|
ليلة القدر-ليلة حارت فيها العقول والقلوب2-2
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 3811 - 2012 / 8 / 6 - 20:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليلة الميلاد الميمون طهران 23مايو 1844 لم تكن طهران في تلك الليلة بأفضل حالا من مدينة شيراز. فما كاد الليل أن ينتصف حتى كانت المدينة تغط في سبات عميق وقد أسدل الليل الحالك السواد أستاره الثقيلة فوق شوارعها الملتوية الضيقة فغرقت في ظلام دامس عدا بضع مشاعل بترولية متناثرة هنا أو هناك عند بوابات الحارات أو فوق مداخل بيوت الأغنياء والموسرين بددت بأضوائها المرتعشة بعضاً من ذلك الظلام المطبق ولم تعرف المدينة في تلك الليلة أى من الحوادث المؤسفة التي كانت دائمة الوقوع والتكرار كالاعتداءات الدموية أو أعمال السلب والنهب وسرقات منازل الأغنياء بل كانت ليله ساكنه هادئة تمام الهدوء . إلا أن أهل بيت واحد في تلك المدينة النائمة قدر لهم أيضاً أن يظلوا ساهرين مستيقظين لا يعرف النوم طريقاً إلى عيونهم حتى مطلع الفجر . كان هذا البيت يقع في حي (دروازه شميران) القريب من أحد بوابات مدينة طهران والمعروف ببوابة شميران تقطنه أسره كريمه نبيلة هم عائلة المرحوم ميرزا عباس برزك نورى نسبة إلى مقاطعة نور في ولاية مازندران في أقصى شمال إيران حيث كانت منطقة آبائه وأجداده . كان البيت يشغل مساحه واسعة من الأرض ويتكون من طابقين يحيط به سور مرتفع من الحجر له بوابه من الخشب السميك تفتح على ممشى عريض طويل بطول المنزل يزين مقدمته عقد على شكل قوس من الطوب الآجر، ويفصل الممشى التي فرشت أرضيته ببلاط مزخرف بين أحد جوانب السور والواجهة الرئيسية للمنزل والتي تفضي إلى عدة غرف لاستقبال الضيوف والزوار ثم نجد في نهايته حديقة جميله زرعت بالورود والرياحين وغرست في أرجائها بعض أشجار البرتقال والليمون الحلو يفتح عليها باب أو بابان في الواجهة الخلفية للمنزل لاستعمال أهل البيت والمقيمين فيه. كان البيت أشبه بقصر صغير فرشت غرفه الواسعة برياش ثمين فاخر وزينت جدرانه بزخارف جصيه دقيقة الصنع وعلقت فوق بعضها لوحات من الآيات بديعة التكوين كتبت بخط فارسي جميل كتب بعضاً منها ميرزا عباس نفسه . "وفى تلك الليلة التي ظل الجميع فيها ساهراً متيقظا كانت سيدة البيت النورى الشابة الجميلة آسيا خانم زوجة ميرزا حسين على(حضرة بهاءالله) والتي كان زوجها المحب يلقبها ( نواب خانم ) تعانى في تلك الليلة الآم المخاض والتي بدأت علاماته بعد غروب ذلك اليوم. فدبت في البيت حركة غير عاديه واضائت الشموع الكبيرة والمشاعل كل أرجاء المنزل وطرقاته وحفت بها في إحدى غرف البيت الكبير قابلة ودوده مستبشرة باختيارها لتلك المهمة لما تعلمه من كرم وسخاء السيد صاحب البيت وبما ستناله من نفحات سخية من باقي أهل الطفل أيضا كالعادة الجارية في مثل هذه المناسبات، يعاونها فتاتتين نشيطتين من خدم المنزل بينما تجمع عدداً من نساء الأسره القريبات في ردهة جانبيهٍ يتعجلن ميلاد الطفل الجديد ويبتهلن إلى الله بقلوب دافقة بالأمل والرجاء أن يدخل هذا الميلاد السعادة والفرح والسرور على قلبي والديه وان يكون اسعد حظاً من شقيقيه الذين سبقاه. كان قلب أسيا خانم في تلك الليلة – ليلة الليالي-ليلة القدر - مفعما بإحساس طاغ بالفرح والحبور يشع سرورا وسعادة بمقدم الوليد الجديد الذي كانت تنتظره بفارغ الصبر لتدخل البهجة والفرح على قلب زوجها المحبوب ولتكتمل سعادتها كزوجه وأم فخففت تلك الأحاسيس والمشاعر كثيراً من الآم المخاض الموجعة التي طالت ساعاتها حتى كاد الليل أن ينصرم ويبزغ فجر اليوم الجديد . وما أن ارتفعت أصوات المؤذنين فوق مآذن المساجد تدعوا إلى صلاة الفجر حتى علت صيحات الطفل الوليد فاختلطت بصيحات التهليل بالفرح والاستبشار في حين سارعت إحدى سيدات البيت تزف البشارة المنتظرة إلى بهاء الله والد الطفل وتهنئه بسلامة الأم ووليدها فأطلق عليه اسم جده الوزير( عباس ) الذي كان يكن له كل محبه وإكبار وإعجاب" .
