|
الحق في الحصول على المعلومات في المغرب
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 06:36
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
تم إعداد هذا التقرير الخاص بالمغرب في إطار الحوار الإقليمي بشأن "تعزيز الحصول على المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: مساندة الائتلافات والشبكات. الحق في الحصول على المعلومات وطلبها حق تكفله المادة 91 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فالمعلومات تُعَد "أوكسجين الديمقراطية". ويلعب حق الحصول على المعلومات دورا محوريا في تعزيز المساءلة وقادرة المواطنين على مراقبة أفعال الحكومة، ويسهم في تعزيز التنمية القائمة على المشاركة.
فلا يوجد في المغرب قانون بشأن الحصول على المعلومات. وقد عزز الربيع العربي مطالب الناشطين في مجال الإعلام والشفافية المغاربة بإصلاحات قانونية من أجل الشفافية. وأصبح المغرب أول بلاد عربي يستحدث نصاً دستورياً يكفل الحق في الحصول على المعلومات.
1
ينص الدستور الجديد للمغرب الذي صدر في يوليو2011 على الحق في الحصول على المعلومات. وتقول المادة 27 منه على إن "للمواطنين والمواطنات حق الحصول على المعلومات الموجودة في حوزة الإدارة العمومية والمؤسسات المنتخبة والهيئات المكلفة بمهام المرفق العمومية. ولا يمكن تقييد الحق في المعلومة.
وفي 21 يناير 2012 ، أقر المغرب تعديلا لقانون الصحافة والنشر تضمَّن بندا عاما عن الحصول على المعلومات. ونصت المادة الأولى على أن "لمختلف وسائل الإعلام الحق في الوصول إلى مصادر الخبر والحصول على المعلومات ما لم تكن هذه المعلومات سرية بمقتضى القانون ."غير أن القانون لم يتضمَّن إنشاء آلية يمكن من خلالها لوسائل الإعلام الوصول إلى مصادر الأخبار . ولم يحدِّد واجبات الدولة وعواقب الامتناع عن تقديم المعلومات. ويفتقر أيضا إلى آلية للطعن والتظلم من رفض المؤسسات العامة تقديم المعلومات. وينطوي القانون على عدد من المآخذ من حيث غموضه ونظام جزاءاته وعقوباته.
وفي فبراير 1995 ، أدَّت الضغوط التي مارستها النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى إقرار الحكومة النظام الأساسي للصحفيين المهنيين. وينص البند 4 منه على "حق الصحفي في الوصول إلى مصادر الخبر في إطار ممارسة مهنته وفي حدود احترام القوانين الجاري العمل بها."
و كانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية مدافعا قويا عن ضرورة تنظيم الحق في الحصول على المعلومات . وجاء في بيانها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أنه في غياب بنود لتنفيذ الحق في الحصول على المعلومات المنصوص عليه في قانون الصحافة والنظام الأساسي للصحفيين المهنيين، فإن ذلك يمنح المؤسسات العمومية السلطة الكاملة لحجب وإخفاء المعلومات مما يعوق قيام رأي عام واعٍ.
2
أما بخصوص قانون الأرشيف يقرّ بأنه يمكن لكل شخص راغب في الاطلاع، دون مراعاة أي أجل، على بعض الوثائق التي توضع عادة رهن إشارة الجمهور أو على الوثائق التي يرخص القانون بالاطلاع عليها." وتقضي مادته 16 بأنه يحق للجمهور الوصول بحرية إلى المحفوظات العامة بعد مرور 31 عاما على إنتاجها، إلا في بعض الحالات المنصوص عليهافي القانون.
و تم تدشين مؤسسة أرشيف المغرب في 27 مايو 2011 بعد أكثر من عامين من المطالبة الشعبية بتفعيل قانون الأرشيف. غير أن المؤسسة لم تبدأ عملها بعد، ومازال المغاربة ينتظرون إصدار القوانين التنظيمية التي ترسي آليات التنفيذ.
