أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - ما زالت شركة التبغ تستبلد المواطنين بمباركة وتزكية الحكومة














المزيد.....


ما زالت شركة التبغ تستبلد المواطنين بمباركة وتزكية الحكومة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1113 - 2005 / 2 / 18 - 11:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لقد سبق لجريدتنا أن تطرقت لموضوع الدعاية العلنية والمكشوفة للسجائر في نقط بيعها.
وبعد إشهار "كولواز" هاهي "فورتونا" تقوم بالمثل، وهي حملتها الثانية بعد الحملة الإشهارية الأولى التي شنتها في صيف 2003.
ففي كل نقطة بيع وفي كل مكان وحين من طنجة إلى الكويرة يصادف الرجل والمرأة، الطفل والشاب والكهل والشيخ دعاية السجائر ودعوته إلى المساهمة في مسابقة بعد اقتناء علبة السجائر. فكيف تم السماح لهذا الإشهار الذائع الصيت وللمرة الثالثة على التوالي منذ صيف 2003 في جميع أركان المغرب في الحواضر والبوادي علماً أنه فعل ينافي القانون الجاري به العمل ويناهض الوازع الأخلاقي والإنساني؟ فهل هذا يدخل ضمن توجيهات وتعليمات المؤسسات المالية والدولية في إطار التوجه الليبرالي المتوحش المفروض فرضاً على بلادنا أم أنه مجرد انعكاس من انعكاسات الخوصصة المرتجلة أم مجرد هفوة تكررت 3 مرات على التوالي؟ فكيف لحكومة أن تقبل الدوس على قوانين جارية المفعول ومكفول لها أن تحرص على احترامها؟ أم أن ضغوطات أصحاب رؤوس الأموال وصلت إلى حد تجعل الحكومة تستبلد المواطنين؟
ومن المعلوم أن أباطرة السيجارة في العالم يعملون على شراء ذمم بعض القائمين على الأمور لتسهيل انحراف تطبيق مقتضيات القانون الرامية صراحة ـ وبدون لف ولا دوران ـ لمنع الدعاية للسجائر والتدخين. لاسيما وأن هؤلاء الأباطرة لاحظوا ازدياد الأصوات المنادية بمنع التدخين في الأماكن العمومية ومنع ظهور أي شكل من أشكال الدعاية الملتوية لصالح التدخين في معظم وسائل الإعلام. وكما أن هؤلاء الأباطرة حاولوا بجميع الوسائل شراء ذمم بعض العلماء للتعليق على الأبحاث المرتبطة بعلاقة السرطان بالتدخين قصد تبيان وجوه قصورها حتى ولو أدى الأمر إلى الاختلاق والتزوير. كما عمل هؤلاء على منع نشر المقالات التي تعنى بأضرار التدخين و علاقته بالسرطان.

و لعل أسلوب الدعاية المعتمد هو أكثر جدوى وفعالية من دعاية وسائل الإعلام أو استعمال الملابس والأدوات والأكسيسوارات، إنه أسلوب يمس جميع فئات الشعب المغربي ويغطي كل شبر على امتداد التراب الوطني. وذلك باعتبار أن نقط بيع السجائر تغطي جميع التراب الوطني أكثر من أي تغطية أخرى (أمن ـ صحة ـ تعليم)، علماً أن أغلب تلك النقط لا تقتصر على بيع السجائر وإنها في أغلبيتها الساحقة أماكن لبيع مختلف المواد الغذائية لاسيما في الأحياء الشعبية والبوادي. وبذلك تكون الدعاية موجهة لعموم الفئات ولمختلف الأعمار وغير محصورة على المدخنين.
وهذا في وقت يتضح فيه أن السجائر الفرنسية "كولواز" والسجائر الإسبانية "فورتونا" فقدت الكثير من نفوذها في أسواقها الداخلية والسوق الأوروبية بفعل الدعاية المضادة للتدخين هناك وبفعل تحرك فعاليات المجتمع ضد آفة التدخين.
والدراسات الخاصة بأضرار التدخين.
إذن لا تفتأ شركة التبغ تحاول جاهدة بكل الوسائل ترويج السجائر والتدخين وسط المجتمع المغربي
وتنفق الملايين في عملية الدعاية وذلك بمباركة وتزكية حكومتنا الموقرة بفعل تسامحها المكشوف والمشبوه معها للقيام بذلك في واضحة النهار رغم أنف القانون.

