أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - بعد اغتيال الحريري :هل سيستمر نظام البعث السوري كقاعدة ارهابية في مواجهة التغيير الديموقراطي با لمنطقة ؟















المزيد.....

بعد اغتيال الحريري :هل سيستمر نظام البعث السوري كقاعدة ارهابية في مواجهة التغيير الديموقراطي با لمنطقة ؟


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1113 - 2005 / 2 / 18 - 20:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد اغتيال الحريري :
هل يستمر نظام البعث السوري كقاعدة ارهابية بمواجهة التغيير الديموقراطي بالمنطقة ؟
قديما قالوا :- من شب على شيء شاب عليه – فقد قام نظام البعثين في كل من سورية والعراق على الجماجم البشرية عبر ازهاق الارواح واراقة الدماء في انقلابات عسكرية شهدت صنوف الانتقام والاعدامات ضد الاخرين وبادوات غير شرعية وزمر مشدودة الى العصبية الطائفية يفضحها موقعها الاقلياتي غير المعبر عن الاغلبية المجتمعية وتدينها – مكيافيليتها – المفرطة في التغني بالشعارات القومية التي فقدت المصداقية منذ الوهلة الاولى لانها استخدمت اساسا لتحقيق اهداف فئوية ضيقة عبر اغتصاب السلطة والسيطرة على المقدرات واداتي التحكم القمعيتين : الجيش والاجهزة الامنية كخطوة اولية للامساك فيما بعد بمفاتيح الاقتصاد والثروة والاحتكارات . وهكذاتنطلق سلطة البعث من فعل ارهابي متاثرة بايديولوجيا الحركة القومية الالمانية النازية وتفرض نظامها على المجتمع بوسائل ارهابية خلال عقود من اعدام وابادة الخصم المعارض والاحكام العرفية وقانون الطوارىء ودساتير – الاستفتاءات – والسجون والمعتقلات , وتحافظ على ديمومتها حسب خطط ارهابية استباقية تستهدف معارضة الداخل وتطال اعداءها وخصومها المعلنين والمحتملين حسب – قراءتها الخاصة – في الخارج وخاصة في الجوار وبالاخص في مجاله الذي كان – حيويا – ابتداء من سورية ومرورا بلبنان والعراق وانتهاءبفلسطين .

اتحفنا هذا النظام بموبقات مبتكرة ودشن سوابق لا مثيل لها في تاريخ الفكرالسياسي ونظم الحكم في الشرق الاوسط –ان لم نقل في العالم - تندى لها جبين الانسانية , باسم القومية رسخ الطائفية , وباسم الوحدة القومية احتل لبنان والكويت بعد ان تنازل مكرها وعاجزا عن الاسكندرون وشط العرب والجولان وفلسطين , وتحت عباءة الوطنية قسم المجتمع وهدد وحدته , حول البلاد الى سجن كبير , وعمق الفكر الشوفيني العنصري تجاه الاخر غير العربي مستعديا ملايين الكرد , تحت غطاء شعارات – معاداة الامبريالية – جلب الجيوش الاجنبية الى عقر الدار , وباسم فلسطين نحر منظمة التحرير الفلسطينية وشتت الحركة الوطنية الفلسطينية , في عهده وقعت حروب الطوائف وتناحر القوميات , وجرى القتل على الهوية , وبفضل نهجه وسلوكه ظهرت السيارات المفخخة والاغتيالات الفردية والجماعية التي من حقه وحده المفاخرة بذلك الانجاز , هو من دشن دولة المخابرات وتحكم الاجهزة السرية في مصير العباد والبلاد , هو اول من وضع ميزانية خاصة للانشطة السرية بموازاة ميزانية الدولة المعلنة واقدم على اقتطاع نسب عالية من الاموال العامة ومصادر الدخل القومي لاغراض غير معلنة , اجهزته العديدة المتشعبة تفننت في ابتكار اساليب التعذيب والاذلال بشكل تفوق على جرائم النازية .

