راهنية مواقف وكتابات زكي خيري الوطنية والاممية بعد عشر سنوات على رحيله -2

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 11:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

حلل زكي خيري بشكل صائب انطلاقا من مبادئه الماركسية في تطورها محتوى العصر ، وبلوغ الراسمالية مرحلة العولمة واستخدامها لكل وسائل الحروب والارهاب ومختلف الادوات من دكتاتوريين واصوليين على اختلاف اشكالهم وكل الوسائل من مخدرات وجنس وجريمة منظمة . واحتدام المعارك الوطنية الى جانب اتساع مفهوم الاممية . وشخص الترابط الاوثق بين القضايا الاممية والوطنية مع اعطاء القضايا الوطنية الاولوية في مرحلة التحرر الوطني دون التقليل من اهمية القضايا الاممية . فبدون الالتزام بالمواقف الاممية والاستناد الى الدعم الاممي والعالمي لا يمكن تحقيق أي نجاح في القضايا الوطنية.
ناضل زكي خيري منذ عام 1964وحتى رحيله من اجل الزام قيادة الحزب الشيوعي العراقي باستراتيجية فهد الوطنية ، التي اثبتت حيويتها وتبنيها من قبل الحركة الشيوعية العالمية في يومنا هذا ، بل وحتى قوى العولمة الانسانية وستبقى الاستراتيجية الصحيحة حتى تحرر البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وهي: "ان الامبريالية هي العدو الرئيس لشعبنا، وادواتها الانظمة الرجعية والدكتاتورية".
فقد ثبت ذلك في وثائق المؤتمر الوطني الثاني التي احرقتها قيادة الحزب قبل عقد المؤتمر الوطني الثالث. فقد نص البرنامج:"ان الاستعمار لا يزال العدو الرئيس للثورة الوطنية الديموقراطية وله حلفاء طبيعيون من اعداء الثورة داخل البلد وهم الاقطاعيون وكبار الملاكين والبرجوازية الكبيرة من تجار ومرابين وارباب عقار وموظفين (عسكريين ومدنيين) يؤلفون برجوازية بيروقراطية تبتز اموال الشعب وتختلس اموال الدولة وتتمتع بامتيازات على حساب الشغيلة ، وبدافع الخوف من تطور ثورة الشعب انحازت للاستعمار، الذي لايزال يمثل مواقع هامة في الحياة الاقتصادية (النفط والتجارة والزراعة و..الخ) وله شبكة واسعة من من العملاء والوكلاء المتغلغلين في اجهزة الدولة وفي مختلف الاوساط الاجتماعية ."(وثائق المؤتمر الوطني الثاني للحزب الشيوعي العراقي.ص 83)
ولذلك رفض زكي خيري التحالف مع حزب البعث وتحت قيادته ، لان حكمه عبر عن هويته الدكتاتورية منذ الايام الاولى لاستيلائه على السلطة. وخاض زكي خيري صراعا عنيفا مع قيادة البعث لرفضه التوقيع على ميثاق الجبهة بصيغة قيادة البعث لها وهدد بالاغتيال وباعمال تآمرية من قبل بعض اعضاء اللجنة المركزية المتحمسين للجبهة مع البعث، ومنها مقاطعة اجتماعات اللجنة المركزية بقيادته بناء على غياب السكرتير. وسجل موقفه هذا المنسجم مع مواقف العديد من الشيوعيين المخلصين في برنامج الحزب الشيوعي العراقي للمؤتمر الوطني الثاني حيث نص في برنامجه:"ان المهمة الملحة التي يناضل حزبنا من اجل تحقيقها هي اقامة جبهة وطنية موحدة تقدمية، باعتبارها الاداة الضرورية لتعبئة قوى شعبنا وطاقاته ، لتحقيق الاهداف التي تتفق عليها اطراف الجبهة الموحدة في ميثاق مشترك تلتزم به امام الشعب .
"ان هذه الجبهة بنبغي ان تقوم على اساس ضمان حرية كل حزب وطني واستقلاله الايديولوجي والسياسي والتنظيمي، وحرية النشاط النظري والعملي لتحقيق اهدافه وبرامجه. وفي هذه الجبهة يرفض حزبنا أي شرط من شأنه فرض القيادة السياسية مسبقا لاي حزب على الجبهة " (نفس المصدر ص 82)
وحذر قائلا: "ان الحركة الديموقراطية بوحدتها وائتلاف احزابها وتعبئتها لاوسع الجماهير حولها ، تملك القدرة على تجنيب البلاد من الوقوع فريسة سهلة بيد حكم الرجعية واعوان الاستعمار وهو المصير الذي يؤول اليه استمرار سياسة البعث المعادية للديموقراطية والتي تقود الى هاوية لا قرار لها."(نفس المصدر ص47)
لم يتوقع زكي خيري ما حدث بالضبط وهو الاسوأ على الاطلاق : من حروب عاشها ولو عن بعد وحصار اقتصادي وارهاب دموي وقصف باليورانيوم المنضب الذي اعطب اجيال من الشعب العراقي والبيئة ، ولكنه رحل قبل ان يعيش نكبة الاحتلال المباشر للعراق ، رحل قبل ان تؤجج قوات الاحتلال الام الشظية التي اصابته من قنابل قوات الاحتلال البريطاني وهو ابن الرابعة ، وجرائمها خلال نصف قرن قدم شعبنا فيها اغلى التضحيات من اجل تحرير الوطن وطرد اخر جندي اجنبي يدنس ارض الوطن في اذار 1959، رحل قبل ان يرى الدبابات الامريكية تجوب شوارع بغداد العزيزة على قلبه وتوجه اسلحتها الى صدور ابناء شعبنا الاباة الذين وثق زكي خيري دائما باعتزازهم بكرامتهم وبقدرتهم على التحرر وكثيرا ما كان يردد بيت لشعر الجواهري:
هذا العراق وهذه ضرباته كانت له من قبل الف ديدنا
سعاد خيري
15/2/2005

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات