أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محسن لفته الجنابي - المجنون الحقيقي وحكاية عبود المخبّل














المزيد.....

المجنون الحقيقي وحكاية عبود المخبّل


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 05:24
المحور: حقوق الانسان
    


كان عبد الرحمن تاجرا" معروفا" في بغداد , له هيبة ووقار يستحقها , والناس بحاجة أليه , ولذلك يحترمونه و يجلونه , كان يحيا حياة هادئه , أستمرت حتى قدوم الوباء للمحلة, فمرضت زوجته بالطاعون ومن ثم كل أسرته , فماتوا , هجَّ بعدها في أرض الله الواسعه ولا نعرف السبب , هل من الطاعون هرب , أم من صدمته الى مجنون قد أنقلب , العلم في ذلك عند الرب فقط , وبعد بضعة من السنين عاد عبد الرحمن الى المحلة , وهو فاقد للشعور منهك دون روح وبحياة هي ماتيسر كي يبقى الجسد , ليجد البلاء في ثوب جديد , فقد تجمع أطفال المحلة وشبابها ونسائها , ليصفقوا خلفه كل مرة يشاهدونه فيها (هيه هيه مخبل ... عبود المخبل ... لابس عباة أمه وأسليمه اللي أتطمّه) ... وهو يركض بحثا" عن مكان يأوي أليه من هذا الهجوم , وأستمرت الكارثة بالنسبة الى (عبود ) والأحتفاليه بالنسبة لأهل المحلة , وفي يوم من الأيام وحين حاصره جمهور المحتفلين , لم يجد سوى دائرة التجنيد ملاذا له , ليهرب من أهل المحله , صرخ به الحرس لكنه ,أصر على الدخول , حتى دخل الى غرفة المدير , فتفاجأ به المدير وأنبهر , حاول الحرس أخراجه وتبرير دخوله عنوة لكن المدير على بقائه أصرّ , أستأنس المدير به , وطابت له منادمته , فقد كان عسكريا" يعيش عن المجتمع بعيدا" في عزلة , ولم يكن له أصدقاء , فأختار عبود المخبل ليكون صديقه الوحيد , و أنتهى اللقاء الأول بعد أن قطع عبود الوعود له , بأن يزوره يوميّا" , وله لبى عبود ماطلب , كل يوم يزوره , فالكبار من المدراء لاعمل لديهم فعلا" , ووقتهم معظمه فراغ , عدا الأمور الرتيبه , الممله , فكان عبود الأنيس اليومي للمدير , وتطور الأمر الى أن تتحول زيارات عبود للمدير في بيته عصرا" , سمع أهل المحلة بتلك الأخبار , بدأوا يتناقلوها , فعم ربوعهم الفرح , فالجميع لديهم معاملات وطلبات , عجزوا عن أيصالها لمدير التجنيد , كونه ولطبيعته العسكرية الشديدة , فلا يجرؤ أحد أن يقابله , لكنهم وجدوا مفتاحه , لدى (عبود المخبل ) , فتحولت العرائض والطلبات الى قصاصات , وكل صاحب حاجة لدى مدير التجنيد , من تسريح أو نقل أو تنسيب كان يعطي ورقته الصغيرة الى عبود اللذي يدخل على المدير صارخا" ( يالله ولك أشتغل بسرعه ) فكان المدير يقابله بأبتسامه عريضه قائلا" (صار عبود وتدلل) , وهكذا أصبح كل الكبار في المحلة يهابون عبود لما يمتلكه من علاقه قويّة مع مدير التجنيد , لكن أطفال المحلة كانوا للأمر لا يفقهون , ولا زالوا يصرخون خلفه مصفقين (هيه هيه مخبل , عبود المخبل ... لابس عباة أمّه وأسليمه اللي أتطمّه) !! فما كان من عبود وفي لحظة فقد معها كل صبره الا أن أنتشل (طابوقه متوسطة الحجم) من الشارع ورمى بها عليهم , فشجّت رأس أحدهم , حتى سالت دمائه وحضر أهله (صارخين) , وأهل المحلة (ساكتين) , وقدموا شكوى للشرطه , والى المحكمة , فجاء التبليغ الى عبود , الى المحكمة بأن يحضر, في اليوم الموعود المثبت في المحضر , وكعادته عبود ذهب الى صديقه (مدير التجنيد ) وأخبره بما حصل , فأجابه صديقه وطمأنه , وأخبره أنه سيلقنه القول ويحسنه , لما سيتحدث به في المحكمة , وأستمر التلقين , حتى جاء موعد المرافعه , ونودي على المتهم عبود ليدخل الى قاعة المحكمه , فدخل أمام القاضي :

أنتَ عبود , أجابه : نعم

هل ضربت (فلان الفلاني ) بالطابوقه على رأسه , أجاب عبود: نعم

سأله القاضي : لماذا ضربته ؟

أجابه عبود : سيادة القاضي , قبل أن أجيبك , أطلب منك طلبا"

القاضي : نعم تفضل

عبود : أطلب منك أن تصلي على محمد وال محمد

القاضي أستغرب , لكنه أسترسل: اللهم صلّي على محمد وال محمد

عبود : مرة ثانية أطلب أن تصّلي على محمد وال محمد

القاضي على مضض : اللهم .... صلّي على ... محمد ...وال محمد !!

عبود : سيادة القاضي وأطلب من سيادتك أن تصلّي مرة ثالثه على محمد وال محمد .
القاضي وقد وقف على (حيله) :
لك عبود , اليوم أسمط أبو أبوك , جاي تستهزيء بيّه وبالمحكمه , راح (أذبّك) بالسجن وأنعل والد والديك !!!
ضحك عبود طويلا" , حتى تطاير الشرر من عيون القاضي , لكنه أستمر
سيادة القاضي الله يخليك , انا طلبت منك أن تصلي على النبي وبكل أحترام وأدب, ولم أطلب شيء عجب , فكيف بحالي وأنا المفجوع بوفاة زوجتي وأطفالي , والناس خلفي تصفق في كل لحظة ( عبود المخبل , عبود المخبل ) يعيدونها في اليوم ألف مرّه !!
تعوّذ القاضي من الشيطان , وتنفس بعمق ولفترة قد صمت , وقال : حكمت المحكمه , ببرائه المدعو عبود وليس لأحد عنده أي حق في الشكوى أو التعويض, وهو كامل الأهليّه , ولديه كل القوى العقليه.... وتمتم القاضي بضع كلمات بتذمر لم يستطع كاتب الضبط أن يدونها .... ورفِعَت الجلسه وأغلق المحضر.
عاد عبود الى الشارع وكان أطفال كثيرون خلفه يسيرون , يصفقون :
هيه هيه مخبل ,عبود المخبل , لابس عباة أمّه ..... وأسليمه اللي أتطمّه !!

تنويه : قصة عبود المجنون حقيقية كنت شاهدا" على جانبا" منها



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمطار تموز
- البخت و التخت
- الحب في بلاد شنعار


المزيد.....




- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محسن لفته الجنابي - المجنون الحقيقي وحكاية عبود المخبّل