التأطير الفكري Framing

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 10:30
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    

قبل ان اشرح معنى Framing اليكم بالامثلة الاتية:

المثال الاول انت تقرأ على الواجه الامامية لمطعم قائمة بالاطعمة المتوفرة:
لحم بقر / خروف / دجاج طازج
لحم خروف مشوي
لحم بقر مفروم

المثال الثاني على واجهة مطعم آخر تقرأ مايلي:
لحم بقر / خروف / دجاج قتل (ذبح) قبل نصف ساعة و الدم لا يزال يسير
لحم خروف احرق بالفحم او بالكهرباء
لحم بقر قتل و حول لحمه الى عجين بآلة كهربائية

و السؤال هو اي مطعم تختار واي مطعم يسيل لعابك و لماذا؟ انت بالتأكيد تختار المطعم في المثال الاول رغم عدم وجود فرق بين مأكولات المطعمين و لربما مأكولات المطعم في المثال الثاني طازجة اكثر و لكن الفرق هو كيفية صياغة القائمة او وضعها في اطار جميل و هيكل. ماذا يعني هذا؟ بالتاكيد يعني ان الاختيار لا يعتمد على الجوهر بقدر اعتماده على اطار نغمة وموسيقى العرض. انت تستطيع ان تبيع مادة غذائية عندما تكتب و تقول 98% خالية من الدهنيات قبل بيع مادة اخرى تقول نسبة الدهن 1% رغم ان 1% اقل من 98% لان 98% يعني 2% .

للانجليزية عبارة دقيقة للتعبير عن محاولة الاعلانات التجارية و رجال السياسة و الدين تأطير فكرنا و صياغته بقالب يناسب اغراض معينة. فمثلا تم تأطير سيجارة مالبورو باطار رجولي و حب الحرية و المغامرة بواسطة صورة كاوبوي بسبب فشل بيعها كسيجارة تفوح منها رائحة الانوثة باعلى درجاتها عندما فتحت عينها على العالم لاول مرة كسيجارة للمرأة و عندما كانت تقول لطيف كشهر مايس.

موسيقى تأطير الكلام تحقق نتائج اكثر او اقل حسب تأليفها فمثلا لو طلبت منك زوجتك نفس الطلب باسلوبين:
اولا برميل النفايات مملوءة
ثانيا نور عيني حبيبي حياتي ياريت لو فرغت برميل النفايات
يحاول موقع الحوار المتمدن صياغة فكرنا بقالب يساري و كانما ليس هناك اطار افضل و اجمل و اكثر تطورا من افكار كارل ماركس في تأريخ البشرية. تأكد ليس هناك شيء يعرض بضمنه هذا المقال لا يخضع لطريقة تأطيردماغك المسكين فكن حذرا.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات