مجدى زكريا
الحوار المتمدن-العدد: 3809 - 2012 / 8 / 4 - 16:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعتبر العلم والدين احيانا عدوين لدودين. فهما فى نظر البعض, عالقان فى صراع ضار يبدو انه لا ينتهى الا بزوال احد الطرفين.
فمن جهة يقف بعض العلماء, مثل الكيميائى بيتر اتكنز, الذين يشعرون ان التوفيق بين الدين والعلم " مستحيل " يقول اتكنز ان الاعتقاد ان الله هو التفسير ( لأى شئ, هذا اذا لم نقل لكل شئ ) انما هو تفكير سخيف.
من جهة اخرى, يقف الاشخاص المهتمين بالدين الذين يلومون العلم على تقويضه الايمان. ويعتقد مثل هؤلاء ان العلم كما يمارس اليوم هو خدعة. فالوقائع التى يستعملها قد تكون حقيقية, لكن اساءة تفسير هذه الوقائع تقوض معتقدات المهتمين بالدين. مثلا, يقول عالم الاحياء وليم بروفاين ان الداروينية تعنى " انه لا يوجد اساس جوهرى لعلم الاخلاق, كما لا يوجد معنى جوهرى للحياة ".
لكن جزءا من هذا الصراع تطور بسبب التأكيدات الخاطئة او غير المثبتة عن كلا الطرفين, فطوال قرون, علم القادة الدينيون خرافات وعقائد خاطئة تناقض المكتشفات العلمية الحديثة وليست مؤسسة على الاسفار المقدسة الموحى بها. مثلا, ادانت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية غاليليو لأنه استنتج بالصواب ان الارض تدور حول الشمس. لم تكن نظرية غاليليو تناقض على الاطلاق الكتاب المقدس, لكنها كانت معاكسة لتعليم الكنيسة انذاك. من جهة اخرى, يلام العلماء عندما يعلمون ان النظرية غير المثبتة, نظرية تطور الحياة من مادة جامدة لا علاقة لها بالخالق, هى واقع, وهم يسخرون من الايمان الدينى قائلين ان لا اساس علمى له.
هل من المعقول اذا, التوفيق بين العلم والدين ؟ نعم. ففى الواقع, ان العلم المثبت والدين الحقيقى لا يتناقضان بل يكملان واحدهما الاخر." يتبع "
#مجدى_زكريا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