صدفة الميلاد وليلة (البعث-القدر-الليالي) لم تكن ليلة ميلاد حضرة عبد البهاء مجرد حدث سعيد تصادف وقوعه ليلة بعث حضرة الأعلى(الباب-القائم الموعود) فهي إن كانت قد حدثت على هذا النحو فهي بلا شك مصادفة سعيدة رائعة " وكيف لا وهو الذي صادف ميلاده الميمون تلك الليلة الخالدة التي بين فيها حضرة الباب طبيعة رسالته الفائقة لملا حسين أول من امن به " لكنها في الواقع لم تكن كذلك بل كانت تقديراً إلهياً سابقاً تنبأ به العديد من الرسل والأنبياء السابقين كما وردت بعضها في التوراة ( زكريا 6 أية 13، 14 العهد القديم و اشعيا 9، 11 و سفر الجامعة إصحاح 5 إيه 14، 15 ) . وفى القران الكريم في سورة البلد ( لا اقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ووالد وما ولد ) كذلك تطالعنا في سورة الرحمن عروس القران أيضا نبؤتان في الآيه (50)، (فيهما عينان تجريان)، الآيه (66) (فيهما عينان نضاختان ) والمقصـود بهاتين العـينان هو حضـرة عبد البـهاء عباس (ع ع) ويضيف السيد كاظم الرشتى في كتابه ( شرح القصيدة ) بعداً جديدا لتلك الليلة فيقول: ( عندما اقترنت الباء ونقطتها ( ب ) بعالم الغيب برمز ( ا ) ظهر( با ) ونتج عن هذا الاقتران رمز العين ( عـ ) اشاره إلى التعين الأول (عـ با) وكان ذلك في سنة الستين ( س ) فظهر عباس الإمام برمز ( ع ) قائما ظاهرا أمام الناس. إلا أن هذا التدبير الالهى الفائق الإمكانيات الذي حدث ليلة23مايو 1844 " شرع يعمل في نفس الليلة الخالدة التي أفضى فيها حضرة الباب بهدف رسالته إلى الملا حسين في حي متواضع من أحياء مدينة شيراز " كما يشير حضرة المولى شوقي افندى إلى كتاب قيوم الأسماء أول كتب حضرة الباب في إشارة واضحة ليلقى مزيدا من الضوء الباهر على أحداث تلك الليلة قائلا : " على أن ضوءا اكبر دلاله يفيض على هذه القصة الخاصة بإعلان رسالة حضرة الباب إذا نحن تصفحنا ( أول وأعظم واكبر ) كتب الدورة البابيه وهو تفسير سورة يوسف الشهير الذي نزل فصله الأول كله على وجه التحقيق من قلم منزله الأعلى في تلك الليلة – ليلة اليالى " فيفضل حضرة الأعلى بقوله الكريم في كتاب قيوم الأسماء (سورة الظهور) ( إنا نحن قد أنزلناك من منظر العرش في ليلة القدر إلى بطن الأم وانك في ذلك اليوم على العرش قد كنت لله العلى ساجداً وعلى الملك محموداً . إن هذا لهو اليوم في الفصل وهو اليوم في الجمع الذي قد كان بالحق ميقاتا ) . وفى كتاب شئون خمسه كان حضرة الباب أول من أطلق لقب ( سر الله ) فتفضل حضرته قائلا ( هل تعرفون سر الله أولا تعرفون ذلك هو أول من امن بمن يظهره الله فكيف لا تعرفون ؟ ) هذا اللقب " الذي شاء والده المحب المعصوم أن ينعم عليه بهذا اللقب العزيز، ألا وهو سر الله "
ففي القران إنذارات عديدة ورهيبة عن تلك الليلة: " يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذي حمل حمله وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " الحج 1-2 " إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا " (الواقعة 4 – 5 - 6
