أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين عبدالله نورالدين - مزيد من الاسئلة حول مسلسل عمر والاسباب الحقيقية لرفضه















المزيد.....

مزيد من الاسئلة حول مسلسل عمر والاسباب الحقيقية لرفضه


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 09:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يات مسلسل عمر لكاتبه وليد سيف ومخرجه حاتم علي باي جديد لا نعرفه عن الفاروق عمر. فالمسلسل لم يدخل عميقا في حياة هذه الشخصية المؤثرة في مرحلة الاسلام المبكر.
ولو قمنا بعملية مونتاج ورفعنا شخصية عمر من المسلسل مع ابقاء السيناريو كما هو فان المشاهد لن ينتبه سوى لعدم وجود شخصية عمر كما لم ينتبه احد لعدم وجود شخصية معاوية مثلا. اي ان العمل غاص كثيرا في فترة بدء الدعوة وانتصارات الاسلام ولم يغص في شخصية عمر وحياته وهي التي عليها يفترض ان يقوم المسلسل.
في فترة انتظار المسلسل ظن المشاهدون انهم سيرون عمر الشاب وعلاقته بوالديه مثلا وباقرانه وكيف كان يمضي اوقاته. توقع المشاهدون ن يروا عمر الانسان يتطلع لانشاء بيت واسرة ويذهب مع والديه لخطبة عاتكة.. توقع المشاهد ان يرى كيف عاشت اسرة عمر وكيف استقبل ابناءه وبناته الذين ولدوا له قبل الاسلام.
توقع المشاهدون ن يروا شخصية عمر القوية ولكن المترددة احيانا في تقبل الدعوة الاسلامية توقعوا ان يروه يتساءل بينه وبين نفسه بضعة اسئلة وجودية كثيرة تخطر على بال شخصية قوية لا تتخلى عن معتقداتها بمثل تلك السهولة التي رايناها في المسلسل وتعرضها كتب التاريخ المعروفة.
وكما كتب غيري، فلم يكن من الضروري ان يتوسع المخرج والكاتب في ابراز مشاهد الحرب والقتال وقبلها حياة اهل قريش. كان يمكن المرور على تلك الموضوعات بسرعة مع ابقاء التركيز على شخصية بطل العمل الذي بدا في هذا المسلسل مجرد جزء من كل... مجرد شخصية كما كان في مسلسل سابق من انتاج مصري مع انه في ذلك المسلسل لم يتم تشخيصه ولكن كانت شخصيته واضحة بالحجم الذي نراه في المسلسل الذي يحمل اسمه الان.
على اي حال ثمة المزيد من الاسئلة التي يثيرها المسلسل. في مقال سابق اشرت الى عدد من تلك الاسئلة والان لدي اسئلة اضافية حول مسلسل عمر ساطرحها بكل صراحة. ولكن قبل ذلك ساتحدث عن اسباب رفض الشيوخ للمسلسل.
بطبيعة الحال هم اذكياء ويعرفون على وجه الدقة لماذا برفضون مسلسل عمر كما يرفضون اي مسلسل مشابه والاسباب المعلنة في الواقع ليست هي الاسباب الحقيقية. فهم لا يخافون من تجسيد شخصية عمر او غيره من الصحابة والشخصيات الاسلامية. بل كل ما يخشونه هو الاسئلة التي سيثيرها المسلسل لدى كل من يشاهده.
هم لا يريدون للمسلسل ان يعرض لحال قريش والعرب قبل الاسلام وهي حالة غير الحالة التي يروجون لها. والمسلسل لا يمكنه ان يظهر الصورة كما يريدونها مئة في المئة وان كان احيانا يظلم اهل قريش كثيرا.
فليس في التاريخ ما يثبت الاتهامات التي يروجون لها لتلك الفترة بل العكس، العكس تماما. حتى ان مسلسل عمر فعليا ناقض احيانا ما يروج له المسلمون عن حال العرب قبل الاسلام. فهم هنا في المسلسل اهل شرف ونخوة ويعرفون الله ويصلون الرحم ويحترمون القريب والغريب ولا ياكلون الميتة ولا يشربون الدم حتى ان هذا المسلسل لم يظهر القرشيين يشربون الخمور باسراف كما كان حال مسلسلات سابقة.
والسؤال من جديد: لماذا الرفض للمسلسل؟
ساتناول بعض ما خطر على بالي وانا اشاهد المسلسل. فقد شاهدت كل حلقة مرتين وبتمعن. ودونت ملاحظات ساعرضها بدون اي قصد في الترتيب.
اي مسلسل يتحدث عن مرحلة الاسلام الاولى سيتعرض بلا ادنى شك للمعارك التي خاضها المسلمون لتثبيت الدين. وهذه المعارك تثبت مقولة انتشار الاسلام وفرضه بالقوة المسلحة. كما ان هذه المسلسلات لا بد وان تتحدث او تتعرض للغزوت التي قام بها الرسول. واولها محاولة الغزو لنهب قافلة قريش التي كان يقودها ابوسفيان وهي غزوة غير مبررة. ومهما حاول السيناريو تبسيط الامر وافساح المجال امام بضعة احداث تشير الى سلمية الدعوة الا انه لا يمكنه اغفال استخدام السيف في فرض الدين الجديد.
هكذا فعل مسلسل عمر بن الخطاب وكذلك فعلت كل المسلسلات السابقة والافلام التي تناولت الاسلام. فالمعارك والسيوف والدم جزء لا يتجزأ من الدعوة الاسلامية. حتى وان حاول المسلمون تجميل الامر الا انهم لا يستطيعون الهروب من روايات كتبهم المعروفة والمعتمدة على انها المصادر الموثوقة لتاريخ الاسلام الذي نعرفه.
