|
ردعلى مقال/العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا:الاستاذ مجدي زكريا
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 15:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كتب الاستاذ الفاضل مجدي زكريا مقالا بحلقات.اولها في العدد3809 بتاريخ4/8/2012 بعنوان(العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا)؟!!!.................. كنت ارغب بالتعليق،ولكني فضلت ان اكتب ردي على شكل مقالة مختصرة دون تشعب او توسع في الطرح او التفنيد.. منذ ان تحولت الاديان الى مؤسسات هيمنة على النفوس تسيطر وتستحوذ على ارواح معتنقيها ومذاهبهم ومللهم الكثيرة.وهي تمارس نبذا مزدوجا لكل الاكتشافات والانجازات والمبتكرات والنظريات والفرضياتوالطروحات العلمية والمستندة على الواقع والتجارب العلمية والبرهان العقلي والمثبتة والتي في طريقهاللاغناء والبرهنة فهي من جانب:تفندها لاهوتيا وايديولوجيا من خلال نصوصها(المقدسة)ومن خلال السفسطة والمنطق الشكلي البائس والمحاجة الهشة على ارضية المعتقد الديني، (فكل الصيد في جوف الفرى)!.ومن جانب اخر:تكافح الانبثاقات العلمية وتتجاهل الاكتشافات الهائلة وظهور حقائق جديدةثبتت بالفحص الامبريقي صحتها العلمية، بالاحتكام للنص الديني ومصدره المتعالي والمقدس.بدغمائيتها المتكلسة والتمسك بعقلها الايماني الارثوذوكسي والرافضلكل مستجدات ومعطيات العلوم الطبيعية.. ومايحاوله الاستاذ مجدي زكريا هومجرد توفيق لما لايقبل التوفيق والتلفيق لما هو عصي على التلفيق وجمع ما لا يجمع بين الدين والعلم والعقل والنقل والدراية والرواية،من خلال عرض الكثير من الاقوال والاستشهادات بعبارات وجمل وكلمات للعديد من علماء الرياضة والفلك والبايولوجيا والفيزياء وغير ذلك من الطبيعة وكأنهم شهود اثبات في المحكمة ولصالح الدين.وهي محاولة في منتهى العقم واللاجدوى!فهذه الاستشهادات لاتشكل فارقا او موءازرة لصالح الدين وبالتالي قصورا او حاجة للعلم الى الدين.فالاسفين المنغرز بطبقات صخرية عميقة لن تزحزه مقالة او استشهاد هنا اوبحث او كتاب هناك فالامر اعقد من ذلك بكثير.. كما ان هذه المحاولة لاتشكل جديدا وقد خاض فيها الكثير من الفلاسفة والمفكرون وعلماء الكلام وكانوا عمالقة في مجالهم على مر حقب التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر.ولكن جميع تلك المحاولات توقفت بمنتصف الطريق فأفقها مغلق والامر بحكم المستحيل الا بتلفيق وتوفيق ولوي عنق حقائق الاشياء!. عشرات بل مئات من الشرق والغرب ومن كافة الاديان فضائية اوارضية ولم تكن نتائجهم ايجابية لانها كانت متأثرة بالاديان وحاولت صنع التوافق بين العقل والنقل ولم تفلح:الفاربي وابن سينا وابن رشد والقديس اوغسطين وتوما الاكويني.وغيرهم الكثير..وتراوحت بين استخدام سرير(بروكست)اي تقليص او مد الحقيقة لتناسب سرير النصوص،او القيام بتأويل النصوص المقدسة لتلبس ما توصلت اليه العلوم الطبيعية من اكتشافات واختراعات،وحقائق تحمل يقينا نسبيا لايصل الى درجة المطلقات الدينية.والقيام باستغلال الحقيقة العلمية وكأنها كانت مختفية داخل النص اللاهوتي وجاء العلم لتأكيها فقط ولا جديد! لو استخمنا عبارة الشاعر الانكليزي(كبلنغ) حول الشرق والغرب وقلبناها.