نهاد كامل محمود
الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 14:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
انني هنا لا اذكر اراء او خلاصة لبحث انما سادرج للقراء الكرام وكذلك للازهر الشريف وثائق دامغة لا تقبل الجدل والتاؤيل .. وبموجب هذه الوثائق سيرى الجميع ان الشيخ الدكتور مصطفى محمد راشد قد نال درجة الدكتوراه في الشريعة والقانون من جامعة الازهر – فرع دمنهور بتقدير عام امتياز عن موضوع (( الحجاب ليس فريضة اسلامية )) وكان ذلك في 13/5/2012 حسب ما منشور في الواحة المصرية وكذلك حسب ما منشور في جريدة الاهرام بتاريخ 30/7/2012 وايضا حسب ما منشور في شبكة حسايف وكذلك حسب ما منشور في صحيفة الراكوبة بتاريخ 10/8/2012 .
انني قد نشرت بحثي عن نفس الموضوع قبل ان ينال عليه الشيخ الدكتور مصطفى محمد راشد شهادة الدكتوراه نعم قد نشرت بحثي قبله بحوالي سنة .. فانني قد نشرته على موقعي في الحوار المتمدن في العدد 3495 بتاريخ 23/9/2011 وفي الساعة واحد وعشرين وتسعة وثلاثين دقيقة من اليوم المذكور على محور (( العلمانية , الدين السياسي ونقد الفكر الديني )) وكان بحثي هذا على شكل مقال يحمل موضوع
(( لم يرد ذكر حجاب الراس في القران اطلاقا )) ورابط موقعي في الحوار المتمدن هو http://www.ahewar.org/m.asp?i=3486
ويمكن للازهر الشريف ولكل قارىء ان يدخل على موقعي المذكور اعلاه فسيجد ان ما نشر عن بحث الشيخ الدكتور مصطفى محمد راشد والذي نال عليه الدكتوراه انما هو اقتباس تام لما ورد في مقالي المذكور هذا .. لقد شرحت انا في مقالي كلمة الحجاب حيث استخرجتها من المعاجم العربية وبينت كيف ان معانيها بعيدة عن تغطية الراس .
كما بينت في مقالي المذكور كيف ان كلمة (( حجاب )) الوارد ذكرها في القران الكريم لاتخص المراة حصرا كما انها لا علاقة لها بغطاء الراس .
وتطرقت في مقالي الى كلمة (( جلباب )) مستخرجة من المعاجم العربية ومن المتداول عند الشعوب العربية والوارد ذكر جمعها ((جلابيبهن)) في القران الكريم لا تعني غطاء للراس انما هي غطاء الجسم من الكتفين فنزولا الى الاسفل اضافة انني بينت ان (( للجلباب )) مسميات اخرى عند الشعوب العربية وجميعها لا علاقة لها بغطاء الراس .
كما بينت ايضا ان غطاء الراس هو جزء من قيافة اجتماعية عند كل الشعوب وتخص المراة والرجل على السواء وهي ليست دينية اسلامية .
ثم بعد هذا التبيان المسهب تطرقت الى الاية رقم 31 من سورة النور وشرحتها وبينت كيف ان لا علاقة لها بغطاء الراس وهي نفس الاية ونفس المفهوم الذي طرحه الشيخ الدكتور مصطفى محمد راشد ونال عليه الدكتوراه وبعد ذلك بينت ان الاية رقم 30 من سورة النور يخاطب سبحانه الرجال بنفس ما ورد في الاية رقم 31 الذي خاطب فيها سبحانه النساء .
ثم بينت كيف ان (( الجيوب )) الوارد ذكرها في القران الكريم تعني فتحات الصدر ولا تعني تغطية الرؤوس .
ثم بعد ذلك تطرقت الى الاية رقم 53 من سورة الاحزاب وشرحتها باسهاب وبينت كيف ان الله سبحانه (( يامر الرجال )) ان يخاطبون زوجات الرسول من وراء (( حجاب )) وليس يامر النساء ان يتحجبن وهي نفس الاية التي استفاد منها الشيخ الدكتور مصطفى محمد راشد في بحثه ونال عليه الدكتوراه .
ثم بعد ذلك تطرقت الى الاية رقم 59 من سورة الاحزاب فكان شانها شان سابقاتها من الايات التي ذكرتها في مقالي المذكور .
