طارق محمد حجاج
الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 09:07
المحور:
المجتمع المدني
بقلم/ طارق محمد حجاج
"يظل الرجل في عيني رجلا... حتى ينطق ببنت شفه فيسقط من عيني "
إنها الوسيلة الأمثل والكفيلة بمعرفة ردود وتفاعلات ونبض الشارع، فهي الوسيلة التي تتيح للقارئ التعبير عن ذاته وفكره في كلمات مقتضبة، ضمن مساحة صغيرة تترك في آخر الخبر أو المقال، تعطيه الحق في التعبير والتفاعل مع مضمون ومحتوى المادة الإعلامية المعروضة، كي لا تبقى المادة المعروضة خام لا يمكن مناقشتها أو التعقيب عليها.
ولئن كان الهدف واضحا جليا في رغبة إدارة المواقع الإلكترونية إعطاء مساحة للنقاش فيما يعرض على صفحاتها، إلا أن رغبة القراء تختلف في كثير من الأحيان عن رغبة إدارة المواقع الإلكترونية، فهم لهم أهداف اسما في تصورهم عن الهدف الأساسي، فتراهم يبدؤون بالسب واستخدام الألفاظ النابية وغيرها من الشتائم التي إن دلت فإنها تدل على فكر جاهل وبيئة متخلفة وغياب الوعي والثقافة والتربية والأخلاق.
فإذا ما طالعت خبرا في إحدى المواقع الإلكترونية، وخاصة الفيس بوك كون التعليقات فيه لا تخضع لرقابة قبل السماح بنشرها، ستجد من الألفاظ والشتائم ما يجلب العار ويفطر القلب.
فإذا ما نشر خبر يتحدث عن قضية أو واقعة ما، فمن المنطق والطبيعي أن تندرج التعليقات في صلب الموضوع حسب مضمونها ومناقشتها لما سبق عرضه، لكن المؤسف أن تجد التعليقات ليس لها أدنى صلة بالموضوع محل النقاش، فعلا سبيل المثال تجد أحد التعليقات يسب في شخص معين ليس له صلة بالموضوع.
والجانب الأخطر في تلك الردود والتعليقات، أن يكون الخبر مكتوب وليكن على موقع الكتروني فلسطيني، فيأتي شخص كنيته "الكويتي" على سبيل المثال، ويبدأ في سب الفلسطينيين دون مبرر، وللأسف نجد أن فئة ليست بالقليلة تنساق وتنجر خلف هذا الشخص المريض وتبدأ في سب الكويت، ويتحول النقاش إلى سب ولعن في البلدان العربية، وهذا شيء محزن جدا.
للأسف فالشخص المختبئ وراء شاشة الكمبيوتر ويكتب مثل هذه الردود، هو شخص جبان أقل من أن يواجه الناس، وتعليقاته إن دلت تدل على خواء عقله وتدني فكره ومستوى علمه وثقافته.
من المؤسف جدا أن تدخل على موقع الألعاب "جيمزر" وتذهب إلى غرفة فلسطين، لتجد مشتركين أجبن من الجبناء، ليس هدفهم اللعب وإنما يشتركون ليشركوا الناس في مهازلهم وتخلفهم، فيبدؤون بالسب والشتم والتفوه بالألفاظ السيئة والقبيحة دون مبرر، ثم ينتقلون إلى السب العلني في جميع المشتركين.
فعلى أولائك الأشخاص أن يعلموا علم اليقين، أن الكلمة المعيبة لا تعيب إلا صاحبها، والشتيمة دوما مردودة على من تفوه بها.
واعلم أنك مراه لبيتك ولتربيتك واعلم انك في تلك الكلمات تعكس شخصيتك وداخلك وثقافتك، ولا تجلب إلا العار والمسبة لنفسك ثم لأهل بيتك وللبلد الذي تعيش فيه وتنتمي إليه وتحمل جنسيته.
[email protected]
#طارق_محمد_حجاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