يحاول شيوخ الاسلام ابعاد الصفة العسكرية والعنف والارهاب عن الدعوة الاسلامية الا انهم لا يمكنهم الخروج من عباءتهم المعروفة. ومن هنا جاءت معارضتهم لهذا المسلسل كما عارضوا كل مسلسل مشابه في الماضي. لا يذكرون الاسباب الحقيقية التي تؤرقهم بل يحاولون ايجاد مبررات فقهية يخفون بها خوفهم ورعبهم من كشف حقيقة تلك الدعوة.
في هذا المسلسل وكل مسلسل مشابه هناك حالة من النفاق والكذب. فهذا جعفر بن ابي طالب يقول للنجاشي يصف حال اهل قريش صفة لم يظهرها المسلسل ولا يمكنه ان يظهرها لانه لا توجد اي ادلة او ابراهين ملموسة عليها. يقول جعفر للنجاشي: كنا قوم جاهلية نعبد الاصنام وناكل الميتة وناتي الفواحش ونقطع الارحام ...... وان النبي محمد دعانا الى عبادة لله نعبده ونوحده ونخلع ما كنا نعبد من حجارة واوثان وامرنا بصدق الحديث واداء الامانة وصلة الرحم والكف عن المحارم والدماء.
لكن المسلسل لم يظهر اهل قريش يتعبدون الحجر والوثن ولم يظهرهم ياكلون الميتة او الدم او يقطعون صلة الرحم بل اظهرهم يعرفون الله ويسمون الكعبة بيت الله الحرام ويحلفون بالله. لم يظهر المسلسل فترة ما قبل الاسلام بكل السوء الذي يصوره لنا الاسلام المتاخر والكتابات الاسلامية الحديثة. فهل كانوا ياكلون الميتة والدم؟ هل كانوا يدفنون ابناءهم وبناتهم احياء؟
لو كانوا فعلا هكذا، ولكن بصيرة الشيوخ تعمى احيانا، لطلبت لجنة المراجعة من الكاتب ان يظهر تلك المشاهد ويثبتها لكن حتى لو طلبوا فانه لايستطيع ان ياتي بدليل او مرجع او اثبات على ذلك الا الشواهد الاسلامية غير المؤكدة.
والان الى مزيد من الاسئلة التي اثارها المسلسل في ذهني وانا اتابعه:
يقول المسلمون ان معجزة القران هي البلاغة لكن المسلسل يظهر اعيان قريش ملوك فصاحة وبيان حتى عبيدهم يتحدثون بلغة راقية صافية رفيعة بليغة فصيحة حتى اليهود في المسلسل يتقنون فصاحة العرب. فاين الاعجاز الفارق في الاسلام والقران؟
في مشهد صلح الحديبية يظهر القرشيون والمسلمون يتقنون القراءة والكتابة وان حذف المخرج مشهد كتابة الصلح او عبارة الافتتاح باسمك اللهم التي وضعها سهيل بن عمرو فقد ظهر علي يقرأ نص كتاب الصلح... فكيف تعلم علي القراءة والكتابة ولم يتعلمها محمد؟ مشهد مثل هذا يثير مثل هذا السؤال وهو الامر الذي لا يريد شيوخ الاسلام ان يثار. فقد كان علي يقرأ وكذلك عمر وابو بكر وخالد وابن العاص وبقية الناس المشهورين في الجاهلية الا محمد لا يعرف القراءة؟
يثير المسلسل ايضا سؤلا عن معاوية بن ابي سفيان. فابو سفيان يظهر في المسلسل كزعيم قريشي مرموق وهو الذي كان يقود معركة احد. ويظهر ابناء زعماء القبائل الاخرى فاين معاوية؟ لماذا لم يظهر في المسلسل؟ يقولون ان معاوية كان احد كتاب الوحي.اي انه كان يكتب عن الرسول نص القران الموحى. لو نحسب قليلا في التاريخ لنعرف ان مدة بعثة محمد كانت ثلاثة وعشرين عاما انتهت في العام العاشر للهجرة. والمعروف ان بيت ابي سفيان لم يتحول الى الاسلام الا في السنة الثامنة للهجرة يوم فتح مكة. اي ان معاوية لم يشهد من فترة الوحي سوى اخر سنتين فهل كان خلالها لصيقا بمحمد الى درجة ان يكتب له نص الوحي المنزل؟ هل نجد اي جواب لذلك في اي مصدر؟ ام هي فقط عبارة "معاوية احد كتاب الوحي" تكفي؟
ما هي حقيقة معركة بدر؟ يقولون ان معركة بدر وقعت في رمضان ويتباهى الشيوخ في خطب الجمعة في الحديث عن نصر بدر ومعارك ر مضان وان بدرا كانت في صيام رمضان. لكن المسلسل يظهر المعركة ولا يظهر رمضان. ولا توجد في المسلسل اي اشارة الى صيام هذا الشهر فهل كان الصيام غير مفروض بعد؟
لم نر عمر في المسلسل يصوم رمضان بل لم نر المسلمين في المسلسل يصومون او حتى يعيشون شهر رمضان وكأن رمضان لم يكن ليحدث في تلك السنوات؟
وفقا لما جاء في المسلسل وقبيل صلح الحديبية حاول محمد مع اصحابه الحج الى البيت الحرام. في ذلك الوقت كانت الكعبة لا تزال تضم الاصنام وفقا للرواية الاسلامية. فكيف كان النبي سيطوف بالكعبة وهي ما زالت مجمعا للاوثان والاصنام. فلم يكن النبي واصحابه ليدمروا الاصنام قبل ان يطوفوا بها وهي مازالت بامرة قريش. حتى انه بعد عام من صلح الحديبية قام محمد واصحابه بالحج الى الكعبة وهي ما ما زالت مليئة بالاصنام.