"فإذا جاءت الصاخه يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنية"ونفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله .عيسى 33 – 36 ومن الأنبياء من بهرتهم وعودها وأحلامها فترنم بعظمة جمالها وطار في معارج قدسها وصور لنا صورا عامره بالأمل والرجاء لكل المعذبين في الأرض حيث يصبح العالم الانسانى جنسا واحدا بلا تفرقه أو تمييز حتى للإماء والعبيد . " فيقضى بين شعوب كثيرين ، ينصف الامم فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل لا ترفع أمه على أمه سيفاً ولا يتعلمون الحرب فيما بعد" ميخا 3 : 4 "بل يقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه. " اشعيا الاصحاح الحادى عشر ايه 4 "يوم تبدل الأرض غير الارض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار" ابراهيم 48 " وأشرقت الأرض بنور ربها " الزمر 69
على أن تلك الأحداث الهائلة المفزعة من جانب والرحيمة المتلآلئه بالأمل والفرح والسعادة من جانب أخر كانت كلها صور لجوانب متعددة لليلة واحده قدر لها بحق أن تكون ليلة الليالي . والمدهش إن تلك الليلة لم تأت على شاكلة أي صوره من تلك الصور التي تخيلتها عقول وأذهان الناس أو تشتمل على أي علامة من علامات الوعود التي انتظرت الأجيال السابقة ظهورها وتحققها بل مضت ومرت في سكون مثلها مثل أي ليلة ربيعيه ناعمة هادئة ولم يحتفظ لنا التاريخ – مع الأسف – سوى بالقليل من أسرارها وحوادثها حتى أصبح من المتعذر – علـى وجـه التحقيق – أن تتعرف الأجيال القادمة على ما حدث في تلك الليلة خلال ساعاتها القليلة منذ أن غربت شمس نهارها إلى أن طلع نهار فجرها.
ليلة أشار إليها القران بعبارات مقتضبة لكنها رقيقة حالمة واعدة تغرق النفس والروح في بحار من الحب والصفاء والسلام. ليلة شوق إلى لقاءها الرسول عليه السلام وان لم يفصح عن حدث من أحداثها أو ميقاتها أو علاماتها . إلا أن العلماء فسروا آياتها وأولوا كلماتها وفقا لأهوائهم وأمانيهم فكانت ليلة مستجابة الدعاء مقبولة الأعمال، ليلة يصفح فيها الله لكل عبيده الخاضعين الراجين غفرانه والأملين عفوه مهما كانت الذنوب والأخطاء ولو كانت بقدر الأرض والسماء . وعاش الناس طوال عشرات القرون يترصدون تلك الليلة ويأملون في لقاءها. واجتهد المؤمنين السابقين للكشف عن كنهها وحساب ميقاتها ونيل بركاتها ، إلا انه مع الأسف لم تسجل – على مر التاريخ الاسلامى - مكاشفة روحيه واحده لشهود تلك الليلة أو تعلن تجربة فريدة للخوض في غمار أنوارها القدسية .
ولقد المح القران الكريم إلى الكثير من الآيات تحكى عن تلك الليلة الخالدة بصور متعدده وبكلمات تكاد تتطابق. "واستمع يوم ينادى المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج . ق 42 و43 " يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا " . النبأ ايه 38 " ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن انذروا انه لا اله إلا أنا فاتقون " إلا أن الناس لم تستطع أن تتفهم تلك الوحدة المتكاملة والوشائج الوثيقة بين هذه الآيات وبعضها البعض ولم يتضح المشهد أمام أعين وبصائر البشر, وبقيت تلك الليلة مستورة مخفيه عن الافئده والعقول والبصائر آلاف السنين تنتظر ميقاتها المعلوم لينفض ختمها وتجتلي أسرارها. لأنها لم تكن كما حسب الناس من أنها ليلة عفو الهي لتمسح عن الناس ذنوبهم المستعصية وتغفر للخطاة المعاندين خطاياهم منذ ولدتهم أمهاتهم ، بل كانت ليلة " انتهاء زمن العجائب " التي حلف بالحي إلى الأبد أنها " إلى زمان وزمانين ونصف " ونهاية هروب المرأه التي ولدت الابن الذكر من وجه الحية . الرؤيا 12 وبداية لكور جديد في تاريخ البشرية وتحقق ما تغنت به التوراة والأناجيل والقران حيث تفرح البرية وتشرق الأرض بنور ربها. " ثم رأيت ملاكا آخر نازلا من السماء له سلطان عظيم واستنارت الأرض من بهائه . الرؤيا 18 " ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويلة