|
الحدس والرئيس محمد مرسي
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 12:45
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
منذ ان ارتكبت مجزرة رفح قبل ايام وذبح فيها 16 عسكري مصري والتي اتهم بها الفلسطينيون ( جماعة حماس الموالية للاخوان المسلمين ) واستغلها الاعلام الغربي والاسرائيلي بالذات لتشوية صورة الفلسطينيين في عيون المصريين ...الا وشمر الرئيس المصري الجديد محمد مرسي عن ذراعيه وشتم وهدد ..وقد زار سيناء مرتين صاحبتها خطابات منبرية حماسية ...واعلن الحداد ...وطرد الضباط المسؤولين عن امن الحدود وفي مقدمتهم مدير المخابرات ...وشن حملة عسكرية شعواء على بدو المنطقة بحجة انهم الارهابيين (وتناسى ان غالبيتهم مهربين )...واغلق المنافذ ...كما هدم الانفاق على رؤوس الغزيين والتي كانت الرئة التي يتنفس فيها الفلسطينيون (اهل غزة ) تحت ظروف الحصار الجائر وكل احتياجاتهم تمر عبرهذه الانفاق ..والكل يعلم ان غلق الانفاق هو حلم اسرائيل وامنيتها وبذلت المستحيل لاغلاقها ولكنها عجزت وفشلت بالرغم من جبروت حسني مبارك واستخدام احدث قنابل التدمير الاسرائيلية ... واذا بنا نرى ونسمع ان شيخنا الفاضل الدكتور محمد مرسي يقلب الانفاق عاليها واطيها وفي ليلة واحدة ويحقق حلم اسرائيل ...ولو ان هذا ليس موضوعنا الاساسي اليوم ... بالامس حدث ما يمكن تسميته بالانقلاب على المجلس العسكري ...الذي سير وحكم البلاد المصرية منذ سقوط مبارك وحتى البارحة ... فقام الرئيس مرسي بعزل المشير طنطاوي رئيس المجلس وسامي عنان رئيس الاركان ومجموعة اخرى من الضباط ...والغي البيان الدستوري الذي اصدره المجلس العسكري لتوزيع الصلاحيات بين المجلس والرئيس ...وهنا لابد لي من وقفة سريعة .. وبدافع (حدسي الشخصي ).. ولكي اوضح كلمة الحدس كي لا الام اذا اخطأت ... (الحدس كما معرف في وكيبيديا)هو (Intuition) في الفلسفة يشير إلى نوع من المعرفة التي لا تستخدم (المنطق والاختصاص). ويمثل شكلا من أشكال المعرفة ليست من الضروري تفسيرها بكلمات، عادة ما تاتي بطريقة غامضة ومفاجئة، والتي على أصلها تنقسم الآراء: آلية الحدس تأتى من عمليات السبب والنتيجة (cause-effect)، في حين وفقا لطريقة الأفلاطونية المحدثة, الحدس كمنتج في العقل البشري لا يمكن تفسيره (بعقلانية)، والحدس يتعلق بالمعرفة الفائقة التي تكمن في نفس منطق السبب والنتيجة، أي المعرفة الفطرية --- الشيخ مرسي هو من جماعة الاخوان المسلمين المنتشرة عالميا وتمثل طائفة معينة ...ويبدو لي ان الرجل من متشدديهم وربما من متعصبيهم ... --- الرجل اظهر حزما في القول وما اعقبه من فعل ...فقد وعد بتدمير الارهابيين ونفذ ...فاذا به يستخدم الطائرات لقتلهم وملاحقتهم ...وشدد الخناق حتى على حماس وضيق الحصار على اهل غزة ..وبذلك ادخل البهجة والسرور على قلب الاسرائيليين والامريكان ...واستغل الفرصة لازاحة سلطة العسكر من امامه واما م جماعته.. --- هل كانت هذه الخطوات عفوية ام بموافقة اسرائلية– امريكية ومباركة قطرية –سعودية ...الله واعلم .... ولاسيما وان المؤشرات تؤكد ان الاسرائيليين وراء المذبحة ... --- كل المؤشرات والمعطيات تؤكد ان مذبحة رفح ...نفذتها الموساد الاسرائيلي ...ولاسيما بعد ان نفي الفلسطينيون علاقتهم بها ...ولاسيما كل نتائج المذبحة تصب في مصلحة اسرائيل وليس من مصلحة ماس احراج الرئيس الجديد وجماعة الاخوان المصرية ... اضافة الى ان مشرو ع تدمير سوريا الذي ينفذ حاليا يقتضي تحييد موقف حماس لكي لاتساعد السوريين او محور المقاومة عندما توجه ضربة عسكرية للسوريين او حزب الله... السؤال ..فهل من المعقول ان لايعرف تنظيم الاخوان المسلمين وفي مقدمتهم الرئيس مرس هذه الحقائق ؟؟؟ --- منذ ان بدأت الثورة الشعبية في مصر وقيادات الجيش المصري حافظت على وحدة صفوفه ولم تنشق اية وحدة عسكرية وبالرغم من محاولات البعض لتوريط بعض الضباط... ولكن قيادات الاخوان المسلمين تدعي ان اجراء ات الرئيس الاخيرة في تغيير قيادات الجيش هي لمنع الجيش من التدخل في السياسة ...وعقلي وحدسي يقول لي ..ان الجيش المصري مستقبلا سيتفتت ويتشرذم سياسيا وعمليا ... في زمن مبارك كان الحزب الوطني هو الحاكم ...