أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - لا عزاء لمن يخطئ في خياراته














المزيد.....

لا عزاء لمن يخطئ في خياراته


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 19:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حفل تاريخ العراق خلال النصف الثاني من القرن الماضي بعدد من "المناسبات" الكارثية، منها ما خلف وراءه بشكل مفجع تداعيات خطيرة، بقيت اصداؤها فاعلة ومؤثرة في واقع العراق المزرى حتى اليوم، ومن ابرزها الانقلاب الدموي الذي اطاح بحكم عبد الكريم قاسم في 8 شباط العام 1963 والذي سمي بانقلاب 14 رمضان، ثم غزو صدام حسين للكويت في الثاني من شباط العام 1990الذي تمر ذكراه الثانية عشرة هذه الايام. واذا كان لهذين الحدثين الجسيمين من ممهدات داخلية، سهلت على القوى الاقليمية والعالمية، استثمارهما لتحقيق مصالحها، والتي هي بالضد من مصالح غالبية ابناء الشعب العراقي، فإن استذكارهما، يشير بالمسؤولية الأولى لقادة البلد في كلا المناسبتين. واليوم والعراق والمنطقة تمر بمنعطفات خطيرة ومتسارعة، فان حكام المنطقة لا يتعظون بعبر هاتين المناسبتين، بل يجرى التعامل مع التطورات الخطيرة التي تشهدها، بتخبط يخلو من الشعور بجسامة هذه التطورات، ولا تنبئ عن قراءة للصراعات الاقليمية والدولية بحس وطني عال. ففي الوقت الذي تعصف بالبلد حزمة أزمات خانقة، في مقدمتها أزمة الثقة بين القوائم الحاكمة، يردد مسؤولوها المنتخبون وليس كمثل قادة انقلابي عام 1963 وعام 1968. ، بأن لا وجود لأزمة وانما هناك خلافات في وجهات النظر، وهذا ما يدعو للرثاء! بالتزامن مع تصعيد الإحتراب السياسي عبر تصريحات استفزازية من جانب مسؤولي دولة القانون واخرى من رئاسة اقليم كردستان بالتلويح بتنفيذ خطوة تقرير المصير المؤدي عن انفصال كردستان العراق، هذا التوتر المتصاعد والمقلق يترافق مع ما تنتظره المنطقة من مآل وضع النظام السوري، الذي وصف رئيسه بخفة تدعو للدهشة المعارضة الوطنية السورية بالجراثيم! ، كما لم يقدر حق التقدير قرار دول الجزيرة والخليج وحلفائها، بتجنيد مؤسساتهم الإعلامية والاستخبارية و المرتزقة و امكاناتهم المادية الهائلة للإطاحة به، طمعا بالهيمنة الإقليمية وعقابا له على علاقته بإيران، مع تصعيد الهوس الطائفي السني الشيعي المرعب في سوريا وعموم بلدان المنطقة. وأيا كان مصير هذا النظام فإن ما دفعه الشعب السوري من دم أبنائه وتشريدهم وتدمير بنى سوريا التحتية لا يمكن مقايضته بالتشبث بأبدية السلطة الدكتاتورية.
أن تفاقم الصراع الدموي على السلطة في سوريا وعواقبه لابد لهما ان يطالا بقدر وآخر بلدان المنطقة الاخرى، ومن بينها بكل تأكيد، العراق الذي ابتلي بدوامات شارفت مؤخرا على حد حافة الصدام المسلح بين القوات العراقية المركزية وقوات البيشمركة الكردستانية، ليزيدوا البلد كارثة استثنائية غير كوارث الوضع الامني الهش والمحاصصة الطائفية والقومية والنهب والفساد المتأصل.
ورغم كل الدعوات المخلصة من القوى الوطنية الديمقراطية العراقية بتغليب مصلحة البلاد العليا على المصالح الانانية والثانوية، وتجنب البلد والشعب ويلات اخرى فوق ما ابتلي به، فأن القوى الطائفية والقومية تمعن في التمترس في مواقعها وامتيازاتها، بل وتخلق المزيد من الازمات، وتتمسك بما يتاح لها من امكانيات بمواقع السلطة والتصرف بخيرات البلد، ومعطلة دور مجلس النواب المفترض لمراقبة الاداء الحكومي ، واصداره القوانين الملحة ولكنها معطلة بإرادة قادة القوائم الحاكمة.
ان وصف العراق كونه احدى الدول العشرة الفاشلة في العام 2012 في العالم من قبل منظمة الصندوق الدولية، جاء تأكيدا لهذا الفشل الذي تيقن منه المواطن العادي وهو يكابد من نكد العيش اليومي، بعد ان تنصل حكامه من الوعود الانتخابية التي خدعوه بها وحصلوا على أصواته لهم عبر أساليب الرشى وتأجيج النوازع الطائفية والقومية والتدخلات الاقليمية الفظة. واذ لا يلوح في الافق وازع الغيرة على مصلحة الوطن والمواطن وتلمس الحلول العاجلة للخروج من الازمات المتتالية، والمساءلة عن مسؤولية ارتهان العراق اليوم تحت وطأة دولة فاشلة من قبل مجلس النواب رغم العوق الذي يعاني منه، فان مسؤولية المواطن هي الأكبر، وها هو يدفع ثمن خياراته الانتخابية الخطأ، فليست الشعوب دائما على صواب في خياراتها.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي التاسع من نيسان 2011: مكافحة الفساد أم دولة ادارة الف ...
- وللبلطجية رئيس!
- الأزمة العراقية في المزاد العلني
- -العراق بعد إنهاء القوات الأمريكية العمليات القتالية-
- أزمة الحكم العراقية: تنصل من الوعود الانتخابية
- أحلام وأماني العصافير و واقع الشواهين
- نتائج انتخابات مجلس النواب وعسل الدبابير
- صراعات إقليمية ودولية أدواتها كتل سياسية عراقية
- عندما تكون المواطنة ضربا من الترف السياسي
- قانون الانتخابات المعدل غير عادل
- قضية كركوك ومصالح النواب الشخصية
- انتخاب مجلس النواب.. التمويل ببلايين الدولارات و كيانات بالم ...
- من المسؤول عن الضحايا العراقيين؟
- هرج ومرج السياسيين العراقيين
- العراق ونخوة جيرانه العرب والمسلمين
- انسحاب القوات الأمريكية اختبار أيضا لقوى العملية السياسية
- المنطق والمعقول في العلاقات الكويتية العراقية
- تشكيلات سياسية جديدة استباقا للانتخابات البرلمانية القادمة
- عودة حمامات الدم في المدن العراقية
- أجساد العراقيين أهداف سهلة لانتقام الإرهابيين


المزيد.....




- رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم ...
- سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء ...
- أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
- هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
- نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
- مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو ...
- منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب ...
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - لا عزاء لمن يخطئ في خياراته