سالم الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 09:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يلق المؤتمر الذي دعت إليه إيران ذلك الصدى الذي توقعته منه ، لكنها حاولت من خلاله توجيه عدد من الرسائل المحلية والإقليمية والدولية ، وهي محاولة إثبات وجود بقوة في ظل تصدع الجامعة العربية وخلخلة الوضع العربي.
فمن جهة داخلية تبعث برسالة إلى الثوار فيها تأكيد على مساندة الطاغية علناً وعلى رؤوس الأشهاد العرب ، وفيها رسالة للداخل الإيراني للفت الرأي العام إلى المصالح الاستراتيجية العقائدية في المنطقة ، وصرف أنظار المجتمع الإيراني عن أزماته الاقتصادية الخانقة . أما على مستوى الإقليمي فهي محاولة إثبات وجود مؤثر في الأحداث الجارية في منطقة الخليج خاصة ودول الربيع العربي بشكل عام .. ورسالة المؤتمر للنظام السوري محاولة طهران تطمين الأسد أنها تستطيع حماية نظامه ضد أي تهديد خارجي ، أو داخلي ولايقل دورها عن دور روسيا التي ستحظى بحصة الأسد من الطبخة الدولية في سوريا. ويمكن قراءة هذا المؤتمر في ضوء اشتداد المعارك بين الجيش الحر وازدياد عدد الانشقاقات العسكرية والسياسية والخسائر التي يتكبدها هذا النظام على يد الثائرين ما يعكس قلقاً جدياً مسقبلياً حول وجودها في سوريا ولبنان ومدى تأثيرذلك على مصالحها بعد الأسد .
ورسائل الخارج فهي في محاولة لإيجاد موطئ قدم راسخ في أية مفاوضات حول الملف الإيراني النووي غيره من الملفات العالقة في المنطقة وفي مناطق مجاورة تهم المصالح الروسية أيضاً في دول روسيا المسلمة ، ولعل العسكر في كلا الطرفين مقتنعون أنه من المستحيل تحقيق نصر مؤزرلطرف في أية اشتباكات قدتقع في الخليج أو في حال اعتداء إسرائيلي على منشآتها النووية وما يتبعه من ارتدادات سياسية وأمنية. ولا يمكن أن نغفل قراءة أخرى تهدف إلى استباق أي إجراء دولي قد يتخذ داخل أوخارج الأمم المتحدة ومجلس الأمن والتشويش عليه وتمييع الموقف الدولي من جديد لكسب وقت إضافي تظهر فيه ثمرة الدعم السخي عسكرياً وأمنياً والذي فُضح بأسر ثمانية وأربعين من الحجاج العسكر. ولكن سبق السيف العذل .
#سالم_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