يقول الذين نسوه من قبل قد جاءترسل ربنا بالحق " الأعراف 52و 53 " وما يعلم تأويله إلا الله " ال عمران 7 يتفضل حضرة الأعلى في كتاب:" قيوم الأسماء"" سورة فاطمة " الذي انزل في تلك الليلة ليفض الختم ويكشف الستر الذي طال انتظارةبقوله: إن الله أوحى إلى في ليلة القدر ما من نفس يخطر على قلبه حرفا من هذا الكتاب " (قيوم الاسماء سورة فاطمة وبهذا يتضح بجلاء باهر أن ما قصد بليلة القدر التي امتدت من مغرب تلك الليلة حتى مطلع الفجر هي نفس ليلة بعثة حضرة الباب في 23 مايو سنة1844 م الموافق 5 جمادى 1260هجريه والتي لقبت بليلة الليالي, فيها اشرقت علامات ظهور الرب ولاح يوم الله القيوم .( بها تم افتتاح امجد عهد في أعظم كور شهده التاريخ الروحي للجنس البشرى وهى الليلة التي بشر بها كل نبي وناح كل رسول حبا لجمالها. قرن بديع ص 13 وتفضل حضرة بهاء الله في كتاب الإيقان قائلا: " وهؤلاء الأقوام مازالوا إلى الآن منتظرين ظهور هذه العلامات وبروز ذلك الهيكل المعهود إلى حيز الوجود حتى ينصروه وينفقوا الأموال في سبيلة ويفدوا الأرواح في حبه, كما ابتعدت الملل الأخرى بهذه الظنون والأفكار عن كوثر معنى رحمة حضرة الباري التي لا نهاية لها وشغلوا عنها بتخيلاتهم وظنونهم " . (الإيقان(
ليلة القدر هي ليلة ميلاد هذا الظهور المبارك في لوح طبيب بعنوان "قد ذكر ذكره لدى الوجه" مخاطباً لباقر يتفضل حضرة بهاءالله جلّ شأنه: "وأمّا ما سئل في ليلة القدر قل قد ظهر يوم الأعظم وطافت حوله ليلة القدر بعد الذي أظهرناها وزيّناها بطراز إسمنا المنيع، لمّا قضت لا ينبغي ذكرها تمسّك بيوم الأعظم الذي فيه تجلّى الله على كل الأشياء إنّ ربّك لهو الحاكم على ما يريد، قد فسّرها مَن بشّر الناس بظهوري إنها زُيِّنت بما نزلت فيها الهاء التي انشعبت منها بحور الأسماء أن اعرف وكن من الشاكرين. في ظاهر الظاهر إنها ليلة فيها وُلد محبوب العالمين ونزل ذكرها في لوح الذي زيّناه بهذا الذكر العزيز البديع..." ("مائدة آسماني"، المجلد 1، الصفحة 7)
في لوح لحضرة بهاءالله يتفضل بما يلي:
"الرؤوف الكريم الرحيم" "أن يا ملأ الغيب والشهود أن افرحوا في أنفسكم ثم استبشروا في ذواتكم بما ظهر ليلُ الذي فيه حُشرت الأكوار ودُوِّرت الأدوار وبُعثت الليالي والأنهار وميقات الأمر من لدن مقتدر قدير... وهذه ليلةٌ قد فُتحت فيها أبواب الجنان وسُدّت أبواب النيران وظهر رضوان الرحمن في قطب الأكوان... فيا بشرى لهذا الليل الذي استضاء منه كلّ الأيام ولا يعقل ذلك إلاّ كلّ موقن بصير. وقد طافت في حوله ليالي القَدْر ونُزِّلت فيه الملائكة والروح بأباريق الكوثر والتسنيم... وفيه تزلزلت أركان الجبت وسقط الصنم الأعظم على وجه التراب وانعدمت أركان الشرور وناحت المَنَاتُ في نفسها ثم انكسر ظهر العُزّى وظل وجهه مُسودّاً بما طلع فجر الظهور وفيه ظهرت ما قرّت به عيون العظمة والجلال ثم عيون النبييّن والمرسلين فيا حبّذا لهذا الفجر الذي ظهر بالحق عن مطلع عزٍّ منير... فيا حبّذا من هذا الفجر الذي فيه استوى جمال القِدم على عرش اسمه الأعظم العظيم وفيه وُلد من لم يلد ولم يولد فطوبى لمن يتغمّس في بحر المعاني من هذا البيان ويصل إلى لئالئ العلم والحكمة التي كُنزت في كلمات الله الملك المتعالي المقتدر القدير. فيا حبّذا لمن يعرف ويكون من العارفين. قل هذا فجرٌ نزلت فيه قبائل ملأ الفردوس ثم ملائكة القدس... قل هذا فجرٌ فيه غُرست شجرة الأعظم... قل هذا فجرٌ فيه ظهر كينونة المكنون