عبدالله صقر
الحوار المتمدن-العدد: 3809 - 2012 / 8 / 4 - 16:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن فى حاجة ماسة لمن يأخذ يأيدينا ويخخط لنا بطريقة صحيحة , لآن تعاقب الحكومات المستبدة كان يحذوها العشوائية وعدم الآكتراث بحياة الناس , وهذه كانت سمة سائدة بين جميع الوزارات التى تعاقبت علينا .بعد الثورة التى كنا جميعا متشوقون لها لتخرجنا من كبوتنا المزمنة , والتى تمثلت فى سوء التخطيط والتخبط , واليوم قرأت مانشيت بالخط العريض على لسان الرئيس مرسى يدعو فيه المواطنين لمنح الفرصة للحكومة الجديدة لتحقيق أهداف الثورة ..... هذا التصريح أثلج صدرى وبالتأكيد الكثيرين معى , لآنه يحتوى على نوايا جيدة , وبلا شك أى إنسان مخلص لهذا البلد , لابد أن يساند الحكومة والرئيس , لآنى أرى أن الرئيس لديه نوايا مخلصة للأخذ بيد البلد من كبوتها , بعد أن دمرها الغزاة الحاكمين بأمرهم وأمر أولادهم .
مصر الآن فى حاجة ماسة لأيادى مخلصة تعمل دون كلل ولا ملل , أيادى تكون متجهة لله تعالى , تعمل دون منة ولا معايرة ودون أجر , مصر فى حاجة لكل أنسان شريف يعمل لصالح شعب مصر , ولا ننكر بأن الرئيس محمد مرسى قد ورث تركة مثقلة بالهموم والديون , ونحن جميعا نعلم مدى الدمار الذى لحق بالأقتصاد وبنفسيات العباد لما لحق بنا طيلة ستون عاما من التجريف فى الآقتصاد وأيضا فى فكر المواطن المصرى , وحجبه عن المسيرة لبلاده وأيضا حجبه عن المشاركة الفاعلة لبلده .
إننا حين نطلب بتحسين معيشتنا إنما نحن نمد أيدينا مطالبين الحكومة الجديدة فى أن تضع فى أولوياتها ( المواطن ) الذى عانى وكابد من قبل زعماء سعوا جاهدين فىأفقاره , حيث أن هناك بلدانا أقل منا دخولا لكن للأسف المواطن يحتل جل أهتمامات حكوماتهم , ولذا نرى أن مواطنهم يشعر بالراحة والبحبوحة والثراء , نعم لدينا دخولا كبيرة لكن هذه الدخول كان مسارها غير موظف توظيفا سليما لصالح المواطن , ولذا نناشد حكومتنا الجليلة والجديدة أن تكون رشيدة , وتتجرد من الآهواء الشخصية وتضع فى أعتبارها الصالح العام , والمواطن ثم المواطن ثم المواطن , لآن هناك وعى مجتمعى حادث الآن , والمواطن يختلف الآن عما هو كان سائدا أيام حكم الطغاة .
لقد عرفنا طريق الخلاص , وعرفنا طريق التحرير , ولم يثنينا عن أبداء رأينا أحدا بعد اليوم , لآن الشعوب لا ترحم , الثورة أصبحت فى دماء البشر , والمواطن ينتظر الكثير من حكومته الجديدة , لآننا ننتظرعلى أمل يحذونا منذ سنوات طوال بتحسين مستوى معيشتنا .... لآننا أزددنا فقرا مع إناس كانت لاتعرف الله , ولا ترعى شعوبها .هناك أولويات ملحة أمام الحكومة الجديدة , أولها الآمن الشبه غائب والذى كنا نأمل بعد الثورة فى أن تمتد اليد الطولى لرجال الآمن كى يحمونا من بطش البلجية واللصوص وأعوان النظام البائد , أيضا هناك العدالة الآجتماعية التى أفتقدناها عقودا مضت على أيادى من لايرحم , والآسكان الذى حير الفقراء وجعل الكثير للتزاحم فى غرف مثل علب السردين , يجب على وزير الأسكان الجديد تغيير منظومة ( علب السردين ) , والخروج بنا إلى عالم البراح والآتساع لآننا نعيش على سبعة فى المائة من المساحة الكلية لمصر , وخلق مدن جديدة تتسع لآمال شعبنا بعد الثورة , يعنى هم كانوا يريدون أن يصدرونا فى علب سردين لبلاد أخرى , والتوسع فى الآسكان يعنى توسعا أفقيا وليس راسيا , لآن المشكلة التى يمر بها شبابنا هى كيفية الحصول على شقة كى يتزوج فيها , والآن أغلب شبابنا وبناتنا أصابهم العنوسة , جراء عدم وجود سكن , وفاتهم قطار العمر, ناهيك عن الظروف الآجتماعية العصيبة التى تمر بها الآسر المصرية من جراء سياسة أفقار الشعوب , حتى تركض وراء الحكام ساعية لطلب الآحسان منهم .
