سامي بن بلعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 09:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سؤال يوجّه بصفةٌ عامّةٌ الى الجميع وبصفة خاصة الى اليساريين وبالذات من يتخندقون في أقاصي اليسار
من المعروف إن شعوب العالم المتمدّن ومن لا زال يقطع أشواطاً كبيرة في هذا الاتجاه لم تتمكن من النهوض الحضاري بمجتمعاتها إلاّ بعد الوصول الى حالة سلام مع الذات واعتبروا إن الدين جزء من مكوّن إجتماعي ثقافي يمكن الاستفادة منه بدلاً من التصادم معه , فقاموا بعقلنة القيم الدينية والاخلاقية ووضّفوها في مجال خدمة الانسان بطريقة لا تجعلها جزء لا يتجزّأ من القوانين المدنية
نحن العرب نختلف بتوجهاتنا العاطفية عن جميع العباد , فلدينا ثورات وحركات تغيير , وهناك من وصل من العلمانيين أو الديمقراطيين الى سدت الحكم ولكنه أخفق ولم يتمكن من البقاء , والجدير ذكره إن تلك القوى كانت تسلك نفس سلوك شرائح الاسلام السياسي _ صراع الاضداد ورفض ألآخر _ وفي الغالب تبرر أسباب الفشل الى نشاط الاسلام السياسي في الوقت الذي لم تستطع فيه صناعة التغيير المنشود للشعوب
أنا كأنسان عربي لا أستطع أن أحمِّل الدين كل التبعات ولكنني أجزم بأن المتدينيين السياسيين هم الجزء الأكبر من الخراب ... فإذا كانت الشرائح المقابلة لهم تغفل دور العقل فالإسلاميين أعدموه
ولكننا بالمقابل يجب أن نقول الحقيقة فالكثير من اليساريين والديمقراطيين قد انتهجوا سلوك الاقصاء ورفض ألآخر والتمترُس له ولا زالوا على هذا النهج , ولم نلتمس منهم إلى ألآن أي استراتيجية عمل متكامل يستنهض الوعي الجمعي للشعوب وينهض بها , وكأن مهمتهم تقتصر على مهاجمة الدين والمتدينين , وهذا ألأمر لا يقدم حلول على الاطلاق
نحن ندرك إن من يؤجج الكراهية ضد الدين بأنّه لا يخدم مصالح الشعوب ولا يخدم مصالح اليسار , ومن يؤجج الكراهية ضد اليساريين لا يخدم مصالح الشعوب ولا يخدم مصالح الدين , لان ذلك ألأمر يزيد من تفتيت الشعوب وإضعافها وجعلها تحت سيطرة ألآخر المتفوّق في كل شيئ
وانا كأنسان ولي عقل لا أقتنع بمن يحدّثتي بأسم الدين وهو يهدف الى الشتات ولا أقتنع بمن يستنهض لينين وماركس ورفاقهم ليطرحوا علينا ما لديهم وهو يهدف الى الشتات والتفريق
هل لديكم شيئ مُقنِع ويحترم عقل الانسان العربي المتوّه بين اليمين واليسار ؟
#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