كما أنه هناك عدد من القوانين تقر بحق الأفراد والجماعات في الحصول على المعلومات خلال مهل زمنية ليتمكنوا من الحفاظ والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم. على سبيل المثال هناك قانون التحفيظ العقاري، والقانون المتعلق بمدونة التجارة والقانون المتعلق بالتنمية الريفية وتطوير المجتمع المدني، تسمح لهؤلاء بممارسة حقوقهم وحماية مصالحهم ، وكذلك قانون مصادرة الممتلكات الخاصة وقانون حرية الأسعار والمنافسة اللذين يكفلان حق المستهلك في المعلومات. وينص مرسوم المشتريات العامة على واجب المؤسسات العامة في نشار طلبات الاستفسار والرد عليها.
ونص القانون الصادر في 1992 والمُنظِّم للجان التحقيق والتقصي البرلمانية على حرية الاختيار للبرلمان في الإفصاح عن نتائج تحقيقاته. ويجوز للبرلمان أيضا أن يناقش نتائج التحقيقات في جلسة خاصة. وتقوم تلك اللجان بالتحقيق في حالات الفساد التي تتعلق بمؤسسات حكومية، وقد تتيح للجمهور مصدرا مهما لتدفق المعلومات.
وعلى الرغم من الإصلاحات القانونية في الدستور المغربي وقانون الصحافة، فإن الحصول على المعلومات قد يتعطل جراء عدد من النصوص القانونية. ولا تزال توجد عقبات قانونية ولا سيما غموض الأحكام القانونية لقانون الصحافة وكذلك أسرار المهنة وأسرار الدفاع الوطني. وهناك دائرة صغيرة من المسؤولين الحكوميين يتاح لهم الحق في الحصول على المعلومات المتصلة بالمؤسساات العسكرية و الدبلوماساية والاقتصادية والصناعية دون سواهم وبدون قيد أو شرط.
3
ويمنع القانون الجنائي العاملين بالقطاع الخاص من إفشاء المعلومات إذا كان عملهم "ذا طبيعة حساسة " أومتصلا بالأمن العام أو كيانات سيادية. وتنص المادة 187 على أسرار الدفاع الوطني وتشمل نطاقا واسعا: "الأشياء والأدوات والمحررات والرسوم والتصميمات والخرائط والنسخ والصور الفوتوغرافية أو أي صور أخرى وأي وثائق كيفما كانت، التي توجب طبيعتها ألا يطلع عليهااإلا الأشخاص المختصون باستعمالها أو المحافظة عليها."
ويقضي القانون أيضا بأن "كل مدير أو مساعد أو عامل في مصنع، إذا أفشى أو حاول إفشاء أسرار المصنع الذي يعمل به، سواء كان ذلك الإفشاء إلى أجنبي أو إلى مغربي مقيم في بلد أجنبي يُعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وغرامة من مائتي إلى عشرة آلاف درهم . وإذا أفشى هذه الأسرار إلى مغربي مقيم بالمغرب، فعقوبته الحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين والغرامة من مائتين إلى مائتين وخمسين درهما.
وتطالب منظمات المجتمع المدني بمراجعة التشريعات بما في ذلك القانون الجنائي وقانون الوظيفة العمومية .
وأُنشِأت مؤسسة ديوان المظالم وأصدر المغرب قانون جديد بإحداث مؤسسة الوسيط في خطوة لتحديث مؤسسة ديوان المظالم وليحل محلها.
