد الفكر المتنور والتطلع نحو المستقبل الانساني والنزوع نحو الديمقراطية . تم قتل رئيس وزراء لبنان السابق السيد وفيق الحريري بطريقة بشعة وتدل على همجية القتلة ووحشية الجريمة ، تم اسكات صوت وطني يتجه نحو البناء والحرية . هذا النهج المتخلف في عمليات اسكات الصوت الاخر تدل بما لايقبل الشك على عدم قدرة الارهاب بالتعايش الانساني والاندماج البشري مع المجتمعات التي تبني حاضرها ومستقبلها ، والمتابع لعمليات القتل والتفجيرات والتفخيخ وسوق البهائم المفخخة في العراق ، والمتابع للنتائج الاجرامية التي تنتهي معها ارواح الابرياء من ابناء العراق ، وسيلان الدماء التي تسيل على ارض العراق يوميا بفعل الارهاب ، يدرك جيداً أن الهدف الاعمى للأرهاب لم يزل لحد اللحظة لايتعدى التلبس بالتطرف وعشق القتل والموت ونشر الرعب بين الناس والتلذذ بعذابات الاخرين واستعمال المتفجرات التي يتم شرائها بملايين الدولارات من جهات خارج المنطقة لترويع العزل من الناس وقتل الابرياء والأنتصار على المسحوقين من شعب العراق ، والأساءة الى الدين الأسلامي العظيم الذي اتخذته التنظيمات الارهابية ستاراً وغطاءاً لعملياتها بقصد الأستحواذ على عواطف السذج والبهائم من الشباب لتوظيف اجسادهم في عمليات الأنتحار . نفس الأسلوب الذي يتم اعتماده في العراق ولبنان تم اعتماده في المملكة العربية السعودية والكويت ، وسيتم اعتماده في دول عربية منها من ترعى الارهاب بشكل غير مباشر ، وأذا كانت بعض الدول الراعية للأرهاب اعلاميا فأنها تشارك في تقوية شوكة الأرهاب على حساب دماء البشر ، وتشارك هذه التنظيمات في الجرائم المرتكبة أو التي يتم ايقاف فعلها قبل حصولها . الأرهاب مثل الجراثيم ينتشر في الهواء وفي الماء ، وهذا الانتشار لن تعيقه الحدود ولاالحواجز ، والأرهاب أيضاً يهادن السلطات الظالمة والدكتاتورية التي ترعاه ، فلم نسمع أن منظمات الأرهاب قتلت مجرماً من مجرمي سلطة صدام ، ولم نقرأ أن تنظيمات الأرهاب قامت بعمل ضد سلطة من السلطات القامعة للجماهير ، وانما جميع الأفعال الأجرامية متوجهة نحو الشعوب وخصوصاً الفقراء منها ، فيتم استهداف العمال والأطفال والنساء ، ويتم أستغلال طيبة الناس وسماحتهم ومحبتهم للانسان ، واستغلال التعاطف مع الأغيارليتم نشر الموت والرعب بينهم بتلذذ غريب لايكمن في الضمير الانساني الصحيح . الارهاب واحد في كل مكان ولن يتم القضاء عليه بمؤتمرات او لقاءات صحفية أو استنكار أو وعود ، وانما يتم بأجتثاث اصوله ، والتوصل الى منظريه والداعين له والمحرضين له سواء كدول او كفضائيات او صحف او اشخاص تافهون يتم توظيفهم للدعوة الى القتل . وفيق الحريري ضحية من ضحايا الارهاب مثله مثل اي عراقي راح ضحية من ضحايا العمليات الاجرامية التي يتم ارتكابها باسم الدين في العراق . والأرهاب ليس فقط مقتصراً على تنظيمات متطرفة ، وانما صار يخرج من بين أصابع أجهزة المخابرات العربية التي أخذت تتبارى في ترويع الناس ، وصارت الشعوب لها مسرحاً في الأنتقام من بعضها البعض ، وأجهزة المخابرات العربية سلطات منفصلة عن السلطات التي تحميها ، ولها قوانينها وقيمها وتقاليدها وأساليبها ، غير أنها تشترك في مسألة واحدة ، وهي انها ضعيفة الأداء تجاه الأعداء ، غير انها قوية الشكيمة والفعل تجاه أبناء الشعوب التي تحكمها . أساليب تفنن العرب في تصديرها الى العالم تكمن في