وغيب المخزون وفيه أخذ جمال القدم كأس البقاء بأنامل البهاء وسقى أولاً بنفسه ثم أنفقه على ملأ الإنشاء... فيا حبّذا من هذه السدرة التي ارتفعت بالحق ليستظل في ظلّها العالمين. أن يا قلم الأعلى فامسك زمامك تالله الحق لو تنطق وتذكر نغمات الأثمار من شجرة الله لَتَبْقى وحيداً في الأرض لأن الناس كلّهم يَفِرُّنَ عن حولك... فيا حبّذا من أسرار التي لن يقدر أن يحملها أحد إلاّ الله الملك العزيز الجميل..." (رسالة الأيام التسعة الصفحات 48-53)
ومن لوح آخر بخصوص ميلاد حضرة بهاءالله: "هو الله" "أن يا معشر العشّاق تالله هذه لليلة ما ظهر مثلها في الإمكان... ثم نادى الله عن خلف سرادق القدس والإحسان بأنَّ هذه لليلةٌ وُلدت فيها حقيقة الرحمن... قل هذه لليلةٌ قُدِّر فيها مقادير الجود والفضل... قل يا ملأ العُشّاق قد أشرق جمال المعشوق من غير حجاب وقمصان... قد طلع جمال المحبوب عن أفق القدس... وقد ظهرت الحجة والبرهان بما قامت القيامة بقيام الله بمظهر نفسه القِدْمان... وَلَجَتِ الأدوار وتلجلجت الأكوار وتبهّجت الأنوار بما تجلّى الله على كلّ دوحةٍ ذات أفنان... تالله قد خُرقت الحُجبات وحُرقت السُّبُحات وكُشفت الدلالات ورُفعت الإشارات من ذي قدرة وقَدْران وإن هذا لفضلٌ من الله العلي المنّان..." (رسالة الأيام التسعة، الصفحات 55-58)
"يا ليلة القدس ، عليك من التحيات اكملها وابهاها ومن الصلوات اطيبها وازكاها ، يا قرة عين الابداع وغرّة ايام الله ومطلع العصر الاعز الاكرم ومبدأ القرن المبارك الافخم ، بحلولك فتح باب الاعظم على وجه العالم وظهر السر الاكتم وسطع النور الاقدم وامتد الصراط الاقوم وعبقت روائح الروح على كل الامم . بذكرك استفرح الخليل فى قلبه واستبشر الكليم فى ذاته و استجذب الروح بكليته ، واهتز الحبيب طربا فى نفسه ، وسبّح وهلل اهل ملا العالين من الكروبين والقديسين والملائكة المقربين . بكِ انارت الارضون والسموات ، وفيك بعثت الليالى ومنكِ استضاء الايام وحولك طافت ليلة القدر وبظهورك ابتسم ثغر الوجود وتشهق طاووس الاحديه فى قطب الجنان ودلع ديك العرش حول حرم الكبرياء وتموج البحر الاحمر وظهر جمال الورد وكشف النقاب عن جمال المعشوق بشأن تحيرت افئدة النبيين والمرسلين . طوبى الف طوبى لمن َعرف شأنك وحفظ حرمتك وشهد آثارك واستفاض من فيوضاتك وافتخر باسرارك و اقرّ واعترف بسلطانك ومقامك المتعظم المتعزز المتعالى المشعشع المقدس الباذخ الفريد"(حضرة بهاءالله) .
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليلة حارت فيها العقول والقلوب 1-2
-
التعصّبات هادمة لبنيان العالم الإنساني
-
الحرية في الاعتقاد
-
التعصُّب نار تحرق العالم
-
العدل الإلهي
-
الإسراء والمعراج من منطلق العقيدة البهائية
-
السلام يا أهل الأديان
-
إنقاذ العالم بالعرض الإلهي لا بالنهج السياسي
-
الوحدة البشرية هى حجر الزاوية في النظم البديع لحضرة بهاءالله
...
-
الخدمة والتضحية من أجل وحدة العالم الإنساني
-
البعد الروحاني للوحدة الإنسانية من منظور روحاني
-
الوحدة والتكامُل الإنساني
-
تأملاتنا الروحانية
-
نبذ التعصبات الجاهلية
-
عصر ذهبي تنتظره الإنسانية
-
غروب وشروق
-
المساواة بين المرأة والرجل
-
الاتحاد في المجتمع
-
بعضٍ من الحقائق الأساسية عن البهائية ومبادئها تَدَارُكًا لما
...
-
بعض من الحقائق الأساسية عن البهائية ومبادئها تَدَارُكًا لما
...
المزيد.....
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|