الاعرج بوجمعة
الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 08:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في وقت تعالت فيه أصوات الرجعية وهتافات المستبدين، وطغيان الفكر الاستبدادي، الذي ظل جاثم على نفوس البشر لمدة طويلة.. لكن اليوم بفضل نمط جديد من التفكير استطاع تحرير نفسه من قبضة الرجعية، هذا النمط من التفكير العقلاني الحر اسمه التفكير الفلسفي، منح الانسان القدرة على استنشاق عطر الحرية وركب رياح التغيير، فكر أعلى من سلطة العقل؛ وهذا الأخير ثم نبذ زحف العنف و التعصب و التقتيل الممارس من طرف القوى الاستبدادية.
فالسؤال لماذا الفلسفة؟ جاء على شكل دعوة صريحة للدخول و الاقامة في الفلسفة كما يقول م.هيدجر، لأن هذا الفكر هو الذي استطاع عبر التاريخ من أن ينتشل الانسان من نير وقهر القوى الرجعية، لذا لابد من نشر هذا الفكر وتعليمه بدون ثمن كما قال سقراط. رجاءا منا أن تسود القيم التي ترسى عليها سفينة الفلسفة والمتمثلة في: الحرية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية ...
فمختلف المدارس الفلسفية راعت بدون استثناء حرية الانسان، وشروط العيش الكريم، لو عدنا مثلا إلى الفكر اليوناني نجد أهم فيلسوف حاول إقامة مدينته على فكر فلسفي حر هو أفلاطون، واشترط لها شروط من بينها يجب على الحاكم أن يكون فيلسوف أو الفيلسوف حاكما، لأن هذا الأخير لم يكن يوما مستبدا ولم يطمع يوما وراء مال أوجاه، ما يهمه هو البحث عن الحقيقة في ذاتها، من هنا فلا غرابة إذ نزع أفلاطون الحكم من المستبدين وأهداه إلى الفلاسفة.
الفلسفة التي أدعوا إليها هي فلسفة عقلانية تجعل من العقل صرحا لبناء كل شيء، موجهة سهام النقد الى العقل الفقهي الذي يرجح العودة الى الدين في حل مسائل الانسان. تقول الفلسفة أن العقل الفقهي أصبغ جميع الاشكاليات بصبغة دينية محققا أهدافه، وهذا ما نشاهده اليوم هو لجوء جميع القوى الظلامية الى مشروعية الدين باعتباره أفيون يتم من خلاله تخدير الشعوب وخصوصا العربية منها، متناسية ما قاله المفكر العربي ابن خلدون على أن المعقول واللامعقول يوجدان معا في العلوم العقلية و العلوم النقلية، من هنا كان لزاما على التفكير الفلسفي تنقية هذا اللامعقول في مختلف الميادين، على اعتبار ينمحي كل مقدس أمام سلطة العقل.
#الاعرج_بوجمعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