أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - دعاة وفضائيات














المزيد.....

دعاة وفضائيات


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3813 - 2012 / 8 / 8 - 02:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يشي هذا التزاحم المربك للسادة علماء الدين الاعلام على ابواب الفضائيات الى ان التصدي لمهمة الوعظ والافتاء قد اصبحت من اليسر حتى غدت مهنة من لا مهنة ولا شغل-ولا حتى لزوم-له..فبشروط عيانية ميسرة لا تتعدى اللحية المرجلة بعناية وحف الشارب وارتداء الجبة او القفطان وحمل المسبحة واضفاء بعض الورع على سيماء الوجه,تفتح للمرء شاشات الفضائيات ويمنح على اثرها فورا لقب المشيخة الغالي بدون ادنى تدقيق في ماضيه العلمي الفقهي، ودون ادنى سؤال عن خلفيته البحثية اوعن مصادر فتاواه.
وهذا ما يجعل من الصعوبة بمكان استيعاب امكانية التوفيق ما بين كل هذا التساهل الكبير والتبسط الكامل مع مسألة الافتاء-رغم خطورتها- وما بين التباكي الدائم والادعاء والتشكي بعالي الصوت من الهجمات وسوء الفهم والضغائنية المبيتة التي يتعرض لها الاسلام من كل حدب وصوب..
ان مثل هذا التبسط في انتقاء الدعاة الذين يقدمون للناس كفقرة فاصلة ما بين آذان المغرب والمسلسل الطويل من البرامج والمسلسلات المستمر حتى يتبين الخيط الابيض من الاسود من الفجر,احدثت نوع من الارباك في اصدار الفتاوى في المسألة الواحدة ما بين المنع والاباحة,والاهم هو ان مثل هذه البرامج التي تبث عادة على الهواء,تستدعي من المتصدي لهذه المهمة سعة الاطلاع والتمكن من الاستحضار الآني للأحكام الفقهية وأدلتها، وهذا ما لا يتوفر الا لمن يتحصل على ممارسة طويلة في الافتاء تكفل له الدربة على مواجهة المواقف المفاجأة وهو ما يبدو انه لا يعتنى به كثيرا في اختيار الشخصيات التي تقدم تلك البرامج.
ويشهد رمضان هذا العام تسابق القنوات على تلقط وجلب المشايخ الى فضائها حتى تلك التي لم يعرف عنها اهتماما بالوعظ والارشاد,بل حتى تلك التي كان نفس هؤلاء الدعاة الاجلاء يلعنونها ويحرضون عليها ويتحدثون عن مفاسدها وتأثيرها المدمر للأخلاق والأسر،مما يثير الحيرة في كل ذلك التطير الذي كان يتخلل فتاواهم من مشاهدة تلك الفضائيات وبين الاندفاع نحو الظهور على شاشاتها متغاضين عن "اللهو والغناء بآلات الفجور"الذي تبثه تلك القنوات.
ان مثل هذه التفلتات لا يمكن ان تؤدي الا الى اخراج المجتمع الاسلامي من سياقات الحياة المعاشة المعاصرة ودفعه تجاه ارتكاسات متوالية الى دفات الكتب العتيقة المصفرة ضمن ممارسة طويلة من تغليب النقل على العقل بلا تمحيص او استدراك او مراعاة للظروف الزمكانية للبيئة التاريخية التي افرزت المنقول.
فمن المؤلم ان نجد العلماء يفتون في عهد الخديوي اسماعيل ب" جواز الاختلاط بين الرجل والمرأة بهدف تلقي العلم، ما لم يتم الخروج على محارم الله"بينما نجد فقهاء ثورة الاتصالات وعصر المعلومات مشغولون في تثبيت تقنيات ارضاع الكبير ..وحصر منتهى العلم بقضايا الطهارة والحيض والنفاس.. خصوصا مع اقتصار تدخل المؤسسات الرسمية على ما يمكن ان يمس بالحكم من قريب او بعيد وترك ما دونه,وفسح المجال لكل من يعاني من هوس مرضي من حب الظهور.
أنَّ فوضى الافتاء التي نشهدها تقترب من مستوى الازمة ..وهي ازمة جادة وحقيقية تستدعي وقفة شجاعة تتعاطى مع ما ينفع الناس ويحقق مصالحهم وتتصدى لكل الزبد من فتاوي التخدير الغرائزي والترويج بالغريب من المسائل الاقرب الى الحيل الشرعية ..والا فالاسلام سيخسر الكثير الكثير من مواقعه ويتضاءل تأثيره باضطراد ويزداد تقوقعه في خندق المدافع المحاصر اليائس..وعندها لن يجد فضيلة الشيخ من يسمعه ,ولن يجد من يهلل له,ولن يجد من يدفع اليه اجره,وبالتأكيد,لن يجد شاشة يطل على الناس من خلالها



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ لوعاد
- الطائفية اولاً
- أن تأتي متأخرا..
- المبادرة هي السبب
- شقشقة في الديمقراطية
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة
- التوافقية التي لا بد منها
- ثقافة التدجين
- النائب والنائبة


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - دعاة وفضائيات