انفرد بتجهيز فرق مختصة ومدربة على تسميم الضحايا من المعتقلين والسجناء بانواع تتفاوت في فعاليتها بين القتل الفوري والموت البطيء , وكان له – شرف – السبق في عمليات التطهير العرقي والتهجير لاسباب عنصرية وابادة الجنس بالاسلحة الكيمياوية ضد فئات وقوميات من ابناء الوطن الواحد , مارس العنف بقساوة بالغة تجاه القوى التقدمية واعدم مناضلين اشاوس من اجل التقدم والعدالة الاجتماعية وتحول اداة طيعة بايدي الجهات الاستعمارية , انتهك كل المبادىء عندما اقدم على تصفية حركات التحرر الوطني كا الحركة الفلسطينية والكردية واللبنانية .
يقف الان في الجبهة الامامية ضد عمليات التغيير الديموقراطي والاصلاح والتقدم ويتصدر القوى المناوئة لامن واستقرار العراق , في تاريخه السلطوي القديم خدم الامبريالية ضد الحركتين الشيوعية والتحررية وفي التاريخ الحديث يواصل العداء للشعوب التواقة للحرية والديموقراطية ويخدم الارهاب والارهابيين كملاذ اخير لنهاية سوداء.
ظهر على الساحة موحيا انه حزب علماني معاصر فاذا به بعد تسلم السلطة ينحدر نحوهاوية الطائفية ويتقلص – ايديولوجيا – ليمثل القبيلة ثم العشيرة فالعائلة ,بخبرته الطويلة اصبح بارعا في التعامل مع معادلة العلاقة بين السلطة والثروة وتجييرهما لمصلحة بقاء النظام مهما كلف الامر وحتى لو ادى ذلك الى ابادة الشعب كله وحرق الاخضر واليابس , كيف لا يفعل ذلك وهو العالم اكثر من الجميع بان المسالة مصيرية وهي قضية حياة او موت وحالة الامين القومي والقطري لحزب البعث العراقي تشي بالمصير حيث المحاكمات بالانتظار والقصاص العادل على الطريق .
ان جزاء الضحايا الفلسطيين واللبنانيين وحده كفيل بتنفيذ العقوبات الشديدة بالجناة الحاكمين في دمشق وذلك بقوة القانون واحكام القضاء المستقل ناهيك عن تبعات مجازر حماة وتدمر والقامشلي ونهب اموال الشعب طيلة عقود وضحايا السجون والمعتقلات والتعذيب والتهجير والتعريب والحرمان من حق المواطنة وحقوق الانسان .
زيف علمانية البعث الحاكم يتكشف في ممارساته على الارض وتعامله مع الداخل والمحيط حسب المنطق الطائفي- الباطني والقومي الشوفيني المتزمت والسلوك الفوقي الدكتاتوري بمعزل عن المؤسسات المدنية ورقابة القضاء , فقد تفاعل منذ تسلمه للسلطة مع الزمر الارهابية واستخدمها في تصفية خصومه السياسيين في الخارج من كل الاتجاهات كما استغل حاجات المعارضات وعوزها باستغلالها سياسيا وامنيا ثم بيعها في نهاية المطاف بشكل خسيس وتعاون مع اكثر جماعات الاسلام السياسي تطرفا وظلامية ضد دعاة التغيير الديموقراطي وعملية الاصلاح برمتها في الداخل والخارج وهو الان يشكل احد ضلوع المثلث الارهابي في الشرق الاوسط الى جانب الاصولية الاسلامية – المذهبية – القومجية .

بعد سقوط الدكتاتورية البعثية اثر عملية تحريرالعراق ونجاح العملية الانتخابية فان البعث التوام في دمشق ( الوراثة ) بات وريثا - ايديولوجيا – لسلفه المنهار ويقتصر دوره في اللحظة الراهنة على – صيانة النظام – اولا وآخرا بكل الوسائل المتوفرة- رغم كونها مهمة يائسة - ولا يكفي ادامة حرمان السوريين من الحرية والديموقراطية وممارسة القمع تجاههم لتحقيق الهدف المنشود بل ان هناك شروطا اخرى تتعدى الداخل السوري لتوفير المظلة المطلوبة , والاوراق المستعملة – بقلتها واستنفاذ مفعولها - تتوزع بين لبنان والعراق وفلسطين وعبر شبكة واسعة من العلاقات والتعاملات والتحالفات وخاصة مع قوى ومجموعات ارهابية وباموال عراقية اهداها – الامين القومي والقطري – قبل لحظات الانهيار وبواسطة قريبه – علي الكيميائي – الى العائلة – الوارثة – في سوريا الذي قاد في حينه موكبا ضخما تحت جنح الظلام متجها نحو دمشق مستقبلا بحفاوة من بعض رؤوس النظام وحاملا بالاضافة الى الاموال المنقولة (من مئات ملايين الدولارات وكميات الذهب والحلى التي كانت العائلة تضع عليها اليد ) ما تيسر من اسلحة ومواد كيمياوية وبيولوجية وغيرها من المواد الممنوعة دوليا التي تدخل في خانة اسلحة الدمار الشامل وحسب المعلومات فقد كان لزعيم- حزب الله- اللبناني نصيب من هذا العطاء والذي ادلى في حينه بتصريحات لمصلحة النظام الاستبدادي .