وبذلك اضطرت للبحث عن أسواق جديدة، وطبعاً وجدت في حكومتنا الموقرة السند الكبير غير المسبوق لتمكينها من السطو على السوق المغربية، بل وتجاوز الأمر هذا الحد بتزكية ومباركة دعايتها في كل شبر من التراب الوطني. فكيف يمكن قبول إستبلاد المواطنين بهذه الطريقة؟
إن القانون رقم 91-15 المناهض للتدخين والصادر في الجريدة الرسمية عدد 4316 المؤرخ في 2 غشت 1995، ينص بواضح العبارة على منع أي دعاية للسجائر والتدخين، وعلى إلزامية كتابة وطبع عبارة "التدخين مضر بالصحة" على كل علبة سجائر. وبالرغم من كل هذا فإنه في الواقع يتم استغفال المواطنين والتحايل على القانون حيث، أوّلا يسمح بالدعاية للتدخين والسجائر. على أوسع مدى، وثانياً تكتب العبارة المفروضة بخط صغير جداً لا يكاد يبين بفعل اللون المستعمل وصغر حجم الحروف. فإذا أخذنا مثلاً علبة "وانستون" الأمريكية نجد أن العبارة المفروضة مكتوبة بخط مكروسكوبي تحت عبارة: FULL- RICHE FLAVOR (غني ومنعش) مكتوبة بخط ولون بارز جداً يفقع العين.
في حين الحكومات التي تحترم مواطنيها ولا تستبلدهم فرضت أن تكتب عبارة "السجائر تقتل" بخط حجمه أكبر حتى من ماركة السيجارة نفسها على العلبة لتكون واضحة للعيان باعتبار أنها تريد إخبار المواطن ليتحمل مسؤوليته كاملة ولا تسعى لاستغفاله أو إستبلاده كما هو الشأن عندنا.
فعوض أن تعمل حكومتنا الموقرة على تفعيل القانون وتطبيقه في هذا المجال ـ وهذا أضعف الإيمان ـ وأن تجتهد في توسيع مقتضياته وترسيخها كمنع بيع السجائر لأقل من 18 سنة وحظر تبني ورعاية شركة التبغ للأنشطة المدرسية والمجتمعية. فإنها على العكس من ذلك، بالتمام والكمال، تزكي وتبارك دعاية السجائر في جميع نقط بيعها بالمدن والمداشر حتى في النقط القريبة من المدارس والجامعات.
إدريس ولد القابلة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة المواطنة وتجلياتها
- الشهيد عمر بنجلون.... لابد من جلاء الحقيقة
- هل حقق المغرب القفزة المنتظرة
- مغاربة فقدوا حياتهم من أجل التغيير
- لقاء مع السيد محمد الحراثي
- هجوم على مكتسب الحق في التطبيب بالمغرب
- مجتمع المعلومات بالمغرب
- اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وأمريكا
- الوحدة الترابية والدبلوماسية المغربية
- الحكامة
- لـمـال والمـقـاومـة
- الفرنسيون الذين ساندوا المغرب في محنته
- الخلفية التاريخية والثقافية للخوفقراطية بالمغرب
- الخونة يحتفـلون بعودة الملـك محمد الخامـس بمنفاه
- المندوبية السامية لقدماء المقاومة وجيش التحرير
- البرجوازية التجارية بين التعامل مع الاستعمار ومساندة المقاوم ...
- حلقة من حلقات التاريخ المسكوت عنه قضية شيخ العرب
- أوراق متناثرة من تاريخ المغرب الحديث : محطات ذات دلالة
- أوراق متناثرة من تاريخ المغرب الحديث : محطات ذات دلالة 1 - ا ...
- الأحزاب السياسية بالمغرب


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - ما زالت شركة التبغ تستبلد المواطنين بمباركة وتزكية الحكومة