|
بين التأليه والتسفيه لاعزاء للعقل النزيه!
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 15:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول ابو الفرج ابن الجوزي:زنادقة الاسلام،ثلاثة:ابن الراوندي والمعري وابو حيان التوحيدي،وابو حيان اشدهم على الاسلام،لانهما صرحا وهو مجمجم لم يصرح/.. ومايعنيني لا رأي ابن الجوزي بل هو مفردة(الجمجمة)وهي حسب المعجم:تعني الكلام لم يبينه،الشيء في صدره اخفاه.جمجم الرجل لم يبين كلامه،جمجم السرفي صدره اخفاه... اغلب الكتاب اللذين يكتبون في فضاء الشأن الديني(يجمجمون)!.وجمجمتهم ليست بمستوى واحد بل هي درجات صعودا وهبوط تأليهيون ولا تأليهين ايمانيون ولا ايمانيين!..ولو استعرضنا جل ما يكتب من مقالات في محور"العلمانية والدين السياسي ونقد الفكر الديني".نستطيع ان نصنف الكتابات الى فئات ثلاثة.تنحصر مابين النصوص الخفيفة والتي لا تمس الا سطح ماتتناول وتتميز بضحالة المعالجة والنقد،ورصانة النقد والتحليل الموضوعي العلمي والقراءة المنهجية والقائمة على تحليل وتفكيك النص وفق آليات وادوات العلوم الانسانية والاجتماعية الحديثة,من:السنية،وعلم اجتماع الاديان،وتاريخ اديان مقارن،وعلم نفس الاديان،والانثربولوجيا الثقافية،وغير ذلك الكثير من المناهج الحديثة.وتصنيفي هو مجرد توصيف مرن وليس حادا اوجامدا او مقولب لأطر عامة النصوص والتي تحفل بطيف واسع من التلوين داخل وخارج تلك الفئات.. الفئة الاولى:وهي التي تنطلق من الايمان الدوغمائي التقليدي وتحاول نقد نصوص هي بدورها ناقدة للفكر الديني،بشكل عام.او الانبياء وكتبهم الرسالية،او المطلق والمتعالي.وتنافح عن ايمانها ومعتقداتها وتصوراتها والتي تعتقد بانها الحقيقة ولاشيء غيرها،تنافح وتدافع بالنواجذ!رافضة بالمطلق اي نقد يغور باحثا ومنقبا بفراغات ومغاور الاديان اويخدشها او مجرد ان يلمسها!. وهو ماتعتبره ليس نقدا لمعتقداتهم او ايديولوجياتهم بل مسا لذواتهم وكرامتهم العقلية وهزا لأمانهم النفسي!! اما الفئة الثانية:فهي التي تضع قدما في صحراء (اللاهوت )المترامية،وقدما مترددة خجول تطأعتبة العقلانية وتردد بطفولة ابجديات واوليات التنوير والعلمانية! وتحاول بأرهاق نفسها!بالتوفيق والتلفيق والجمع ما بين الشتاء والصيف تحت سقف واحد!.متطلعة للوسطية والقبول والسلام المتبادل.وشعارها الجمع مابين الشريعة والفلسفة من اتصال كما حاول(ابن رشد)ولم ينجح!اونجح؟؟!!.وتسعى لصب النور في الظلمة بقالب هش لايصمد!وتلوي عنق الحقائق العلمية،وتقمصها بلباس ميثولوجي او ميتافيزيقي او حكائي خرافي!وتخلطها بالنص الديني المعتمد(كمقدس) وتدخل متاهة (المنيتور) بدون خيوط(اريان) فتجدها متخبطة كحاطب ليل!تنهي الى مابدأت به(كحمر الدوار)وهكذا دواليك!!.. اما الفئة الثالثة:فهي بشقين:الاول:يستعرض الحاده او لادينيته او لاايمانه!وكأنه تقليعة او موضة!او جريا ولهاثا مع تيار الحداثةومابعدها والمعاصرة والعولمة الجارفة! اولمجرد الاثارة او جلب الانتباه واستفزاز الآخر المغاير!او ركوب موجة التياسر او التمركس او التلبرل او التعلمن!