ثم خلصت في مقالي الى خلاصة من خمسة نقاط هي :
1- (( الحجاب )) لا يعني غطاء الراس .
2- (( الحجاب )) في القران الكريم لا يخص المراة .
3- (( الخمار )) لا يعني حجاب الراس .
4- (( جيوبهن )) تعني فتحات الصدر فقط .
5- (( الجلابيب )) لا علاقة لها بغطاء الراس .
انني لم اطلع على نص الرسالة التي اثبت فيها الشيخ الدكتور مصطفى راشد ما اثبته انا قبله بحوالي سنة والتي نال عليها الدكتوراه .. نعم لم اطلع على نص الرسالة ولكنني اطلعت على ما منشور عنها فكان واضحا انها مقتبسة بكاملها عن مقالي الذي تطرقت له اعلاه والذي سبق رسالته بحوالي سنة .
فمن المنشورات التي اطلعت عليها في المواقع الالكترونية هي ما يلي :-
موقع الواحة المصرية اليكم صورة للصفحة الاولى مما نشر بتاريخ 13/5/2012
والرابط هو
http://www.egyptianoasis.net/%E4%CF%C7%C1-%C7%E1%C5%ED%E3%C7%E4-14/%D1%D3%C7%E1%C9-%CF%DF%CA%E6%D1%C7%E5-%CA%CB%C8%CA-%C8%C3%E4-%C7%E1%CD%CC%C7%C8-%E1%ED%D3-%DD%D1%ED%D6%C9-%C8%C7%E1%D4%D1%ED%DA%E5-%C7%E1%C3%D3%E1%C7%E3%ED%C9-70905/
رسالة دكتوراه تثبت بأن الحجاب ليس فريضة بالشريعه الأسلامية
أضيف في 13 ماي 2012 الساعة 51 : 02
كتبها: موقع الأزهر اليوم
في رسالة نال بموجبها الشيخ مصطفى محمد راشد درجة الدكتوراه في الشريعة والقانون من جامعة الازهر – فرع دمنهور بتقدير عام امتياز، قال الشيخ مصطفى فيها ان الحجاب ليس فريضة اسلامية، وان تفسير الايات بمعزل عن ظروفها التاريخية، واسباب نزولها قد ادى إلى فهم مغلوط شاع وانتشر بشكل كبير حول ما يسمى بـ«الحجاب الاسلامي!»، والمراد به غطاء الرأس الذي لم يذكر لفظه في القرآن الكريم على الاطلاق، الا ان البعض قد اختزل مقاصد الشريعة الاسلامية وصحيح التفسير ورفض إعمال العقل في نقله وتفسيره، وأورد النصوص في غير موضعها وفسرها على هواه، مبتعدا عن المنهج الصحيح في التفسير والاستدلال الذي يفسر الآيات وفقا لظروفها التاريخية وتبعا لأسباب نزولها، إما لرغبتهم وقصدهم ان يكون التفسير هكذا، واما لحسن نيتهم لأن قدراتهم التحليلية تتوقف إمكانات فهمها عند هذا الحد لعوار عقلي أو آفة نفسية.
باتت مسألة «الحجاب» تفرض نفسها على العقل الاسلامي وغير الاسلامي، وامست مقياسا وتحديدا لمقصد ومعنى وطبيعة الدين الاسلامي في نظر غير المسلمين مما حدا ببعض الدول غير الاسلامية الى اعتبار «الحجاب!» شعارا سياسيا يؤدي إلى التفرقة بين المواطنين والتمييز بينهم، وقد حدثت مصادمات، وفصل من الجامعات والوظائف بسبب تمسك المسلمة بفهم خاطئ لما يسمى «الحجاب!»، وتحميل للاسلام بما لم يأت به من دعوى انه فريضة اسلامية.
جاءت ادلة من يرون فرضية «الحجاب» متخبطة وغير مرتبطة، مرة بمعنى الحجاب، وتارة بمعنى الخمار، واخرى بمعنى الجلابيب، وهو ما يوضح ابتعادهم عن المعنى الصحيح الذي يقصدونه وهو غطاء الرأس، وانهم يريدون انزال الحكم بأي شكل لهوى عندهم، وقد ورد ذكر «الحجاب!» في الآية رقم (53) من سورة الاحزاب، والمقصود به الحائط أو الساتر، وهو متعلق بأمهات المؤمنين الطاهرات المطهرات ووجوب وضع ساتر بينهن وبين الرجال من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اما الاستدلال بآية الخمار التي وردت في سورة النور في الآية رقم (31) فهو أيضا استدلال باطل لأن المقصود بها وجوب ستر النحر وهو اعلى الصدر وستر العنق ايضا، وعلة نزول تلك الآية الكريمة، تصحيح وتعديل وضع خاطئ كان سائدا وقائما وقت نزولها وهو كشف صدر المرأة وهي صورة يرفضها الاسلام ومن ثم قصدت الاية تغطية الصدر وليس غطاء الرأس كما يسميه الناس الآن «الحجاب!».
