أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم كطافة - جنون البقر السلفي -البعثي















المزيد.....

جنون البقر السلفي -البعثي


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 10:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قيل؛ أن الجنون فنون.. منه الجنون العشوائي المؤقت الذي لا تدري متى يهجم ومتى ينسحب.. ومنه الجنون الدائم المستمسك بضحيته. منه من يبلي الأفراد ومنه من يبلي الجماعات. منه من يفتك بالحيوان ومنه من يفتك بالبشر. وقيل كذلك؛ لا حرج على المجنون.. في الدين الإسلامي أن المجنون من بين التسعة المعفيين من التكليف الرباني بالعبادة، وفي الدول المتحضرة الجنون يخفف إدانة الجرم إلى حد يلغي العقوبة.. أكثر من هذا إذا اعتدى عليك مجنون ما عليك سوى مداراته إذا لم تستطع تجنبه، لا ترد له الصاع بصاع أو بصاعين ولا حتى بربع صاع، لأنك ستكون الخاسر في كل الأحوال أمام القانون.. وفي (إسرائيل) اعتبر الجنون واحد من الأسلحة التي استخدمت في الحرب ضد الفلسطينيين، ما أن يقوم إسرائيلي بعمل جرمي واضح ضد المدنيين الفلسطينيين حتى يظهر بعد حين أنه مجنون.. وقيل في العرف العشائري ليس على المجنون أية التزامات تجاه العشيرة، لكنه يظل محمياً بأعرافها.. إذا قتل هو أحدهم، سقط حق القتيل، وإذا قُتل هو على القاتل دفع الدية أو مواجهة الثأر.. والمجنون لا يورث ولا يتورث، بل يتولى أكبر أبناءه أو أخوته أملاكه كوكيل.. وقيل في الطب النفسي أن الجنون هو حالة انفصام كامل ومستمر بين الفعل والعقل.. وقيل وقيل وقيل الكثير.. باختصار أن المجنون هو حبيب الله ومدلل الخلق. لكن، بربكم أليست هي فكرة مذهلة؛ أن الواحد يستقطع له وقتاً للجنون، يقضي فيه كل مشاريعه إن كانت قتلاً أو سرقة أو اغتصابا أو أي شيء مما تعاقب عليه القوانين والأعراف.. ثم يعود بعد ذلك على يد طبيب ماهر إلى حالته الطبيعية..؟ لكن دعونا نرى، إن كانت هذه هي فعلاً رغبة مجنونة وخيالية أم هي وبكل مأساوية الأفعال التي هرست وتهرس لحوم وأحلام العراقيين.
من بين كل أنواع الجنون التي فتكت بالحيوان، كان جنون البقر أشهرها. الجنون الذي لا أدري لماذا وكيف ظلت أبقار العرب بمنجى عن فتكه بها، رغم كونها أبقاراً. لعل العرب قد اكتشفوا لقاحاً سرياً لا يريدوا الإعلان عنه. لكن، هناك نوع خاص جداً من بين أنواع الجنون، اختص به هؤلاء تحديداً، نوع يفتك بالبشر هذه المرة وليس بالبقر. هذا النوع اسمه جنون البقر السلفي – البعثي! ينتجه فايروس معقد، لأنه مركب من فايروسين أو ثلاثة.. الأول فايروس معدل وراثياً عن فايروس جنون البقر، والثاني فايروس بعثي لكن ضعيف بسبب سقوطه من أعلى هرم السلطة.. والثالث فايروس سلفي عابر للحقب والأزمان، آت من حقب ظلامية بعيدة في التاريخ العربي والإسلامي.. باجتماع وتزواج هذه الفايروسات الثلاثة حصل العرب والمسلمون على نسختهم من فايروس (جنون البقر)، لهذا السبب جاء اسمه (جنون البقر السلفي –البعثي) وهو فايروس خطير يفتك بالبلاد والعباد إذا لم يوضع له حداً.
من يريد التعرف على بعض إنجازات هذا الفايروس الخطير، ما عليه سوى البحلقة قليلاً لما جرى ويجري على الساحة العراقية منذ سقوط البعث وتسليمه البلد لاحتلال أجنبي إلى هذه الساعة. الإنجازات كثيرة، هي أكثر بكثير من عدد الأيام منذ سقوط البعث إلى الان وضحاياها أضعاف عدد ساعات تلك الأيام وكلهم عراقيون. أما من هم أبطال تلك الانتصارات الباهرة، فهم الملثمون الذين يسمونهم خارج العراق باسم المقاومة العراقية. هم الجماعات البعثية التي تأسلمت بعد الاحتلال مباشرة وكأن الإسلام لم يكن وما كان وظهر فقط بعد الاحتلال. بدءاً من هيئة (علماء) المسلمين إلى الجماعات السلفية الكثيرة الوافد منها والمحلي.. أنجزوا انتصاراتهم أو غزواتهم كما يحلو لهم تسميتها على الشعب العراقي، بالسيف والسيارة المفخخة والعبوة الناسفة والقذيفة والصاروخ والمسدس وكل أنواع الأسلحة البيضاء والسوداء.. فجروا المراقد المقدسة للمسلمين، المساجد، الكنائس، المدارس، المستشفيات، مؤسسات الدولة المختلفة، لغموا البهائم الاستشهادية وأرسلوهم قنابلاً موقوتة بين جموع البشر، أحرقوا