او سعيا وراء النجومية الفكرية والثقافية واستعراضا للعضلات المعلوماتية والمعرفية وهو اصلا جاهلا وقاصرا عن الاحتواء والتمكن من مضمون ما ينقد!يتقعر بمنطلقاته السجالية او النقديةومحاجته، ويتشنج في رددوه الاستعراضيةوالبالغة الحدة الى درجة التحجر!من اجل غاية عزيزة هي مساندة وتأييد الذات المتورمة والمنتفخة والباحثة عن التقدير والاشادة! وهم يشبهون الفئات السابقة بالعقل الدغمائي والوثوقية واليقين والتعصب!.. يبقى الشق الثاني من الفئة الثالثة:وهو الوحيد الجدير بالقراءة والمتابعة.ويتميز بالرصانة والصدق والعقلانية الملتزمة والبالغة العمق والمنطق المتماسك والدؤوب نحو الحقيقة والنزاهة الموضوعية والبعيدة عن الاحكام المسبقة والتي تحفر عميقا في طبقات النص او الفكرة او اي مادة تعرضها للتشريح ويندر من يصل اليها! وهي كتابات منتجة ومثمرة ومجدية وتستحق النشر في(الحوار المتمدن) بتوجهها التنويري العلماني اليساري الديقراطي.واعتذر من كل من شعر بأنني اسأت اليه او سفهت كتاباته ولودون مباشزة! وليكن تهجمه او قذفه لي من خلال التعليق(شتم متمدن) لا اكثر!!!!..... استدراك قصير وهامشي حول الالحاد:الالحاد موقف فكري او ايديولوجي متزمت من اللاهوت.ولا يلتزم الملحدون بأيديولوجية ملحدةمعينة او فريدة او نمط واحد للفعل او القول او السلوك.فهناك انواع للالحاد تتعدد بتعدد الافراد كالدين تماما!فلكل الحاده كما لكل دينه او مذهبه او لكل معتقد يتبناه.وهناك ا لحاديات فلسفية او اجتماعية او ايديولوجية او علمية او منطقية او تاريخية الاى غير ذلك.. وهنا سؤال يقحم نفسه:هل ان الملحدين(ولي تحفظ على استخدام كلمة ملحد وليس هنا مجال بسطه).هم فقط غير المتدينين؟!فهناك اديان توصف بالالحادية بدون آلهة كالتاوية والشنتو والبوذية وهناك ايضا مؤلهون بدون اديان كالفودو والارواحية!!فهل معنى الالحاد عدم الايمان او التشكيك او الرفض او اللامبالاة والاهمال، او الاستهانة بالدين ككل او بدين محدد؟؟!! وماذا عن كلمة (كافر)!والتي اقرب للسبلب والشتيمة في عرف المؤمنيين(الارثوذوكسيون) نحو كل دين مغاير،او ضد العلماني او اللاديني او اللاتأليهي؟! فكلنا ملحدون وكفرة بالنسبة للاخر المختلف ولنا!!فمرحبا بكم في مهرجانات الكفر والالحاد والتأليه والايمان ولا عزاء للعقل لا في الماضي ولا في الحاضر وربما لاعزاء له في المستقبل!!!!..................
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ردعلى مقال/العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا:الاستاذ مجدي زكري
...
-
قارعة ام حلب!!!
-
الطاقة وما ادراك ما الطاقة؟!
-
اوديسا الكهرباء العراقية!!
-
المتقاعد المحترف!!
-
الى امام الغرباء...ابو حيان التوحيدي
-
سفر الجامعة...اشارات ناصعة ومنارات ساطعة
-
ضربة الجزاء الاخيرة
-
تخريف الحلزون العجوز!!
-
نمور تموز
-
قدرة العاجز..أسف!!
-
سرير(بروكست)المعاصر
-
العصاب الجيني
-
السلحفاة الهرمة الكسيحة...........
-
نهلستية الاجنة!
-
ميدوزا الحنون...انظري الى عيون القرش!!!
-
براكين محنطة!!...
-
سيرك في صومعة!!
-
النشور المتعب!!
-
الحب الاحدب!!
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|