اما الاستدلال بآية الجلابيب التي وردت في سورة الاحزاب في الآية رقم (59)، فإن سبب نزول الآية ان عادة النساء وقت التنزيل كانت كشف وجوههن مثل الإماء أو الجواري، فكان بعض الفجار يسترقون النظر إلى النساء فنزلت تلك الآية لتضع فارقا وتمييزا بين الحرائر والإماء الجواري حتى لا تتأذى الحرة المؤمنة العفيفة.
واخيرا استدلال البعض بحديث أسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما عندما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها بأن لا تكشف الا عن وجهها وكفيها، كدليل على فرضية «الحجاب!» أي غطاء الرأس، فهو استدلال لا يعتد به لأن هذا الحديث من احاديث الآحاد، وليس من الاحاديث المتواترة أو المتصلة السند، لكنه حديث آحاد لم يتصل سنده بالعدول الضابط
والاهرام نشرت بتاريخ 30/7/2012
والرابط هو http://shabab.ahram.org.eg/NewsContent/7/138/%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D8%AF%D9%8A%D9%86/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84--%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%87-%D8%AA%D8%A4%D9%83%D8%AF---%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%81/4553.aspx
بالتفاصيل .. رسالة دكتوراه تؤكد : الحجاب عادة وليس فريضة إسلامية !
منحت كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف فرع دمنهور شهادة دكتوراه للشيخ مصطفى محمد راشد في الشريعة والقانون بتقدير ممتاز، عن أطروحته التي تناول فيها "الحجاب" من الناحية الفقهية، مؤكداً أنه ليس فريضة إسلامية.
وأشار الشيخ في رسالته إلى أن "تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية وأسباب نزولها أدى إلى الالتباس وشيوع مفهوم خاطئ حول "حجاب" المرأة في الإسلام، المقصود به غطاء الرأس الذي لم يُذكر لفظه في القرآن الكريم على الإطلاق".
واعتبر الشيخ راشد أن بعض المفسرين رفضوا إعمال العقل واقتبسوا النصوص الدينية في غير موقعها، وأن كل واحد من هؤلاء فسّرها إما على هواه بعيداً عن مغزاها الحقيقي، وإما لنقص في "القدرات التحليلية لديهم ناتج عن آفة نفسية"، والسبب في ذلك يعود إلى تعطيل الاجتهاد رغم أن المجتهد ينال حسنة من الله حتى وإن أخطأ.
ويرى أصحاب هذا الرأي أن السبب في ذلك يكمن في قاعدة "النقل قبل العقل" المعتمدة في البحث الإسلامي، وينطلق معارضو فرضية "الحجاب" في الإسلام من تفسير غير صحيح من وجهة نظرهم للآيات.
ويرى مهتمون أن الأزهر بهذه الخطوة قد "قطع الشك باليقين"، وأنهى النقاش الدائر حول الحجاب وما إذا كان "عادة أم عبادة" ليصرّح وبشكل قاطع بأن الدين الإسلامي لم يفرضه، إلا أن آخرين يرون أن موافقة الأزهر على الرسالة لا يعني أنه يمنح فتوى بجواز عدم ارتداء غطاء الرأس الإسلامي.
وليست هذه المرة الأولى التي يشير فيها باحث إلى أن "الحجاب" عادة وليس عبادة، ومن بينهم الدكتور جمال البنا، والدكتور فرج فودة، والدكتور ناصر الدين الأسد، والدكتور نصر حامد أبوزيد وغيرهم، إلا أن هذه المرة الأولى التي يصدر فيها هذا الرأي عن مؤسسة دينية إسلامية عريقة بحجم الأزهر الشريف.