تفجير البهيمة البشرية نفسه ليقتل اكبر عدد ممكن من البشر أعتقاداً منه أن هذا الطريق الوحيد المضمون الى الجنة ، وهكذا قيل له وحلفوا له أغلظ الأيمان فصدق البليد ان هذا هو الطريق فقتل نفسه ليقتل الغير . أساليب جبانة وخسيسة تكمن في تفخيخ السيارات وزرع العبوات الناسفة في طرق الناس الآمنة ، وفي دروب الأطفال والمساكين الساعين الى لقمة الخبز ، وصارت علامة مسجلة يسجلها العرب بأمتياز ، من انهم الوحيدين على أنتاج هذه البهائم التي يفخخها الغير ويدفعها للموت . ورفيق الحريري يجسد الأستقرار اللبناني والتوحد اللبناني والبناء اللبناني ، وهم كانوا يستهدفون الحياة اللبنانية ، والأستقرار اللبناني ، مثلما يستهدفون اعاقة البناء اللبناني . ورفيق الحريري أحد بناة لبنان الجديد ومن الداعين الى تخلص لبنان من التبعية ورحيل القوات السورية عنه ، ورفيق الحريري يحلم بأن يتمكن اهل العراق الأنتصار على الأرهاب ، وان يبدأوا ببناء العراق الديمقراطي الجديد ، ورفيق الحريري يجد أن لبنان يبدأ من جديد دون أرهاب ، وأن طالته يد الأرهاب وتمكنت منه العقول المتوحشة ، فانها بالتأكيد لن تستطيع أن توقف مسيرة البناء اللبناني أو العراقي أو السعودي أو الجزائري والكويتي . الأرهاب ينسق مع الطغاة ويحتمي بسلطتهم ويتعاون مع سلطاتهم ويبرر لهم قمع شعوبهم ، ولكنه يقف أمام التطور والتقدم والخير ويعلن كما أعلن الأرهابي الزرقاوي وأبن لادن أنهم ضد الديمقراطية ، وضد تطور الأنسان نحو الحرية . الأرهاب من قتل الحريري ، والأرهاب من قتل العراقيين والكويتين والسعوديين ، والأرهاب من سيتمكن أن يقتل اخرين في المنطقة ، وسينقلب على السلطات التي ترعاه أو تحميه أو تساعده بشتى الوسائل ، وسينقلب على الحكام الذين يقفون خلف جرائمه ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النص الدستوري بين الشكل والحقيقة
-
الجامعة المفتوحة بادرة عراقية تستحق الاهتمام
-
المرأة الايزيدية
-
أبعاد موقف قطر المعادي للعراق
-
العرب والكرد في الانتخابات العراقية
-
المحكمة الجنائية العراقية الخاصة
-
الشرعية
-
الأنفلات الأمني في العراق مفتعل أو مخطط له ؟
-
شمعة على قبر هادي العلوي
-
بيان التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
-
اخلاق المهنة
-
حقا انه فلم هندي
-
المسيح يعتذرفي ذكرى ميلاده
-
لمن نعطي ثقتنا .. لمن نعطي صوتنا
-
ممدوح ياممدوح .. نودعك الى مصياف
-
مزقوا شهادة الجنسية العراقية
-
بيان تأسيس التجمع العر بي لنصرة القضية الكردية
-
ستبقى المسيحية خالدة خلود العراق
-
الأيزيدية تحت مطرقة الأرهاب
-
مأساة حلبجة الانسانية المغيبة
المزيد.....
-
هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي
...
-
هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
-
ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
-
محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح
...
-
إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
-
سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
-
الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
-
تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف
...
-
هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
-
نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|