أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الدراما التاريخية..الفشل الاكثر كلفة














المزيد.....

الدراما التاريخية..الفشل الاكثر كلفة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 23:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على رؤوس الاصابع نحاول التحرك في تلك المساحة من الورق التي نحاول ان نسطر بها افكارنا دون الانجرار الى الكتابة التي تستحضر الجدل العقيم في أزمان يكون فيها التساؤل ضرباً من التجرؤ, ونحن نقارب مادة اعلامية تتظلل بمصادقة اسماء لها من الثقل ما للمدى الذي تصله اثير الفضائيات التي اقسرت ذاكرتنا الصورية على تقبلهم كونهم الصفوة المنتقاة من العلماء الاعلام,وليس حذرا ولا عجزا, ولكنه القرف من الانجرار الى حفل صاخب من الزعيق بعبارات الاستهداف والتحريض والتخوين والتسخيف التي من المحتم ان تصيب من يتحدث عن أي مما تحصل على رضا ومباركة وتمويل طوال العمر,حتى لو كان مسلسل تلفزيوني..
كثير من الحرج نصادفه في كتابات الكثير من المثقفين الذين هالهم كل ذلك التبسط مع التاريخ الذي يتعامل به الكاتب وليد سيف مع سيناريو عمل استهلك من الجدال والرفض والقبول ما كان يفترض به ان يكون اكثر نضجا في مقاربة احداث يكاد الناس يحفظونها عن ظهر قلب,وتحير نكاد نتلمسه امام كل ذلك البذل من المال دون ان يكون ذلك دافعا له -وللمخرج الكبير- الى الاهتمام اكثر باتقان العمل,فمما يؤسف له ان تكون تلك الضجة الاعلامية وذلك التكتم على اسماء وطبيعة الادوار,وشهرة الاسماء التي اسبغت بركتها على العمل ليست بكافية لانجاز مادة اعلامية قابلة لأن تشاهد.
كغيره من المواقف الكثيرة التي تفتحت لها خزائن مشايخ الساحل والصحراء,فان هذا المسلسل الذي تكلف ما يقترب من ميزانية بعض اشهر الافلام في العالم لم يكن في المستوى الذي يبرر تلك الرعاية الرسمية والحمائية التي جعلت المؤلف يتمترس خلفها ضد الفتاوى المتواترة التي دمغته بالتطاول على مقام الصحابة ووصلت بالبعض الى تجييش الشبكة العنكبوتية والتهديد باللجوء الى القضاء لمنع عرضه على شاشات رمضان,كما ان المشاهد التي مرت علينا حتى الان,واظهرت المعالجة الدرامية للاحداث موضع الخلاف -كحالة مالك بن نويرة مثلا-قد تشير الى ان الغلة التي من الممكن الحصول عليها لدعاة شريعة التمييز والاقتلاع كان من الممكن نوال الاكثر منها بسعر ارخص وجهد اقل من خلال توظيف اكثر ذكاءً للعديد من الاقلام التي تملك الكثير من البلاغة والقليل من الحياء..
ثم ما هذه الجرأة مع التاريخ لكي يتعامل النص مع قامة كبيرة تستظل بها مساحة كبيرة من التاريخ العربي والاسلامي بحجم سيرة الخليفة والصحابي الجليل عمر بن الخطاب(رض) لاغراض وابعاد سياسية وطائفية ضيقة وخدمة للتداعيات والتناقضات السياسية التي ينغمس بها المحور القطري السعودي في اكثر من مكان في المنطقة,فنرى الرجل يقوّل ما لم يقله او ينطق عن لسانه باقوال غيره في اشارات لا معنى لها ولا تبرر التكاليف الضخمة التي تكبدها انتاج المسلسل وتثير الكثير من الشبهات على مسارعة لجنة الاشراف الفقهي والتاريخي برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي الى وضع بصمتها على العمل دون العناية حتى بالتوقيت الزمني لنزول الآيات.