وتتيح المادة التاسعة من القانون للمواطنين إقامة شكوى والتظلُُّم ضد أعمال الإدارة العمومية. ويقوم الديوان باجراء البحث والتحريات للتأكد من حقيقة الوقائع الواردة في الشكاوى والتأكد من الضرر الواقع على المشتكي, ويمكن للوسيط "استفسار الجهات المعنية حول الأفعال موضوع الشكوى أو التظلم ومطالبتها بموافاته بالتوضيحات اللازمة بشأنها وبالوثائق والمعلومات المتصلة بها. اذا تأكد الوسيط من صحة الوقائع ووجود الضرر يقدم الوسيط توصياته واقتراحاته وملاحظاته الى المؤسسة المعنية التي يتعين عليها خلال ثلاثين يوماً اتخاذ الاجراءات اللازمة للنظر في القضايا المحالة اليها وأن تخبر الوسيط بالقرارات والاجراءات التي اتخذتها بشأن ذلك. ويتعين على الإدارة أن تقدم الدعم اللازم للوسيط ... من خلال مدهم بجميع الوثائق والمعلومات المتعلقة بالشكاوى أو التظلمات المحالة عليها باستثناء ما يعتبر سرياً منها بحكم القوانين الجاري العمل بها.
4
وأطلق المغرب البوابة الوطنية للمعلومات على شبكة الإنترنت وأنشأت عدد من الوزارات والمؤسسات العامة مواقع لها على شبكة الإنترنت . غير أن هذه المبادرات مازالت قاصرة عن تحقيق انفتاح الحكومة. فلا يوجد قانون يلزم المؤسسات العامة بالحفاظ على موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت ويحدد محتواه وحقوق المواطنين في مقابل واجبات المؤسسات العامة، أو يحدد الجزاءات للمخالفين وآلية للإشراف.
وخلصت الخبيرة الإعلامية المغربية ألكسندرا بالفريج في دراسة لها مع اليونسكو عن الحصول على المعلومات العامة في المغرب إلى أن وزارة الداخلية وإدارة الدفاع الوطني ليس لهما موقع على شبكة الإنترنت. ولم يجر أيضا تحديث المواقع الإلكترونية للوزارات الأخرى بانتظام. ولاحظت منظمات المجتمع المدني أن مبادرات الحكومة الإلكترونية لا يمكن أن تكون بديلا عن تشريع يكفل الحق في الحصول على المعلومات. فالمواقع الإلكترونية على الإنترنت ليسات صديقة للمستخدمين ومستواها متدن من حيث المحتوى ولا تتسق مع المعايير التي وضعتها اللجنة الوزارية للحكومة الإلكترونية. والمعلومات المنشورة في تلك المواقع تتضمن أخبار المؤسسة الحكومية ومنجزاتها لكنها لاتحتوي على معلومات جوهرية للمستخدمين.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المغرب:هل نحن على ابواب السكتة القلبية أو الدماغية؟
-
الشفافية تستلزم رؤية واضحة حتى لا تصبح مجرد قعقعة
-
فضائح المؤسسات العمومية مغاربة خانوا ثقة الملك والشعب
-
إفلاس صندوق المقاصة مناسبة أخرى للتفكير في تغيير نموذج التنم
...
-
هل أمريكا بصدد إعادة ترتيب أوراقها بشمال إفريقيا عسكريا وأمن
...
-
متي سنتخلص من تسو نامي تهريب الأموال؟
-
التصدي للاعتداء الجنسي على القاصرين تنامي صادم بالقنيطرة وجه
...
-
من سيخلف عباس الفاسي؟ بعد فشل التوافق تم تفعيل استراتيجية ال
...
-
الجاسوسية والجاسوسية المضادة بنكهة مغربية
-
شباب القنيطرة واقع مر وغد دون معالم مضيئة ثلثاهم تقريبا عاطل
...
-
عبدالمومن الديوري شبل ابن أسد ظل واقفا صامدا بتصميم إلى أن غ
...
-
الأمن الاجتماعي مسؤولية من؟
-
الصفر كثير عليها
-
دولة الرفاهية بالمغرب حُلم بعيد المنال
-
سخط أم يأس؟
-
مازلنا نتوق للكرامة وللعيش الكريم
-
-كلاّ وموازينو-
-
هل من معنى للصالح العام عند القيمين على أمور المغرب؟
-
غريب أمر جامعة ابن طفيل -من لا يستحيي فليفعل ما يريد-
-
لماذا تُصر النيابة العامة على حفظ الشكايات ضد رجال السلطة؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|