هذه اسئلة محددة وستثور اسئلة ضافية مع استمرار عرض المسلسل وكلها اسئلة يخشى الشيوخ الاجابة عليها بل ويخشون من مجرد اثارتها او مجرد التطرق اليها. فالقران يطلب منهم ان لا يسالوا عن اشياءان تبد لهم تسؤهم.



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ئلة عميقة حول مسلسل عمر بن الخطاب
- اسئلة عميقة يثيرها مسلسل عمر بن الخطاب
- الخطاب الحلم
- اسطول الحرية والحقيقة الغائبة
- غزوة منهاتن ذكرى وعبرة: هل تعلمنا؟
- المرجعية الفلسطينية واللعب بالنار
- دمار غزة والانقلاب الثاني
- ربنا موجود
- لبنان ينتظر المجهول المعلوم
- امارة غزة الظلامية والتباهي بسفك الدماء
- انقلاب حماس ومستقبل غزة
- خلط الاوراق والأدوار المشبوهة
- المسيحيون في العراق والصمت الاسلامي المريب
- لماذا لم اكتب منذ زمن
- إعلان مكة مرهون بنتائجه
- هل يقدر السنيورة على ما عجز عنه سابقوه؟
- سبعة و سبعون
- وقل جاء الحق وزهق الباطل
- موت رئيس والضلال الذي كنا فيه
- حزب الله في الشارع


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين عبدالله نورالدين - مزيد من الاسئلة حول مسلسل عمر والاسباب الحقيقية لرفضه