كما ان طول الاعداد والتريث الطويل من قبل كادر المسلسل يتناقض تماما مع الاخطاء الفادحة التي رافقته والتي تدل على ان القائمين عليه كانوا مشغولين بارضاء نزعات معينة لدى الجهات الممولة اكثر من تقديم عمل يراعي الدقة التاريخية المطلوبة ويقدم اضافة درامية مهمة تتوازى على الاقل مع مادفع فيه من اموال,كما انه من الغريب ان يهمل العمل تماما بعض الاحداث الكبرى التي عاصرت حياة الخليفة الثاني ويغيب شخصيات ومواقف لها الكثير من التأثير على سير الاحداث ويتجاوز تماما ما ذكرته الكتب عن المواصفات البدنية للخليفة الثاني (رض)في اختياره للبطل الذي كان يؤدي دوره ببرودة قاتلة وضاع وسط الاداء العالي لبقية نجوم العمل والذي يفتقر الى الامكانيات الصوتية الملائمة والجهورية التي كانت لصوت الخليفة عمر(رض)مما حدا بالمخرج الى دبلجة صوته بصوت الفنان"اسعد خليفة"مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول اختياره لمثل هذا العمل المكلف وربطه بعقد باهظ يمنعه من التمثيل لعشر اعوام قادمة مدفوعة الاجر رغم تواضع امكانياته الواضح وعدم تمكنه من الدور.
وهذا قد يدل على ان القائمون على تلك الأعمال وأمثالها,كما ننقل عن الكتور حماه الله ولد السالم" لا يُراعون البيئة التاريخية، من درْس وكتب وخط ودلالات ولبْس وغذاء وأثاث وحتى طريقة الجلوس والاجتماع والحرب والسلم ونظام الدولة، فكلها مختلة وينقصها عبق التاريخ وروح العصر الذي وجدت فيها.وهو ما قد يشي بان الهدف من العمل قد يكون تمرير رسائل معينة تتعلق بالتقاطعات الطائفية والمذهبية دون العناية بالجوانب الاخرى التي اكلت كثيرا من جرف العمل واهميته.
والاكثر مدعاةً للرثاء هو الصدمة التي سيحس بها فرسان المنتديات المتأسلمة الذين وجدوا انفسهم داخل الضجيج الذي رافق الاعلان عن المسلسل دون ان يكون في ايديهم ما يجالدون به في معركتهم الابدية ضد الآخر سوى لقطات متفرقة لا تغني ولا تسمن ,وانهم لم يجدوا انفسهم الا امام قصة طويلة يكون فيها الصحابة العظام خلفية ضبابية لعلاقة "وحشي" برفيقته الصبور.
ينقل لنا الاستاذ يوسف محسن عن ريتشار لونثال قوله: (ما الذي يدفعنا او يدفعهم الى التلاعب بالماضي؟ ، اننا نغير الماضي لكي نصبح جزءا منه ولكي نجعله ايضا ملكا لنا.وغالبا ما نغير الماضي من اجل (تحسينه) او تضخيم الجوانب التي نجدها ناجحة او فاضلة او حسنة وبالاحتفاء بما نفخر به وباهمال كل ما هو وضيع وقبيح ومخجل فيه)..وهذا ان صح على الاسلوب الذي طرحه القائمون على العمل الا انه لا يلغى ان هذا المسلسل قد يكون العبث الاكثر كلفة والاقل جودة الاشد اساءة للرموز التاريخية..والاهم انه من اكثر الامور التي تقض مضجع التاريخ وتقلق طمأنينته على المستقبل الذي دفن تحت ركام الاخطاء المتكررة



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاة وفضائيات
- الشيخ لوعاد
- الطائفية اولاً
- أن تأتي متأخرا..
- المبادرة هي السبب
- شقشقة في الديمقراطية
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة
- التوافقية التي لا بد منها
- ثقافة التدجين


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الدراما التاريخية..الفشل الاكثر كلفة