جاء اغتيال الحريري كشخصية اقتصادية معارضة وزعيم وطني ديموقراطي لبناني متنور بقرار الالة الامنية الارهابية في سورية التي يشرف عليها راس النظام لحاجة ماسة وضرورية في تحقيق جزء من الاهداف المرسومة في دائرة صنع القرار في دمشق لارهاب الخصوم ورد الضغوط الدولية ,وضرب الاستقراروعرقلة المسيرة السلمية الجارية في العراق وفلسطين ولبنان – لاحقا - برغبة جامحة من شعوبها وارادة دولية مشتركة, وحسب معظم المراقبين فان الخطوة السورية الاستباقية وفي اللحظة السياسية الراهنة سترتد وبالا على النظام وستشكل سببا وجيها لحصول تغييرات جذرية في دمشق في اقرب فرصة , وما الاقدام على هذه المقامرة – المغامرة الا دليلا على ارتباك اجهزة النظام وفقدان الاتزان والتوازن في اواخر عهدها الايل الى السقوط .

ان فضح واستنكار دور النظام السوري على الصعيدين الوطني والاقليمي في معاداته الديموقراطية والاصلاح وحركةالمجتمعات المدنية وممارسة الارهاب في لبنان والعراق والتحضير لممارسته ضد القيادة الفلسطينية الشرعية المنتخبة بات واجبا وطنيا لا يمكن تاجيله , وهناك حاجة وضرورة لاسماع صوت الشعب السوري وتوضيح موقفه من الاحداث والتطورات عبر قواه الديموقراطية الحية , كما ان اللحظة الراهنة تقضي بضرورة التعاون والتضامن بين مختلف القوى السورية واللبنانية والعراقية والفلسطينية من اجل تحقيق الاهداف المشتركة في مواجهة الارهاب وازالة انظمة الاستبداد وتحقيق التغيير الديموقراطي والسلم الوطني الاهلي والوحدة الوطنية على قاعدة العدالة والمساواة والتوافقية والاعتراف بحقوق الاخر وتحقيق حكم الاغلبية بواسطة صناديق الانتخاب وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية يزور فلسطين
- نداء عاجل الى مروان عثمان رسالتك وصلت ... وصحتك بالدنيا
- محاولة في اعادة تعريف اسس العلاقة الكردية - العربية
- يا كرد العراق حذار من التصويت بلغتكم في سورية
- العراق الجديد والتجاذب -الصفوي - الهاشمي
- نحو عام مشرق جديد
- وما دخل جماعة - بلدية باريس - بالثورة الفرنسية
- رسالة تحية وتقدير الى الهيئة المؤسسة - للتجمع العربي لمناصرة ...
- جمعية الصداقة الكردية - العربية تعقد اجتماعها العام
- -النور جفيك - يحاضر في رابطة كاوا حول العلاقات بين تركيا وال ...
- - المؤتمر القومي - الاسلامي - بين الشوفينية الشمولية ومناصرة ...
- اللائحة الكردستانية الموحدة خطوة في الاتجاه الصحيح
- وانتصر العراق الجديد في شرم الشيخ
- - عروبة العراق - = - تركية الاسكندرون - و - فارسية الاهواز - ...
- التاسيس لديموقراطية - الاغلبية - في النظام الاقليمي الجديد
- رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي
- لا مستقبل - للخط الثالث - في بلادنا 2
- لا مستقبل- للخط الثالث- في بلادنا
- جولة تطبيع الحقائق الجديدة
- السوريون بين - اجانب - الداخل و - اجانب - الخارج


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - بعد اغتيال الحريري :هل سيستمر نظام البعث السوري كقاعدة ارهابية في مواجهة التغيير الديموقراطي با لمنطقة ؟