وحسب موقع العربية نت .. فإن هذا النبأ أثار ردود فعل واسعة بين مؤيد ومعارض، ومشكك ومؤيد، وإلى الآن لم يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي عن الأزهر الشريف.
وشبكة حسايف نشرت ما يلي :-
والرابط هو http://www.k6h6.com/archives/1514.html
الأزهراجاز رسالة دكتوراة تؤكد أن الحجاب عادة وليست فريضة إسلامية
الأزهر يجيز رسالة تؤكد أن الحجاب عادة وليست فريضة إسلامية
منح الأزهر شهادة الدكتوراه للشيخ مصطفى محمد راشد في الشريعة والقانون بتقدير ممتاز عن أطروحته التي تناول فيها الحجاب من الناحية الفقهية مؤكداً أنه ليس فريضة إسلامية.
وأشار الشيخ في رسالته الى أن “تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية وأسباب نزولها” أدى الى الالتباس وشيوع مفهوم خاطئ حول حجاب المرأة في الاسلام “المقصود به غطاء الرأس الذي لم يُذكره لفظه في القرآن الكريم على الاطلاق”.
وأعتبر الشيخ راشد ان بعض المفسرين رفضوا إعمال العقل واقتبسوا النصوص الدينية في غير موقعها، وان كل واحد من هؤلاء فسرها اما على هواه بعيدا من مغزاها الحقيقي، واما لنقص في “القدرات التحليلية لديهم ناتج عن آفة نفسية”. السبب في ذلك يعود الى تعطيل الاجتهاد رغم ان المجتهد ينال حسنة من الله حتى وإن اخطأ.
ويرى أصحاب هذا الرأي ان السبب في ذلك يكمن في قاعدة “النقل قبل العقل” المعتمدة في البحث الاسلامي.
وينطلق معارضو فرضية الحجاب في الاسلام من تفسير غير صحيح من وجهة نظرهم للآية “53″ من سورة الاحزاب التي جاء فيها “واذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما”، اذ يرى هؤلاء انها تخص امهات المؤمنين فقط وضرورة وضع حاجز بينهن وبين صحابة الرسول.
وجاء ايضا في الآية “59″ من السورة ذاتها “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهنّ من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما”، والتي نزلت بحسب قولهم لتحض الحرائر على وضع ما يستر وجوههن كي لا يكن عرضة لرجال يسترقون النظر اليهن كما يفعلون مع الجواري.
كما يؤكد من يتبنى هذا الفكر ان الآية رقم “31″ من سورة النور “وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولهن او آبائهن او آباء بعولتهن أو ابنائهن أو ابناء بعولتهن أو اخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن او التابعين غير أولي الاربة من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون”، نزلت للاشارة بستر النحر، اي اعلى الصدر والعنق، بسبب انتشار حالة سادت عند نساء العرب لا يسمح بها الاسلام.
ويرى مهتمون ان الازهر قطع الشك باليقين، وانهى النقاش الدائر حول الحجاب وما اذا كان “عادة ام عبادة” ليصرح وبشكل قاطع ان الدين الاسلامي لم يفرضه.
ونشرت صحيفة الراكوبة تحت باب اخبار السودان لحظة بلحظة بتاريخ 10/8/2012 ما يلي :-
والرابط هوhttp://www.alrakoba.net/news-action-show-id-67569.htm
08-10-2012 01:37 AM
بابكر فيصل بابكر
هذه القضية ليست جديدة على ساحات الفكر الإسلامي ولكن الجديد فيها هو أنَّ الأزهر الشريف منح درجة الدكتوراة بإمتياز في الشريعة والقانون للشيخ مصطفى محمد راشد عن أطروحته التي تناولت الحجاب من منظور الفقه, حيث خلصت الدراسة إلى أنَّ الحجاب عادة وليس فريضة إسلاميَّة.
أشار الشيخ راشد في رسالته الى أنَّ ( تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية وأسباب نزولها أدى الى الالتباس وشيوع مفهوم خاطئ حول حجاب المرأة في الاسلام المقصود به غطاء الرأس الذي لم يُذكر لفظه في القرآن الكريم على الاطلاق ).
وأعتبر أنَّ ( بعض المفسرين رفضوا إعمال العقل واقتبسوا النصوص الدينية في غير موقعها, وأنَّ كل واحد من هؤلاء فسرها إما على هواهُ بعيداً من مغزاها الحقيقي, وإما لنقص في القدرات التحليلية لديهم ناتج عن آفة نفسية. السبب في ذلك يعود إلى تعطيل الاجتهاد رغم أنَّ المجتهد ينال حسنة من الله حتى وإن اخطأ ).
