أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسن عبد الحافظ - في الأصولية والأصوليين














المزيد.....

في الأصولية والأصوليين


محمد حسن عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 21:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ــــــــــــــــــــــــ
1.
الستينيات
وما أدراك ما الإخوان!

2.
إننا نبت آباء أصلاء وأمهات طيبات. زرعوا في أنفسنا - منذ آلاف السنين - التدين الذي به نحب الناس، ونكره الظلم، وننزع التشدد، ونلمس الخير، ونواجه الأصوليين.

3.
لست أخشى تهديدات الأصوليين وعنفهم الذي يصنعونه من النصوص المقدسة. فوعيهم مصمم على أساس أن الدين دينهم وأن النص الديني نصهم. وكما ترون، كلما زاد عدد الملحدين، ازدادت شرعية وجودهم في حياتنا. ولذلك تجد خطابهم يقتات على الشذوذ والإلحاد والمروق والكفر وغيره من التوصيفات، فتلك عدتهم الأساسية في إرعاب العامة؛ ذلك الإرعاب المقتطع من سياقات النصوص الدينية نفسها، ليصنعوا لها استقلالاً ذاتيًّا؛ ذلك لأن الرعب في النفوس يضمن الطاعة المطلقة لهم، وللحاكم الذي يقدسون.

4.
قرأت في مقرر التاريخ للصف الأول الثانوي ما نصه: "ولكن أحوال البلاد بد أت في الانهيار، إثر الثورة الدينية التي قام بها الفرعون إخناتون، كما فسدت الإدارة الداخلية في البلاد، مما أدى بالفرعون حور محب بإصدار القوانين التي ضرب بها على أيدي العابثين والمفسدين".
وأقول: "حقًا إن أحوال البلاد بدأت في الانهيار، إثر الثورة الشعبية التي قام بها أحفاد إخناتون العظيم ضد مبارك الآموني وكهنته، كما فسدت الإدارة الداخلية في البلاد من قبل أعداء الثورة وفلول النظام القديم وصناع الفوضى، مما أدى بأحفاد حور محب (الذين لم يولدوا بعد) بإصدار القوانين التي ضربوا بها على أيدي العابثين والمفسدين".

5.
إلى الأصوليين الذين يعلمهم الشعب المصري درسًا تاريخيًّا:
مبروك نجاحكم في الجولة الأولى للانتخابات النيابية 2011. واعلموا - أصدقائي - أن مستهل هذا الدرس هو باكشاف الشعب المصري لتناقضاتهم.. ونهاية هذا الدرس هو فضح فشلهم في حل مشكلاته الحقيقية. يعرف الشعب المصري جيدًا أن الأصوليين (السلفيون وغيرهم) فاشلون، لكنه يمنحهم فرصة بديلة عن التطرف والاتجاه للإرهاب المسلح خاصة في هذه المرحلة الانتقالية العسيرة. كما لن ينسى المصريون أن السلفيين هم خدم النظام الفاسد وأحد أذرعته، وأنهم أعوان مخلصون لجهاز أمن الدولة سيء السمعة. لكن المصريين يحولون دون تحول الأصوليون إلى جماعات مشردة بعد قطع رؤوس ولاة أمورهم الفاسدين.. فالأصوليون في نظر المصريين هم يتامى في نهاية المطاف، بقطع النظر عن كون آبائهم وأولي أمرهم في الماضي فاسدون وفاجرون وظالمون.

6.
من المدهش نسيان أن الأصوليين في مصر هم جزء من بقايا النظام الفاسد. وأنهم خدم أمن دولة النظام الفاسد، وأنهم منفذو خطة فوضى النظام الفاسد، وأنهم كانوا أداة الضغط على المسيحيين والتيارات المدنية من قبل النظام الفاسد. وأنهم حتمًا سيواصلون الانقضاض على الثورة لتشويهها ثأرًا لبراثن النظام الفاسد. وأنهم حائط الصد ضد مخاطر الربيع العربي على العروش المستبدة. إنهم ليسوا فلولاً فحسب، بل هم الوجه الجديد للنظام الفاسد، السلفية هي ذقن النظام الفاسد نفسه ونقابه.

7.
هكذا أتقن الأصوليون ممارسة فن التنفير والإقصاء وخدمة الأسياد في السلطة. يقول قائل: لماذا تكشفون هذه الحقيقة في اللحظة التي يعلن فيها السلفيون انخراطهم في ركب الثورة؟ فأقول: كيف نسمح بغسل ماضيهم الملوث في ثورة مطهَّرة؟ وكيف نسلم بانضمامهم إلى ثورة الشعب المصري وهم أبرز عوائقها وأعداءها، في الماضي وفي المستقبل؟!

8.
ذات مساء، شاهدت خطبة لوذعيّة عصماء عن ما يسمى بفريضة الحجاب، اعتمد فيها صاحبها أسلوب المقارنة المتشابكة بين مجالات لا تصلح للمقارنة، وفقًا للمرجعية الإبستمولوجية الورعة التي تتمركز على ميكانزمات بنيوية مؤمنة، ترى الأدنى من منظور الأعلى، وتنظر للأعلى بعيون الأدنى. وترى القلة كثرة، والكثرة قلة، وترى الكثرة في أصلها قلة، والقلة في جذرها كثرة، مما يجعل انبثاق فكرة الحجاب من قاعدة العين الزايغة يتمأسس على أبعاد بورنوفسيولوجية تتغيا مبدأ الحاكمية المطلقة لكلمة الله العليا التي يتمثلها حفنة من الجماعات الدنيا.
ـــــــــــــــــــــــ



#محمد_حسن_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار القطار
- في الاحتجاج بالجسد
- في تناسل المقدس
- رسالة إلى شباب مصر على الفيس بوك
- رسالة إلى الرئيس مرسي العياط
- مناسك 5
- مناسك 4
- مناسك 3
- مناسك 2
- لعبة الغولة - النص الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي 2010
- شفرة كورين
- حوار مع محمد حسن عبد الحافظ
- الحرية للصغيرة الطيبة طل الملوحي
- مسألة الثقافة الشعبية بين أنطونيو جرامشي وبيير بورديو
- طريق الهلالية : رحلة الجزائر
- هل الهلالية سيرة نسوية؟
- جماليات الكتابة القصصية: قصة الطفل نموذجًا
- مناسك 1
- تراث في طريق الزوال
- بعض مشكلات العمل الميداني في جمع المأثورات الشفهية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسن عبد الحافظ - في الأصولية والأصوليين