أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منار عز الدين - فيتو من نوع جديد














المزيد.....

فيتو من نوع جديد


منار عز الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 19:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفيتو مصطلح ترددَ على مسامعي كثيراً حين كنت صغيرة, وفي كل مرة يذكر فيها كنتُ أربط الموضوع بالامم المتحدة, خصوصاً بمجلس الامن الدولي والدول الخمسة الكبار (الولايات المتحدة الاميركية, روسيا الاتحادية, المملكة المتحدة البريطانية, فرنسا, الصين) دون ان أفهم شئ من الموضوع.
لكن بعد أن درست في كلية العلوم السياسية بدأت أدرك مامعنى (فيتو) والذي يعني باللغة الاتينية "لا اسمح" او حق النقض اي منع تمرير قانون يتعارض مع مصلحة الناقض.
فكان اقرارهُ في مجلس الامن عام 1945 مع تأسيس الأمم المتحدة لعمل توازن بين الدول الكبرى في سبيل عدم السماح لشنِ عدوانٍ او القيام بسلوكٍ معين دون موافقة الدول الاربعة الاخرى, بالوقتِ الذي تستطيع فيه دولة واحدة أن توقف عمل قانون كامل.وهذا ما لاحظتهُ في الازمة السورية عندما رفضت روسيا اكثر من قانون لحلحلة الازمة السورية. وبعد ان أدركتُ ان هذا القانون جيد فهو يتيح هامش من الحرية بتُ أمارس (النقض) مع عائلتي وبين افراد أسرتي وانا انقض الكثير من القوانين التي لاتتفق مع (مزاجياتي ولارغباتي الشخصية), لكن في حقيقة الأمر لم تكن نقوضي أكثر من صياحٍ في صحراء أتكلم كثيرا ولاأحد يبالي بأمري فكان يردد أخي دائماً ( خليها تحجي بكيفها.!).

لكن الجديد في العراق اليوم اني اسمع نقض من نوع أخر, او حق جديد مشرعن لرجال الدين (على أساس ان حقوقهم قليلة مساكين....!) وهو حق نقض لرجال الدين في المحكمة الاتحادية في العراق. هذا القانون سن او لايزال في طور الاعداد لا أعرف بالضبط المهم كيف سيكون حالنا, او بكلمة أصح, كيف سيكون حال الحرية والديمقراطية وسط وجود قانون ال(لاأسمح) أي ستة من رجال الدين يستطعوا ان يقولوا لا أسمح او شخص واحد منهم يكفي لذلك ..! بالنتيجة لن يطبق اي قانون يتعارض مع أمزجتهم و مصالحهم الشخصية (كما كنت افعل حين كنت صغيرة), لكن المفارقة أن أخي كان يردد دائما دعوها تتكلم دون أن يبالي أحدُ بامري, لكن رجال الدين مايقولونه بمثابة الفاصل النهائي لأي أمر بوجود عامة من الناس تسير خلفهم (ويامكثر الرعية في العراق..!).
طيب لو كان هذا الأمر للحفاظ على الشريعة الاسلامية من أي شئ يسئ اليها فأنا اقول ان الشريعة الاسلامية بما فيهاعمائم وأمزجة رجال الدين محفوظة لان المساس بأي رمز ديني يعد مشكلة كبيرة ويحاسب عليها الشخص قانونيا (هذا قانون قديم ..!), فضلا عن حرية المعتقد والمقدس المنصوصة دستوريا, لكن الجديد هنا هل هذا معناه محاولة سحب الديمقراطية وماتستلزمه من مقومات مثل( حرية المرأة والكتابة والنشر وحق العمل والفعل والقول ...الخ) من تحت أرجلنا بمسوغ قانوني مشرعن وهو فيتو رجال الدين ..؟ لما لايكون فيتو رجال القانون..؟ لسبب بسيط نحن دولة اسلامية وتحكمنا عادات وتقاليد اسلامية فيجب ان تكون القوانين اسلامية ايضا خصوصا القضاء...!
لكن المشكلة الأكبر أن للمحكمة الاتحادية أي(السلطة القضائية) دور في حل الازمات التي تنشب بين السلطة التشريعة والتنفيذية التي يتعذر ايجاد حل لها " وفقا لدور السلطة القضائية في الدستور وفي الانظمة الرئاسية والبرلمانية على حدٍ سواء" فهي تعمل على أساسا الفصل في النزاعات وتفسير القوانين وتعد بمثابة الموازن لعمل السلطتين الرئيسيتين بالتالي الحديث عن أستقلالية القضاء يفترض ان يكون امراً بديهياً (للمزيد ينظر حسان شفيق العاني, الانظمة السياسية والدستورية المقارنة) وهنا ستكون حلحلة الازمات ستكون بين ايدي ستة رجال معصومين عن الخطأ يملكون السماح من عدمهِ (اورجل واحد فقط دون ان يتعب الخمسة انفسهم...!).
والطامة الاكبر في الموضوع تم تقسيم هذا الحق بين السنة والشيعة بالتالي فان الطائفية ستكون اكثر مشروعية في العراق وحجم الصرعات والازمات الحالية سيكون اكبر, ولن تستطع السلطة القضائية المستقلة عمل شئ. انا أعتقد أن الداعي من هذا القانون هو شل عمل السلطة القضائية في العراق. وانا اقول هنا (ياعراقين أينما تولوا وجهوكم فالطائفية ورجال الدين ورائكم) لتحيا ديمقراطية رجال الدين وليحيا قانون الفيتو الجديد ولتحيا السلطة القضائية (المفيتة)......! ولنموت نحن دعاة المدنية فديارنا لم تعد تسعنا.



#منار_عز_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منار عز الدين - فيتو من نوع جديد