هذا القول قال به من قبل العديد من المفكرين المسلمين أمثال الأستاذ محمود محمد طه, والإمام الصادق المهدي والدكتور حسن الترابي, والمستشار محمد سعيد العشماوي, والأستاذ جمال البنا.
لفظ حجاب أو الحجاب لم يرد في القرآن والسنة القطعية بنفس المعنى الذي يقصد إليه دعاة إلزام المرأة بالحجاب, فالحجاب لغة يعني الساتر أو الحائط, والآية التي ورد فيها لفظ حجاب هى الآية 53 من سورة الأحزاب ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوافإذا أطعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إنَّ ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق واذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيماً ).
هذه الآية لا تتحدث عن لباس أو زي مُعيَّن بل تتحدث عن وضع ساتر بين نساء الرسول والصحابة فقط , و حتى هذا الساتر ليس مطلوباً وضعهُ بين الصحابة وما ملكت يمين الرسول من "الجواري" أو حتى بنات الرسول أو المؤمنات عموماً وإلا كانت الآية تحدثت عن " نساء المؤمنين".
و إلى مثل قولنا هذا ذهب الدكتور أحمد الغامدي المدير العام لفروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية الذي قال في حديث له قبل فترة قصيرة بقناة العربيَّة إن آيات الحجاب نزلت في أمهات المؤمنين ولا تخص نساء المسلمين.
أمَّا الآية 31 من سورة النور ( وقل للمؤمنات يغضضنَّ من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولهن او آبائهن او آباء بعولتهن أو ابنائهن أو ابناء بعولتهن أو اخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن او التابعين غير أولي الاربة من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون ).
سبب نزول الآية أعلاه هو أنَّ الحرائر من النساء المسلمات كنَّ يضعنَّ "الأخمرة" على رؤوسهن ويسدلنها وراء ظهورهن مما يكشف النحر ( أعلى الصدر ) والعنق. وقد أمرت الآية النساء بإسدال الخمار من الأمام لتغطية الجيوب ( فتحة الصدر). وليس في الآية أمر بلبس المرأة زي معيَّن إسمه الحجاب.
أمَّا آية الجلابيب وهى الآية 59 من سورة الأحزاب ( يا أيُّها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يُعرفنَّ فلا يؤذين ) فسبب نزولها هو أنَّ النساء في ذلك الزمن ( الحرائر والإماء ) كنَّ يذهبن كاشفات الوجوه لقضاء حاجتهنَّ في الخلاء لأنه لم تكن توجد مراحيض أو دورات مياه في البيوت, وكان بعض الرجال يذهبون للتلصص عليهنَّ أثناء قضاء حاجتهن و قد علم الرسول بذلك فنزلت الآية لتأمر النساء (الحرائر) بتمييز أنفسهن عن ( الإماء) بإدناء الجلابيب على وجوههنَّ حتى لا يتعرض لهنَّ هؤلاء الرجال السفهاء.
لا يوجد إتفاق أو إجماع على معنى الجلباب ولا على معنى إدناءه الوارد في الآية. وقد ذكر النووي في شرح مسلم في حديث أم عطيَّة في صلاة العيد : إحدانا لا يكون لها جلباب .. إلخ . قال : قال النضر بن شميل : الجلباب ثوب أقصر وأعرض من الخمار, وهى المقنعة تغطي بها المرأة رأسها, وقيل هو ثوب واسع دون الرداء تغطي به ظهرها وصدرها, وقيل هو كالملاءة والملحفة, وقيل هو الإزار وقيل الخمار.
العلة إذاً من إدناء الجلابيب هى التمييز بين المرأة الحُرَّة والجارية حتى لا تتأذي المسلمة الحُرَّة العفيفة من تلصص الرجال عليها فهم – أى الرجال - حين يرونها مقنعة لا يجرأون على النظر إليها وهى تقضي حاجتها بينما لا توجد غضاضة في النظر إلى الأمة ( غير الحرَّة ), ولذلك قام سيدنا عمر بضرب جارية "تقنعت" أى أدنت جلبابها متشبهة بالنساء الحرائر.
