أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 23// بين عامي 1984 و 1987














المزيد.....


23// بين عامي 1984 و 1987


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 13:41
المحور: سيرة ذاتية
    


بعدما بدأ ضابط أمن مديرية أمن أربيل بوصفي بالقونده ره (7)
(قد ما تخمم وقد ما تسكت و ما تتكلم
مهما الدهر يوجِعكْ و يُألم
و تْشوف كل الناس في أحزانه
مَحال تلقى غير قلبي أنا)*
قبل أن أستمر في حكايتي مع الرفيق حسن الدوري أرى من الضروي أن أجيب على بعض التساؤلات التي تظهر، بالتأكيد، عند القارئ بعد أن يقرأ عن المواجهات التي خضتها مع عدد من المسؤولين في العهد السابق، من خلال كتاباتي، وأهمها: ألم أكن خائفاً من مناطحة هؤلاء؟ هل كنتُ واعيا لخطورة ما أفعل ولماذا؟ أوكان فيّ مس من جنون واللامبالاة؟ لدرجة لم أهتم أبدا بما يصدر عنهم من ردود أفعال قاسية وهم القادرون على فعل كل شئ بأمثالنا، بحجة الدفاع عن (الثورة) و مكتسباتها في غياب أي رادع أو محاسبة، من دون أدنى إعتبار لمشاعر الأنسان أو لحقوقه في العيش بكرامة في وطنه، أو حجج أخرى تبتكرها النظم الديكتاتورية و تدخلها إلى قاموس الحياة، إلى جانب سلسلة طويلة من المخاوف و الخطوط الحمراء المتعرجة، الموروثة من العهود الغابرة، والتي تشكل، بمجملها، مسارا ضيقا ومملاً يتحتم على (الرعية) السير فيه، دون أن يكون لها حق الإعتراض، حتى وإن قادتها، هذه المسالك، إلى الموت الزؤام، لكي يضمن كل فرد بقاء رأسه فوق جسده. لكنني وجدت نفسي، ومن العمق، بأنني لا أتمكن أن أستسلم لهذا الواقع المحبط ومخاوفه التي تؤدي إلى تقييد الفكر، هذا المنتوج الرائع نتيجة تفاعل الطبيعة مع كفاح الأنسان الدؤوب نحو الرقي، وتقولبه للرضوخ لأرادة حكام لا يمكن وصفهم بغير كونهم مرضى، نفسيا وعقليا، ومتخلفين إجتماعيا تبوؤا مراكزهم بتأثيرات قوى لا تنأى عن أي جهد أو إجراء تضمن إبقاء المكان، الذي تولدت فيه حضارة الأنسان، كمستنقع نتن لضمان إستنزاف المواد المتقطرة من مخلفات المزبلة التي جمعت فيها الطبيعة أزبالها خلال ملايين السنين. قد يكون لسلوك و تصرفات والدي دور في حقني بحقنة أكبر من المعتاد بمضاد الخوف، الجرأة، لأنني لم أكن أتخيل أبداّ، بأن هذا الرجل عندما يسكت يكون الخوف هاجسه، ولم أراه يوما يمشي وخلفه حارس شخصي ولا أمام الدار وفي كل الظروف، وكان ينام ملء جفونه عن شواردها، على قول المتنبي، ولا مباليا لما يُحاك ضده. كما وكانت لطبيعة عملي الذي كنت أواجه المخاطر بسببه الدور الأكبر، حيث التعامل مع الغازات السامة التي لها القدرة على شل الجهاز التنفسي للأنسان نهائيا من خلال نفس واحد فقط، والعمل على أبراج تصل إرتفاعها إلى أكثر من 60 مترا والصعود إليها بواسطة سلالم خارجية، وتشغيل أفران تصل مسار النار فيها إلى أكثر من مائة متر ودرجة الحرارة فيها أكثر من ألف درجة مؤية ومخاطر الكهرباء....وأخرها كان التعرض إلى الأمراض التي يصعب التخلص منها أثناء التعامل مع الأجهزة والمعدات ومحطة تصفية المجاري لمستشفى فيه 400سرير وخمسة قاعات للعمليات، وإن تعددت الأسباب الموت واحد. هكذا عندما يمر المرء بكل هذه المحطات التي يكون، خلالها، الموت قاب قوسين أو أدناه، لفترات طويلة وبأشكال متعددة، عندها يضمحل هاجس الخوف نهائيا ويحل محله ثقافة الحذر المبنية على المعلومات الدقيقة عن خصائص مصادر الخطر ونقاط قوتها وضعفها وأليات عملها وطريقة فتكها بالأنسان والأحتياطات الواجب تهيئتها لمواجهة الحالات الطارئة بدلا من الهروب من المكان مذعورا. عندما يعلن مغنيا عن إستعداده لترخيص دمه مقابل رؤية وجه معشوقته فقط**، لماذا لا يتحمل شخص أخر(كفرد غير متحزب) المخاطر من أجل أن يفكر بحرية ويتكلم، بمهارة، حسب قناعته في وجه أعتى العتاة من دون التشبث بالوصول إلى أرذل العمر والتخاذل من أجله أو من أجل ثروة لا تزيد في كينونة الأنسان غير تحملا أكثر لحياة زاخرة بالمهانة و الذل و الأذلال. على هذه الأسس كنت أتصرف بوعي تام وبدون خوف لأنني إستوعبت، في تصوري، طبيعة السلطة و طريقة تفكير الجالس على قمة هرمها ومخاوفه وأعمدة الرعب المتوازية، في الترتيب، والتي كان الهرم يستقر فوقها ومجال الحركة والمناورة بينها بعيدا عن كل هواجس الخوف أو الأستسلام للمغريات التي بُلي بها.....
(يتبع)
*مقطع من أغنية بوشناق و صادق ثريا ـ كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة.
http://www.youtube.com/watch?v=tyPIPaFmDLs
**كما يُعلنه الفنان الكوردي علي مردان في أغنيته: زقاق بعد زقاق
http://www.youtube.com/watch?v=ElGxs1Iy8SY



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كنت أحلم به...(9)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسي (5)
- 22// بين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(8)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسى(4)
- 21// مابين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(7)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(3)
- 20// ما بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به …(6)
- تعقيبا على مقال ...بمنظور غير سياسي (2)
- 19// بين عامي 1984 و 1987
- يا حمامة مهما طرتِ
- ما كنت أحلم به…(5)
- ركبت البحر
- تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياس ...
- 18// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به…(4)
- رسالة جوابية
- 17// بين عامي 1984 و 1987


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 23// بين عامي 1984 و 1987