كما أن هناك على السطح مشاكل كبرى وهى تعتبر من أكبر المشاكل الملحة وهى أنقطاع التيار بصفة دائمة , والصرف الصحى الذى بات منسيا هو وأكوام الزبالة التى أعتدنا عليها يوميا وأصبحت من الموروثات التى تؤرقنا جميعا ..... وضرورى جدا أن صحة المواطن على أولى أهتمامات وزير الصحة الجديد , بعد أن كنا نذهب إلى المستشفيات الحكومية فى العهد البائد , فيقال لنا أن العلاج سياحى , بعنى أن وزير الصحة خصخص قطاع المستشفيات الحكومية , وكأن المواطن ليس على قائمة أهتمامات الحكومة البائدة .
وأيضا البطالة التى أكلت فى لحم الآسر , وأصبح الشاب بعد تخرجه من الجامعة يصاب بإحباط أزلى نتيجة لتعطله فى البيت مثله مثل الفتاة ينتظر إلى أن يجئ عدله أو حظه فى أى شغلانه إذا كان لديه حظ سعيد , البطالة التى جعلت شباب كثيرون يجنحون إلى عالم الجريمة بسبب حكومات مرت علينا كان يملآ قلوبها الأنانية , لآن لا يوجد إبن وزير سابق إلا وكان يعمل فى أحسن الوظائف وبأعلى الرواتب إذن نحن أمام كارثة حقيقية إذا لم نجد لآولادنا فرصا للعمل بأقصى سرعة , لآن الثورة التى حدثت لم تكن ثورة بمفهومها الطبيعى , لآنها كانت ثورة الجياع بمفهومها الحقيقى , ثورة على الظلم الذى بات يؤرق مضاجعنا ويزلزل بيوتنا , ثورة على عدم التوزيع العادل للثروات .
وهناك مؤشرا حقيقيا وخطيرا يجب أن يوضع فى حسبان الوزارة الجديدة حتى تكون رشيدة بالمعنى المرضى عنه , ألا وهو أرتفاع الآسعار الذى نهش فى جيوب ولحوم البشر , وأنها ليست معادلة صعبة , كل شئ فى متناول الوزراء الجدد ولهم الصلاحيات من الشعب فى ضبط السوق حتى ينصلح حالنا على الوجه الآكمل .... كما أن قطاع السياحة الذى بات مهملا بعد أن سمعنا أقولا غير مسؤولة من إناس لا يدرون عن طبيعة السياحة فى مصرنا لآنها تجلب لنا مليارات الدولارات ويعتاش عليها أسركثيرة , فيجب الآهتمام بها لآنها تشكل عصب الحياة لآسر كثيرة , كما أن هناك مشكلة ولابد أن ينتبه لها الجميع , ألا وهى : أين ذهب البنزين والسولار الخاص بمصر ؟
ويقول المثل : الذى يحاجه البيت يحرم على الجامع .... نحن الآن فى أمس الحاجة لقطرة بنزين أو سولار بدلا عن الطوابير التى عطلت البشر .
كما يجب الآهتمام بمشكلة الموارد المائية التى أرقت شعبنا فى أواخر عهد الرئيس المخلوع , وهى من أهم المشاكل التى تؤرق شعبنا , مشكلة مياه النيل التى تدخل العدو الصهيونى ودس يده فيها, فى الخفاء حتى يحرمنا من حقنا الآزلى فى مياه النيل , فيجب أن نفوت الفرصة عليه حتى نستطيع أن نشرب مياهنا دون تدخل من أحد , ودون منة من أحد , لآن مياه النيل هو حق شرعى من حقوقنا الشروعة منذ ألاف السنين ..... كما أن تطوير قطاع المحليات الذى يعتبر الصلة المباشرة بين الشعب والحكومة , هذا القطاع قد تلاعب به من قبل بعض رؤوساء الآحياء وبدخلوه وكانوا عناصر مفسدة وأستغلوا صناديق الآحياء التى كانت تحوى ملايين الجنيهات دون محاسبة من أحد ودون محاسبة من ضمير .
وهناك قطاع الزراعة .... فبعد أن كنا فى المرتبة الآولى زراعيا ونعتمد على أنفسنا فى الآكتفاء الذاتى , وبعد أن كنا دولة زراعية , أصبحنا دولة تعتمد على الآخرين فى أكلها , أصبحنا نستورد أغلب أكلنا للأسف الشديد , وهذا ناتج للتكاسل من قبل الحكومات المنصرمة وتقاعصها عن واجبها القومى .... ولا ننسى أن القضاء هو لسان الآمة , فأمة إذا ضاع هيبة القضاء بها ضاعت وأندثرت مع البلطجية واللصوص , يجب أن نحافظ على أستقلال القضاء وننأى به عن أى صغائر أو مشاكل , كما يجب على الجميع أن يخرج القضاء من أى صراعات وأن نمنع أى تدخلات فى شؤون القضاء والقضاة والحفاظ على هيبته وكيانه , حتى تكون لدولتنا هيبتها , لآن هيبة الدولة من هيبة القضاء .
#عبدالله_صقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