واليوم احزاب متنافسه ومتنافرة عديدة تتصارع على الحكم وبالتاكيد ستنسحب هذه الحالة على الجيش قتمزقه ..بسبب الصراعات الدينية والمذهبية والقومية والعقائدية العلمانية الليبرالية ضد الدينية .. --- الرئيس محمد مرسي سياسي وقائد اسلامي ويعمل من اجل قيام الدولة الاسلامية ومتى سنحت له الفرصة سيحول القاهرة الى قندهار مصرية ...فهل سينجح ؟؟؟الله واعلم .. --- اثبتت تجارب الماضي القريب ...ان الولايات المتحدة واسرائيل ومن وراءهم الغرب الاستعماري انهم يرفضون وجود جيوش عربية قوية ...والجيش المصري هو الوحيد الباقي موحد ومهني ومدرب ومسلح تسليحا جيدا ...وكلنا يعلم ما ال اليه مصير الجيش العراقي والليبي والتفتيت الحالي للجيش العربي السوري ...انني اعتقد وتحت الشعارات الفضفاضة ...سيفتت الجيش المصري كما حدث لبقية الجيوش العربية ... --- من المعلوم اليوم ان جماعة الاخوان المسلمين سيطرت على كثير من دول الربيع والخريف العربي ...وهذه الحالة تذكرني بحالة الامة العربية بالخمسينات بعد ثورة 23 يوليو المصرية بزعامة المرحوم عبد الناصر ...حيث التفت الامة كلها حول دعوات وشعارات عبد الناصر القومية في الوحدة والحرية والاشتراكية...وتنادى ابناء الامة وتظاهر انصار القومية متحدين العالم بهتافاتهم وطموحاتهم ...وكلنا يذكر كيف طعنت الامة وجماهيرها في العقيدة القومية .. وويلاحظ في ختام تلك الهوسة والهرج ..فقد كفر كل من صفق وهوس للقومية العربية ..ونجد اليوم الكثير منهم يحارب الامة العربية ويتبرأ من الانتماء اليها..وما يحدث اليوم في كافة اقطار الامة لاكبر دليل على ذلك ... حيث تحول الناس من الدعوة القومية الى الدعوات الدينية والمذهبية ...الا تعسا لكم يا قادة وملوك العرب ... السؤال هنا ...هل ستتكرر الحال وينقلبون على الاسلام ؟؟؟... سيستلم الاسلام السياسي السلطة في العديد من البلدان العربية (ممثلا بالاخوان المسلمين وانصار دولة الفقيه ) ويشوهون صورة الاسلام في عيون الناس عند التطبيق وبالتالي يدفعون الناس لكي يكفرون بالاسلام دينا وعقيدة ونهجا ودعاته ..كما حدث مع الانبعاث القومي العربي في الخمسينات ؟؟؟فهل ينتبه دعاة الاسلام المخلصين الى هذا الفخ المنصوب للاسلام كدين ؟؟؟ اليس من الافضل عدم تكرار فشل التجربة القومية وشواهدها لازالت امامنا ؟؟؟ ---- واخيرا ...لاحظت على الرئيس محمد مرسي نزعة اخافتني وهي عندما كان يتحدث يركز على كلمة (الانا ) وحدسي يقول انها هذه هي البداية لمظاهر مرض جنون العظمة والانفراد بالسلطة والتي هي مظهر من مظاهر الدكتاتورية ... والفت الانتباه الى وقفته المتعالية وهو يصافح زواره ...فهو شامخ برأسه رافعا صدره نافخا اوداجه ولا يتحرك ولا حتى يومىء براسه وكانه ابو الهول في الوقت الذي ينحني امامه الاخرون..وكلها دلالات لاتبشر بخير لمستقبل مصر الحبيبة واهلها في قناعتي...وهنا لابد لي ان اكرر ان هذا حدس شخصي بحت...قد يخطأ وقد يصيب ...والله اعلم بالغيب ... اللهم احفظ مصروأهلها ...والعراق واهله
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفقير بين تمساح شرير او بريصي حقير
-
حكومتنا ...تحارب فقراءنا
-
طبول الحرب الطائفية بدأت تقرع ...فأسكتوها ..
-
قصة ضابط عراقي متقاعد
-
سيبقى الفقراء ضحية للاعلام اليميني المتطرف
-
بوادر الثورة الشعبية العراقية
-
شراكة الفرهود الوطنية ومعاناة الفقير الكهربائية
-
يا مالكي ::كن شجاعا وافتح بقية الملفات كما وعدت
-
ذكرياتي عن عيد العمال العراقي
-
تساؤلات عراقية مشروعة عبر ضفاف دجلة
-
الحقد الامريكي على شعبنا متى سيتوقف ؟؟؟
-
المبالغة بالاجراءات الامنية اساءة للحكومة والمواطن
-
ربيع الاخوان المسلمين سيصبح كابوس لدول الناتو والامريكان
-
مبروك للحزب الشيوعي العراقي
-
جياع شعبنا اصحوا على زمانكم
-
نحن غرباء في وطننا
-
الجريمة البشعة في العراق بلا صدى او رد فعل
-
الى متى يستمر الابتزاز السياسي على حساب المواطن؟؟؟
-
مصائب قوم عند قوم مصائب
-
القمة العربية لاتستحق الاستهانة والمساومة بالدم العراقي
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|