آبار النفط، خربوا الأنابيب، دمروا منظومات الطاقة الكهربائية، سمموا مياه الشرب، خلطوا البنزين بالنفط لتوزيعه على أنه وقود تدفئة، خطفوا الأجانب والمواطنين مقابل فدية.. ثم مارسوا الذبح الحر للبشر أمام شاشات التلفزة في سابقة هي الأولى على الأقل في العصر الحديث. باختصار لقد مارسوا إلى جانب عصابات الجريمة المنظمة كل أنواع وأشكال الجرائم المعروفة وغير المعروفة بحق العراقيين، مستغلين لذلك الفراغ الأمني الذي تسبب به الاحتلال الأجنبي للبلد. أما هدفهم من وراء كل هذا الجهاد أو المقاومة، فهو الوحيد الذي ظل غامضاً إلى الآن.. والسبب ربما لأنهم مشغولون بالتنفيذ وليس بالتبرير (هم مجاهدون عمليون وليسوا تنظيريون) إلى هذه اللحظة على الأقل.. لكن ما رشح عن بعض جماعاتهم التي تريد لنفسها صفة (الذراع السياسي) مثل هيئة (علماء) المسلمين السنة، إضافة إلى مهربي قطعان البهائم الإستشهادية سواء في سوريا أم في إيران، مدعومين فضائياً بحزمة من فطاحل المحللين العرب..كل هؤلاء قالوا وأكدوا مراراً وتكراراً؛ أنهم يريدون إخراج المحتل من أرض الرافيدن.. وأن مقاومة الاحتلال حق شرعي، ضمنته الأعراف والأديان، بل حتى الحيوانات تدافع عن جحورها ما بال العراقيين لا يدافعون عن جحورهم..!!؟ لكن المشكلة التي واجهتهم جميعاً إلى هذه اللحظة، كانت هي غباء وسذاجة المواطن العراقي الذي لا يريد أن يفهم دوافع وأهداف المجاهدين.. لم يستطع هذا العراقي إلى الآن أن يرقى إلى مصاف المحللين الستراتجيين العرب مثلاً، ويفهمها وهي طايرة.. يفهم أن عمليات المقاومة الوطنية باستهدافها للعراقيين، هي في الواقع تستهدف الاحتلال بالاستعاضة (حسب قوانين أرخميدس الزرقاوي)، أما كيف..؟ فهناك سببان؛ الأول سهولة الوصول للعراقي إن كان مدنياً أو شرطياً أو جندياً.. وثانياً لأنهم يريدون أن يوصلوا رسالة عبر أجساد العراقيين، مفادها؛ أنك يا محتل غير قادر على حماية كل مواطن عراقي في البيت والشارع والجامع والكنيسة والمؤسسة الحكومية، وكل متر من أنابيب النفط وخطوط الكهرباء.. وبعد أن يظهروا عجز المحتل اللئيم الكافر أمام هذا التحدي، سيلملم هذا طائراته ومدرعاته ودباباته وجنوده ويرحل عن أرضنا.. كذلك على هذا العراقي الساذج أن يفهم أن المجاهدين في واقع الحال وهم يستهدفون قتل الشيعة والأكراد والمسيحيين والصابئة وكل تلاوين الشعب العراقي، التي كانت محكومة في زمنهم القديم وعلى الهوية، لأن هؤلاء كلهم عملاء.. وإن كان عددهم الصحيح في البلد أكثر من عشرين مليون نفس.. وهذا المواطن العراقي المصاب بعسر هضم تحاليل العرب الستراتيجية، يجب أن لا يقف حاجزاً بوجه المقاومين والمجاهدين.. إذا فهمها خيراً على خير.. أما إذا لم يفهم؛ طز عليه وعلى اللي خلفوه.. أن هدفنا كبير، بل كبير جداً، هو بحجم خارطة أنظمة الاستبداد من الماء إلى الماء.. وما أرقام الضحايا من العراقيين إلا أرقام تافهة وبسيطة وهي معقولة تتحملها الحروب الكبيرة... لكننا وبعد رحيل الاحتلال سنعوض العراقيين بانتخابات حرة ونزيهة وشريفة، تحت إشراف أكبر وأعرق وأنزه مؤسسة ديمقراطية في العالم اسمها (جامعة الدول العربية) ولزيادة النزاهة والشرف والخبرة في الديمقراطية، سنجعل منظمة (المؤتمر الإسلامي)، كذلك تشرف على انتخاباتنا التي سنجريها، لكن بعد أن ننتهي أولاً من الشعب العراقي العميل والاحتلال..!!
والآن، ألا يكون الجنون المشخص سريرياً أنه انفصام تام ومستمر بين الفعل والعقل، هو العنوان الحقيقي لكل هذا اللغو..؟ وإذا كان كل هذا هو جنوناً سياسياً بقرياً مستقطعاً لتنفيذ مآرب سياسية معينة، لجماعات كانت تتحكم برقاب وأرزاق الناس طوال الدهر وهي الآن خارج الحكم، ولأنظمة استبدادية من دول الجوار القريب والبعيد تخلخلت مواقعها.. لكن من يضمن أن لا تجر أفعال هؤلاء إلى الحرب الأهلية.. وإلى متى يدوم صبر وجلد وحكمة ذوي الضحايا وهم يعضون على نواجذهم، خصوصاًً وأن السيارات المفخخة والبهائم الانتحارية تأتي من مناطق وقرى وبلدات باتت معروفة للجميع.. ثم من يضمن أن لا يدوم هذا الجنون المؤقت أو المستقطع.. ومن هو هذا الطبيب الماهر القادر على انتشال هؤلاء من جنونهم..؟
15/2/2005



