أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - اغتيال الحريري مثال لثقافة العنف السياسي














المزيد.....

اغتيال الحريري مثال لثقافة العنف السياسي


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1113 - 2005 / 2 / 18 - 11:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


فقد العالم العربي بلا شك وجها من أبرز وألمع وجوهه, تجاوز نفوذه لبنان الصغير الى المنطقة التي حوله والى العالم. وفقد لبنان لا رئيس وزراء وحسب , وإنما الرجل الذي كان بلا شك رمز النهوض من الموت والخروج من الدمار اللذين استمرا خمس عشرة عاما. وأكثر من ذلك , فقد جميع الذين سئموا من الوجود السوري في لبنان عضدهم الأساسي والرجل الذي كان وراء القرار الأممي 1559, كما كان وراء اتفاق الطائف الذي أخرج اللبنانيين من أزمتهم. لذلك, لم يكن من الغريب أبدا أن توجه المعارضة اللبنانية – وكان الحريري أحد أبرز وجوهها منذ استقالته من الحكومة – اتهاما واضحا الى سوريا وشريكتها الحكومة اللبنانية. وهذا ما فعله أيضا العديد من الناس من خارج لبنان.
وبأية حال, فسيعرف الجاني آجلا أو عاجلا, إذا تولت أطراف دولية محايدة عملية التحقيق في ملابسات الحادث. وعليه, فليس من السهل توجيه الاتهامات دون أدلة. فإذا كان الاغتيال نفسه يمثل هذه الثقافة البائسة : ثقافة العنف , التي جعلت من كل الذين يمارسون العمل السياسي في العالم العربي رهائن لقوى غامضة تتجاوزهم, فإن توجيه الاتهامات دون أدلة هو أيضا الوجه الآخر لثقافة العنف التي ليس للقوانين فيها أية قيمة أو أهمية.
اغتيال الحريري يشير مرة أخرى الى مكمن الداء : ممارسة العمل السياسي في العالم العربي اليوم تعني إذا اختلف شخص مع جماعة في الرأي أن يعطلوا أعماله, أو إذا لم يقدروا أن يسجنوه, أو اذا لم يقدروا أن ينفوه , أو اذا لم يقدروا أن يغتالوه. هذه هي خيارات العمل السياسي العربي...لأن السياسة العربية قائمة على مبادئ العنف , والقوة, والجبروت. ففي أي مكان من العالم المتحضر, قد يسعد الانسان بخدمة مواطنيه, إلا في العالم العربي, حيث تصبح هذه الخدمة هما مكبلا, محاطا بالمخاوف والذهان والتهديدات والمساومات, وقد تتحول الى مصيبة حقيقية عندما يغيب القانون تماما. وانظروا الى ماحدث : لم يشفع للحريري ماله , وقد أعطى منه للفقراء والمعوزين. ولم يشفع له كونه كان رئيس حكومة. ولم يشفع له كونه كان أحد النشطاء في المعارضة. ولم تشفع له علاقاته الواسعة داخل بلاده وخارجها. فأيا كان الموقع الذي يحتله المرء في المجتمع العربي, فإنه من الصعب أن يفلت من تسلط العصابات المافيوية لمجرد نعم أو لا. لا حيلة لأحد في ذلك. المسألة تتعلق بالذهنية. العرب لم يصلوا بعد الى درجة التسامح مع الذين يختلفون معهم في الرأي. العربي ديكتاتوري بالطبع. فما أن يتعلق الأمر بالسلطة, يذبح الأخ أخاه, والأب ابنه. وستبقى هذه هي الحال الى أن يقوم المعنيون بالأمر – أي الشعوب العربية – بالتغيير المطلوب . وهو تغيير في العمق. تغيير يتطلب ازاحة كل ما له علاقة بمفاهيم العنف والقوة التي لا يحدها قانون.
ويكفي للدلالة على أن مسألة الاغتيالات هذه تتعلق بثقافة العنف التي تروجها أحزاب وحكومات معينة من خلال أدبياتها وممارساتها, الاشارة الى العدد المهول من الاغتيالات في لبنان وحده منذ نهاية الحرب الأهلية فقط : رينيه معوض, داني شمعون, عباس الموسوي, ايلي حبيقة. وهؤلاء جميعا قضوا. وهناك عدد آخر من المحاولات التي لم تنجح. فهل هذا أمر طبيعي ؟ نعم, باعتبار الثقافة السياسية السائدة, والتي نرى في أمكنة أخرى قريبة بعض ملامحها : العراق, السعودية, الجزائر, مصر...الخ. هل بقي بلد عربي لم يلمسه العنف؟ والسؤال مرة أخرى هو : لماذا يتكرر العنف السياسي عند العرب بهذه الطريقة؟



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من الدائرة المقفلة
- تهديد لايران ومناورات في باكستان وشكوك في السعودية ومصر
- الانتخابات العراقية في نظر الفرنسيين
- هل تزحزح رايس شارون؟
- ضرورات السياق السياسي في الصراع العربي الاسرائيلي
- هل أنت مع بقاء القوات الدولية في العراق أم لا؟
- محاسبة مجرمي الحرب في أفغانستان
- العالم الذي تعيش فيه: منتدى دافوس الاقتصادي
- رأي لوالرشتاين
- السودان: خطوات تستحق التشجيع
- حساب الربح والخسارة بين الاسرائيليين والفلسطينيين
- غزو ايران
- العراق كقاعدة للراديكالية الاسلامية
- الانتخابات الفلسطينية في تقرير عربي محايد
- استراتيجية جديدة للجيش الهندي
- الشرق الاوسط كما تراه وزيرة خارجية أميركا
- بماذا دخل العرب القرن الحادي والعشرين ؟
- محمود عباس في مواجهة شارون
- السودان يدخل عهد السلام
- مسلمو الغرب والقاعدة


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - اغتيال الحريري مثال لثقافة العنف السياسي