وفقاً لظروف العصر الذي نعيشهُ إنتفت العلة من إدناء الجلابيب لعدم وجود جواري وعبيد في الوقت الراهن حيث تم إلغاء الرِّق وأصبح ممارسة غير إنسانية تحاربها القوانين, وبالتالي فقد إنتفى الحكم وفقاً للقاعدة الفقهية " العلة تدور مع المعلول وجوداً أو عدماً, فأذا زالت العلّة دار معها المعلول ".
الذين يقولون بإلزام المرأة بالحجاب يختلفون في وجوب تغطية المرأة لكامل جسدها (النقاب) أو إظهار الوجه والكفيَّن وهم في كلا الحالتين لا يستندون إلى القرآن بل إلى عدد من أحاديث الآحاد.
أشهر هذه الأحاديث هو ما رواهُ أبو داؤود من حديث عائشة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأسماء ( يا أسماء إنَّ المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها شيء إلا هذا وهذا, وأشار إلى وجهه وكفيه ). وكذلك حديث أبي هريرة أنَّ الرسول الكريم قال ( صنفان من أهل النار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات, مميلات مائلات, رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة, لا يدخلنَّ الجنة, ولا يجدن ريحها. وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ).
ولكن هناك حديثاً آخر ورد في صحيح البخاري في باب الوضوء عن عبد الله بن عُمر يقول : ( كان الرجال والنساء يتوضئون في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم جميعاً ). و في رواية أخرى ( كان الرجال والنساء يتوضؤون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في الإناء الواحد جميعاً ).
وهناك كذلك حديث روتهُ ( أم صبية الجهنية ) خولة بنت قيس الأنصارية وورد في صحيح أبي داؤود, تقول فيه ( إختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحد ).
إنَّ ورود كلمة " جميعاً " في حديث عبد الله بن عمر يعني أنَّ النساء كنَّ يتوضأن مع الرِّجال, و معلوم أنَّ في الوضوء كشف للذراع و للوجه وللشعر . ويتكلف البعض في تفسير الحديث بالقول إنَّ الرِّجال كانوا يتوضئون على حدة, والنساء على حدة, أو أنَّ الرجال كانوا يتوضئون ويذهبون ثم تأتي النساء, ولكن الأقوال " من إناء واحد" و "جميعاً" تدحضان هذين التفسيرين, لأنَّ الجميع في اللغة ضدَّ المفترق. كما انَّ إختلاف يد خولة الأنصارية مع يد الرسول يؤكد أنهم كانوا يتوضئون في ذات الوقت. و كل ذلك يتعارض مع دعوة إلزام المرأة بالحجاب.
إنَّ قرار الأزهر الشريف بمنح درجة الدكتوراة بإمتياز للشيخ مصطفى يعني ضمنياً إنحياز هذه المؤسسة الإسلاميَّة الكبرى للرأي القائل بأنَّ الحجاب في أصله عادة وليس فريضة دينية وعبادة.
قبل ان اختم كلامي هذا اعلن انه ان صح ان الشيخ الدكتور مصطفى راشد قد حصل على الدكتوراه نتيجة تقديمه بحثا مقتبسا عن مقالي الذي نشر قبله بحوالي سنة الى جامعة الازهر فانني احتفظ بالمطالبة بكل ما يترتب لي من حقوق في الوقت المناسب .
(( ملحوظة اخيرة )) .. لقد لاحظت ان الشيخ الدكتور مصطفى محمد راشد له موقع معي في الحوار المتمدن وان في موقعه هذا مقالات عديدة منشورة من قبلي في موقعي قبله بمدة طويلة مما يوحي انه يطلع على موقعي ويعيد نشر بحوثي في موقعه .. فمن المواضيع التي قد لاحظت انه قد نشرها بعدي حيث انه اقتبسها بعد ان نشرتها انا في موقعي قبله بمدد متفاوتة وهي :- مقال عن ختان الاناث .. ومقال عن الخمر في الاسلام .. ومقال عن تحريف الانجيل والتوراة .. وربما مقالات غيرها كثير .. ولذلك فانني اطالب سماحة الشيخ الدكتور مصطفى محمد راشد المحترم بتفسيره لذلك الاقتباس .
ارفع تحياتي الى الازهر الشريف والقراء الكرام وكذلك الى الشيخ الدكتور الكريم مصطفى محمد راشد ومع تحياتي ابث للجميع احترامي ومحبتي .
#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