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى دعاة المصالحة الوطنية..أنها تدور
- نعم.. نحن ننتخب.. وهم ينتحرون
- هل برنامج قائمة اتحاد الشعب برنامج شيوعي..؟
- لو سألتموني عن سوريا.. سأدلكم على ما يفيد
- أحذروا عودة الملثمين عبر الانتخابات
- شيوعيون أصوليون... 2 ـ 2
- شيوعيون أصوليون
- العراقيون والضحك والسيارات المفخخة
- حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً
- لكي لا يضيع نداء حمد في لجة الصراخ.. إلى حمد الشريدة
- قنوات الواقع الافتراضي العربية
- لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟
- بورترية لوأد النساء في زمن الصحوة
- أدعية على الهواء للإله المخطوف
- لماذا يكون الزرقاوي أشعل منك يا شعلان..؟
- خرائط تبحث عن من يرسم ملامحها
- الموقف الفرنسي من وحلٍ إلى وحل
- عيون وآذان جهاد الخازن وأخطاء علاوي
- بماذا أرد على صديقي المتشائل..؟
- مرة أخرى.. عن الشعب الكردي وقضيته


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على إسقاط قضيتين ضده بشأن انتخابات 2020 وال ...
- قاضٍ فيدرالي يرفض دعوى -إلغاء نتائج الانتخابات- المرفوعة ضد ...
- السفارة الروسية في ليبيا تنشر مقطع فيديو لاختبار شاحنات -أور ...
- رئيس الأركان الليبي يطلع المنفي على تطورات ملف الحدود
- رئيس كولومبيا يرحب بخطط ترامب لإنهاء النزاعات
- شركات روسية كبرى تشارك في معرض بنغازي الدولي للنفط والغاز لت ...
- مصادر تتحدث لـCNN عن سبب زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ...
- وزير الدفاع الفرنسي يؤكد عزم بلاده على تزويد كييف بصواريخ مض ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لهجوم أوكراني بـ-المسيرات- في ...
- كتائب -القسام- تعلن إيقاع 20 جنديا بين قتيل وجريح بهجومين في ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم كطافة - جنون البقر السلفي -البعثي