فسنقول:الدين دين والعلم علم ولن يلتقيا! فمجال الدين معروف لايقبل نقاشا وهو الضمائر والارواح والسرائر والاخلاقيات ودواخل النفس البشرية من اهواء وتصورات ورغبات وخوف وحب ورغبة بالخلود وبحثا عن المعنى والغائية. اما حقل العلم فهو ايضا معلومولا يحتاج جدلا :العالم الخارجي الموضوعي المادي الخاضع للتجريب العلمي والقائم على الفحص والمعاينة والتجربة والخطأ والتحليل والاختبار واعادة التجربة والبحث عن العلل والالتزام الصارم بقانون السببية وربط العلل بالمعلولات والمقارنة والحذف والواقعية الموضوعية واستقراء واستنتاج واحصاء وتراكم المعلومات وكل مايدخل في مجال الفيزيقيا والكمياء والبايولوجيا والتشريح الطبي وهندسة الجينات الخ من علوم ومعارف. وكيف..هو السؤال العلمي.وصف الظواهر وكيفية حدوثها.والعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة والفهم.اما لماذا وجدنا؟ووجد الكون؟!فهو سؤال فلسفي وديني بامتياز!ويتسم بالطفولية وهو عادة ما يطلبه الاطفال من ابائهم بالحاح مستمر:لماذا؟لماذا في محيطهم.وكأن للوجود غاية او هدف!!فليس من اساس جوهري للاخلاق.ولامعنى جوهري للحياة!فنحن من ابدعنا هذه الاسئلة بتاريخنا الطويل من الحضارة والثقافة والتمدن!الاخلاق والمعنى والغايات واسئلة الوجود هي من ابتكارات وابداعات الانسان لا الآلهة! فليس من اساس علمي للايمان الديني (نظرية الخلق) والاقرب للصواب هونظرية تطور الحياة المادية من الابسط الى الاكثر تعقيدا.وشتان مابينهما،العلم والدين.الميتافيزيقيا بغموضها وصمتها تقود حتما الى(اللاادرية)!والفيزيقيا بكل وضوحها ونطقها وكشف لثلمها وتطورها وتراكم حقائقها بصعود لولبي تقود الى المعرفة والفهم النسبيان والمتدرجان بلا توقف! انه مرتقى صعب ووعر مايصبو اليه الاستاذ الفاضل مجدي زكريا.وهو اشبه بنطح صخرة اوغرف ماء بغربال! والعزيز على قلب الاستاذ مجدي او يخاف ان يلغيه العلم!من محبه وشعر وموسيقى,لا اساس له!لان العلم يساهم ويدعم الغنى الروحي والابداع الانساني بكل المجالات بل ويخلق مزيدا من الفراغ للتمتع بمباهج الادب والفن والموسيقى والحياة.. انا لاادافع عن العلم.فهو ليس بحاجة لدفاعي.ولا اهاجم الدين،فهو صلب في القلوب ولن يتأثر بنقد.بل ادعو للقول ان آليات وادوات الدين هي غير آليات وادوات ومناهج العلم.وليس هناك من حاجة لتوافقهما او تناحرهما!ويكفي الدين ان هناك المليارات من المؤمنين به والقلة من يتبنون العلم!فعلام الخشية والتروج لاي دين من الاديان؟! يبقى امرا جديرا بالاشارة وهو ان يقبل حراس الدين بحقائق واكتشافات العلم دون اعتراض او تأويل او رفض او انكار!لانه ليس من اختصاصه ولا من حقله وليس بحاجه لمصادقته على مايستجد على الساحة العلمية..وهذا ما رضخت ولانت له الكنيسة الكاثولوكية ولو من باب مكره اخاك!او كنوع من مناورة او القبول بأهون الشرين!وسلمت بحقائق كانت قد ادانتها وعاقبت معتنقيها وانكرتها انتصارا لنصوصها الثابتة والبالغة اليقينية لكونها مقدسة كحقائق الهية!وردت بكتهم المقدسة في كل الاديان..ومن الجانب الاخر ليس العلم ملزما او مطلوب منه القبول والمصادقةعلى تصورات واعتقادات واوهام واباطيل الاديان!.........
مع اعتذاري وعلى الاخاء نلتقي.......
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قارعة ام حلب!!!
-
الطاقة وما ادراك ما الطاقة؟!
-
اوديسا الكهرباء العراقية!!
-
المتقاعد المحترف!!
-
الى امام الغرباء...ابو حيان التوحيدي
-
سفر الجامعة...اشارات ناصعة ومنارات ساطعة
-
ضربة الجزاء الاخيرة
-
تخريف الحلزون العجوز!!
-
نمور تموز
-
قدرة العاجز..أسف!!
-
سرير(بروكست)المعاصر
-
العصاب الجيني
-
السلحفاة الهرمة الكسيحة...........
-
نهلستية الاجنة!
-
ميدوزا الحنون...انظري الى عيون القرش!!!
-
براكين محنطة!!...
-
سيرك في صومعة!!
-
النشور المتعب!!
-
الحب الاحدب!!
-
مخاض البروليتاريا
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|